استئنافية فاس تبرئ متهما بزعزعة عقيدة مسلم

حجزت لديه كتبا وإنجيلا وأقراصا مدمجة تدعو إلى اعتناق المسيحية واعترف تمهيديا باكتشافها صدفة من خلال برنامج إذاعي طوت غرفة الجنح الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بفاس، صباح الخميس الماضي، الملف رقم 1754/13 المتعلق باتهام شاب من إقليم تاونات بالتنصير ونشر المسيحية، بعد أسبوع من إدراجه في التأمل في رابع جلسة منذ تعيينه استئنافيا في 19 شتنبر الماضي بعد استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الابتدائية بتاونات، والقاضي بإدانته سنتين ونصف سنة حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 5 آلاف درهم بتهم «زعزعة عقيدة مسلم والمشاركة في إنتاج المخدرات واستهلاكها». وألغت الحكم الابتدائي فيما قضى به من إدانة «م. ب» (32 سنة، بدون مهنة)، من أجل «زعزعة عقيدة مسلم». وحكمت بعدم مؤاخذة المتهم الذي متع بالسراح المؤقت استجابة لملتمس دفاعه في أول جلسة يعرض فيها استئنافيا مع إخضاعه للمراقبة القضائية بعدم التغيب عن المنزل الأبوي والتقدم كل اثنين وأربعاء أمام الضابطة القضائية للدرك بعين عائشة والسلطات المحلية، من أجلها وببراءته من ذلك وتأييد الحكم الابتدائي في باقي مقتضياته مع تحميل الخزينة العامة الصائر. وآزر المتهم استئنافيا عدة محامين رافعوا في جلسة مناقشة ملفه معتبرين اعتقال هذا الشاب «إساءة لصورة المغرب دوليا بعدما دخلت جمعيات حقوقية على الخط وانتقدت المغرب لعدم احترام حرية الاعتقاد»، فيما التمست النيابة العامة تطبيق القانون، بعدما استمعت هيأة الحكم إلى المتهم وقريبيه القاصرين، إذ أكد أحدهما تكليفه بتقديم كمية من كتب الديانة المسيحية إلى رجل تعليم بدوار أولاد عمرو بجماعة عين عائشة بتاونات، قبل أن يعيدها إليه فورا بعد الاطلاع عليها. وتعود وقائع الملف إلى 28 غشت الماضي لما أوقف هذا الشاب القاطن بدوار أولاد عمر، من قبل القائد وأعوانه بداعي زعزعته عقيدة مسلم، وحجز كتب ومطبوعات وأقراص مدمجة تعرف بالديانة المسيحية، قبل الاستماع إليه في محضر وتسليمه إلى الضابطة القضائية للدرك بالمنطقة، التي وضعته تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة بابتدائية تاونات، وعرضه على جلسة عمومية تم فيها البت في أمره وإدانته بالحبس النافذ لسنتين ونصف سنة، بسرعة قياسية. واعترف هذا الشاب الذي انقطع عن الدراسة في السنة الثامنة إعدادي بسبب مشاكل بالإعدادية قبل أن يجرب البحث عن لقمة عيش في عدة مهن بما في ذلك العمل في البناء وحقول الكيف بكتامة التي فتحت عينيه على إدمان تدخين المخدرات والأقراص المهلوسة، ما أدى إلى إصابته بمرض نفسي عولج منه طيلة أسبوعين بمستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية بمدينة فاس، (اعترف) بالمنسوب إليه من تهم زعزعة عقيدة مسلم والمشاركة في إنتاج المخدرات واستهلاكها. قبل 7 سنوات خلت اكتشف هذا الشاب الذي جرب حيلا مختلفة للكسب الحلال دون جدوى، صدفة برنامجا إذاعيا بإذاعة فرنسية يتحدث عن الديانة المسيحية وفضائلها والراحة النفسية التي يوفرها اعتناقها، إلى أن أدمن الاستماع إليه، إذ عن طريقه اكتشف قيما مميزة لهذه الديانة بينها «عقيدة الخلاص» و»التسامح» و»حب الأعداء» وعدم الاهتمام بالماديات، ما وجد فيه راحة نفسية كان في أمس الحاجة إليها، ما جعله يعمق بحثه في هذه الديانة بعد اتصاله المتكرر بتلك الإذاعة. في منطقة ميضار بالدريوش كان أول لقاء لهذا الشاب مع زميل له من طنجة يعمل لفائدة تلك الإذاعة، حيث تسلم منه نسخة من الإنجيل واعدا إياه باستفادته من مساعدات قبل أن يعرفه على شاب أمريكي الجنسية يعمل في مجال الطاقة المتجددة بالحسيمة، كي يلجأ إليه وقت الحاجة، إلى أن توثقت صلته به وتكررت لقاءاتهم كل أسبوع لتوجيهه وتأطيره، إلى أن غادر الحسيمة بعد طرده من قبل مشغله بعدما اكتشف اعتناقه هذه الديانة، ما جعله ينتقل إلى الرباط لحضور احتفالات رأس العام. وبالرباط تعرف هذا الشاب المغرر به، على بعض مؤطريه لاعتناق المسيحية، حيث دأب على اللقاء بهم بشكل دوري بمنزل بمكناس لتعلم قيم هذه الديانة وترسيخها في نفوس معتنقيها في إطار دروس يطلق عليها اسم «التلمذة» أو لتعلم مفاهيم التواصل والإيمان وكيفية توضيح «الحق الإلهي»، فيما اعترف المتهم تمهيديا بتردده المتكرر على العاصمة الإسماعيلية واجتماعه مع أشخاص يلقبون ب»الإخوان» بالحسيمة والرباط، لتبادل المعارف في ما بينهم ومناقشة سبل تقوية المعتقد. حميد الأبيض (فاس)

استئنافية فاس تبرئ متهما بزعزعة عقيدة مسلم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لأستاذ اغتصب طالبـة بالجديدة

إعلاميون يناقشون واقع الثقافة في التلفزيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات