سجناء بفاس استغلوا ضعف المراقبة للفرار

أحدهم فر من مستشفى وآخر خرج من باب السجن وزميلهما استغل نوم الحارس سجلت بالجهة الوسطى الشمالية، عدة حالات فرار سجناء من داخل المؤسسات السجنية أو معتقلين موضوعين تحت الحراسة النظرية بمخافر الشرطة والدرك الملكي، لأسباب مختلفة مرتبطة بضعف الحراسة وعدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة أو ادعاء المرض والفرار من داخل المستشفى، قبل الإيقاف من جديد وإحالة المعتقل الفار على العدالة لاتخاذ المتعين قانونا في قضية عادة ما تضيف بضع أشهر جديدة إلى العقوبات الحبسية السالبة للحرية المحكومين بها. ويتذكر الرأي العام بتاونات كيف استطاع شاب محروس نظريا له سوابق قضائية، من الفرار بعد ساعات قليلة من اعتقاله بتهم مختلفة بينها السرقة والضرب والجرح ونقله إلى المخفر، رغم تصفيده، إذ استغل انشغال حارسيه بعملهم، ليطلق سيقانه للريح فارا عبر حقول الزيتون المجاورة لمقر الدرك، ما استنفر الجميع لمطاردته على مسافة طويلة وإيقافه بعد قطعه مسافة طويلة خارت بعدها قواه قبل أن يستسلم كما شأن شاب آخر ارتكب جريمة مزدوجة بنواحي تيسة. هذا الشاب الذي له سوابق قضائية وسبق أن أدين بعقوبة سجنية سالبة للحرية بعد قتله خطيبته، أجهز على قريبه وأصاب آخر بجروح بليغة انتقاما منهما لاشتباهه في التبليغ عن اتجاره في المخدرات، قبل أن يفر بعد ارتكابه هذه الجريمة، قاطعا مسافة طويلة انطلاقا من الدوار الذي شهد الحادث، بل ارتمى بين أحضان مياه نهر مجاور وقطع أمتار طويلة سباحة، لكن قوة تحمله لم تدم طويلا قبل أن يلتحق به دركي داخل النهر ويوقفه بعد مطاردة هوليودية شارك فيها عشرات أبناء المنطقة. أما أبواب سجون فاس فشهدت حوادث مماثلة لفرار سجناء محكومين، للثقة الزائدة فيهم، إذ عادة ما كانوا يكلفون بمساعدة موظفي المؤسسة السجنية في مراقبة الزوار والحراسة، مستغلين فتح الباب الرئيسية للفرار إلى وجهة مجهولة، وفي حالة شاب متحدر من المنطقة الشرقية كان موشكا على إنهاء عقوبته السجنية لاتجاره في المخدرات، التي كان يقضيها بسجن عين قادوس، ولم يتبقى منها إلا أسبوعين، لكنه اختار إطلاق سيقانه للريح فرارا، عوض مزيد من الصبر إلى حين إنهاء العقوبة. هذا السجين «العادي» الفار كان يقضي عقوبة محددة في 6 أشهر كان على أهبة إنهائها، لكنه استغل ثقة الإدارة السجنية فيه وتكليفه بمهمة «بلانطو» التي مكنته من الخروج من الباب الرئيسي للسجن دون إثارة الانتباه، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سر تلك الثقة التي تجعل سجناء يستفيدون من امتيازات دون غيرهم تتيح لهم فرص التنقل بحرية بين الأجنحة أو في الساحة والمطبخ وأحيانا بالأبواب الرئيبسية للمؤسسة السجنية. ولعل من آخر حالات فرار سجناء ما حدث في يوليوز الماضي بسجن مدينة ميسور لما فر شاب محكوم بعقوبة سجنية سالبة للحرية بتهمة حيازة والاتجار في المخدرات، مستغلا «هفوة» من حارس بباب السجن غالبه النوم وأحيل على اللجنة التأديبية للإدارة العامة للسجون واتخذ قرار بتوقيفه فيما كان هذا الخطأ سببا في تنقيل مدير المؤسسة السجنية التي تعتبر من بين أصغر السجون بالمغرب ولا تضم إلا عددا محدودا من السجناء المحكومين أو المعتقلين احتياطا.وتشير بعض المصادر إلى أن مؤسسة عبد العزيز بن إدريس الواقعة في مكان خال قرب كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، تعتبر المؤسسة الإصلاحية الأكثر انتشارا لحالات فرار نزلائها الأحداث المدانين أو المتابعين في ملفات مختلفة، مستغلين قصر السور المحيط بها وقرب أشجار الزيتون منه وضعف المراقبة داخلها، ما يستغله الأطفال عادة لتسلق الأسوار فوق الأشجار المجاورة في ظل غياب المراقبة الأمنية اللازمة. ومن أشهر حالات فرار السجناء بفاس، ما وقع في سنة 2008 بالسجن المحلي بوركايز ضواحي المدينة، لما فر سجين محكوم ب15 سنة حبسا نافذة بتهمة مختلفة بينها السرقة والاتجار في المخدرات، من داخل مستشفى كان يتلقى فيه علاجه بعد نقله إليه من السجن لتدهور حالته الصحية جراء إصابته بضيق في التنفس، ما استغله للفرار إلى وجهة مجهولة قبل إيقافه بعد أشهر من ذلك لما لجأ لزيارة عائلته بدوار بمنطقة أولاد آزم بجماعة بوعادل بتاونات، في عيد الأضحى. لم تكن قد مرت حينئذ إلا 7 سنوات على اعتقاله ومحاكمته وإيداعه السجن المذكور، لما فكر هذا الشاب الذي كان وجه رسالة إلى الصحافة سرد فيها تفاصيل فراره ومن سهل له ذلك، في إبداع سيناريو الفرار من داخل غرفة بمستشفى عمر الإدريسي المعروف ب»باب الحديد»، والواقع بمدخل حي البطحاء عند مشارف المدينة العتيقة لفاس، بعدما طلب من المشرفين على السجن نقله إليه لتلقي العلاج الضروري وإمضائه مدة معينة بإحدى غرفه. في اليوم الثالث لإيداعه المستشفى، حضر مسؤول بالسجن لتأمين إعادته إلى المعتقل، وبينما كان والحراس يهون بمغادرة المستشفى، أخبرهم المعتقل بكونه نسي بعض أمتعته بالغرفة واستأذن الموظفين بالعودة، فأذنوا له بذلك دون اتخاذ أي إجراءات احترازية أو حراسة أمنية تفرضها مثل هذه الحالات، من قبيل تصفيد الأيدي أو المرافقة، ما سهل فراره وفتح في شأنه تحقيق أفضى إلى توقيف ثلاثة موظفين اتهموا بالتقصير في مسؤولياتهم. حميد الأبيض (فاس)

سجناء بفاس استغلوا ضعف المراقبة للفرار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء أنهكتها الحسابات السياسوية الضيقة

الفرار من المستشفيات... الطريق لاستعادة الحرية

مقالات ذات صلة