الفرار من المستشفيات… الطريق لاستعادة الحرية

صرخ السجين بشدة داخل زنزانته.ضرب الحائط بقوة بيديه ثم مسك بطنه وسقط أرضا مخرجا بعض الزبد من فمه. انتبه بعض الحراس للأمر، اتصلوا بالمدير الذي اتصل بدوره بالإسعاف حتى يتسنى نقل المسجون على وجه السرعة إلى المستشفى، مخافة أن يتوفى داخل الزنزانة ويدخل في دوامة من الأسئلة التي قد تعصف بمنصبه. نقل السجين إلى المستشفى رفقة شرطي طلب منه رئيسه في العمل أن يلازمه كظله مخافة أن يكون خطط لعملية فرار أو شيء من هذا القبيل، عمل الرجل بالوصية وبقي على مقربة من السجين، وحتى يطمئن عمد إلى تصفيده رغم محاولات السجين إقناع الشرطي بغير ذلك. أوصل الشرطي الأمانة إلى الجناح الخامس بالمستشفى الخاص بالأمراض الباطنية، وتسلم الطبيب المريض الذي كان ما يزال يتألم أو على الأصح يتظاهر بالألم، أجرى عليه بعض الفحوصات اللازمة ثم طمأنه على حالته الصحية وطلب منه تناول بعض الأدوية.تسلم الشرطي السجين وأعاد تصفيده ثم انطلقا في اتجاه السيارة التي ستعيدهما إلى السجن، في الطريق تظاهر السجين أنه يرغب في التوجه إلى المرحاض، وجد الشرطي نفسه في ورطة، خاصة أن الغاية لم تكن فقط التبول بل قضاء حاجة أخرى، تمهل قليلا وشرد بفكره بحثا عن حل للمشكلة، قبل أن يباغته السجين بصرخة طالبا الشرطي بسرعة فك قيده. لم يجد الشرطي بدا من الاستجابة إلى طلب السجين، وخلصه من الأصفاد ثم طلب منه الدخول والخروج في أسرع وقت ممكن، بقي الشرطي ينتظر خروج السجين، واستغل الفرصة ليطلب من أحد الحراس بالمستشفى جلب قنينة ماء، قبل أن يعود الأخير ليؤكد أنه التقى بالسجين، الذي شاهده مصفد اليدين رفقته، يغادر المستشفى، ما أصاب الشرطي بحالة ذهول، فعمد إلى طرق الباب مطالبا إياه بالخروج، قبل أن يكسر باب المرحاض ويكتشف فراره.وتعقب الشرطي، الذي تملكته حالة هلع شديد، المتهم بخطى متسارعة، غير أنه لم يعثر على شيء ليعود إلى المكان ويعاود تفتيش المرحاض بأكمله فلم يعثر على شيء، قبل أن يجلس أرضا متحسرا على خيبة أمله، ليلقى تعاطفا من قبل بعض زوار المستشفى، فيما وجه له آخرون اللوم على تهاونه مع «مجرم». ضاقت الأرض بما رحبت بالمتهم، بقي جالسا يندب حظه التعيس قبل أن يقرر إبلاغ رؤسائه في العمل بأمر فرار السجين الذي كلف بحراسته، لينتقلوا إلى المكان ويوجهوا إليه عتابا كبيرا، مستفسرين عن كيفية السماح له بالدخول إلى المرحاض دون التأكد، مما إذا كان بإمكانه الهرب منه، دون أن يجد الشرطي جوابا مقنعا، ليكتفي بالقول إنه وثق بالمتهم، خاصة أنه اعتقد أن حالته الصحية لا تسمح له بالهرب.هذه حالة من مجموعة حالات فرار سجناء من داخل المستشفيات، بالادعاء أنهم أصيبوا بمغص أو بعد إصابتهم بالفعل بآلام جراء تناول مواد عن عمد، حتى يتسنى لهم الخروج من أسوار السجن العتيدة التي عجزوا عن الهرب منها، والذهاب إلى المستشفى التي تمنحهم إمكانيات عديدة للفرار، وهوا ما يطرح المشكل بحدة، ويوجب البحث عن حل لن يكون سوى توفير خدمات طبية للسجناء داخل الزنازين، وفي الحالات التي يتوجب معها نقلهم إلى مستشفيات متخصصة يلزم الأمر تخصيص غرف مجهزة لهم بكل المتطلبات ومحروسة بشكل جيد حتى لا تتكرر مثل هذه المشاهد، وحتى نرفع عن الشرطي أو المكلف بالحراسة عبء حراسة سجين مثل كرة جمر.الصديق بوكزول

الفرار من المستشفيات… الطريق لاستعادة الحرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سجناء بفاس استغلوا ضعف المراقبة للفرار

"الهروب الكبير" لمعتقلي السلفية من سجن القنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات