شكري بمعرض الكتاب بعد 10 سنوات على رحيله

محمد برادة وإبراهيم الخطيب يستحضران الكاتب الذي "لوى عنق تاريخه الخاص" تتواصل بالدار البيضاء فعاليات الدورة 20 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، بتنظيم عدد من الأنشطة والندوات التي تخلله، منها تخصيص ندوة عن الكاتب المغربي الراحل محمد شكري بحضور زميليه الكاتب محمد برادة والناقد والمترجم إبراهيم الخطيب. كما تم توقيع عدد من الإصدارات الجديدة. استحضر المعرض الدولي خلال اليوم الثاني أول أمس (السبت) روح الكاتب المغربي محمد شكري عبر ندوة تحدث عنه فيها رفاقه في درب الكتابة والمهتمون بأدبه، ضمن ندوة اختير لها عنوان "محمد شكري.. عشر سنوات على الرحيل". وكان الكاتب محمد برادة أحد المتدخلين خلال الندوة، إذ حرص في بداية مداخلته على التطرق إلى رواية "الخبز الحافي" معتبرا أن شكري قدم من خلالها "شكلا جديدا من الكتابة السردية، لدرجة أن جل كتاباته اللاحقة ستأتي مكملة لما قدمه في روايته الأولى". وأضاف برادة أن شكري ظل سجينا لماضيه ولم يستطع الفكاك منه، بحكم أن الشهرة التي حققها بعد صدور رواية "الخبز الحافي" أضافت إليه أعباء جديدة، حتى أنه كاد أن يتحول إلى كاتب شفوي، على اعتبار أن أغلب الأعمال التي صدرت في ما بعد كانت عبارة عن حوارات، وهي المسألة التي انتبه إليها برادة نفسه وكان دائما يطالب زميله شكري بالعودة إلى الكتابة وتعميق تجربته الإبداعية. كما تحدث صاحب "لعبة النسيان" عن علاقته الأدبية بمحمد شكري من خلال كتاب "ورد ورماد" وهو عبارة عن رسائل متبادلة بينهما، مشيرا إلى أول لقاء بينهما سنة 1972، إذ كان برادة في تلك الفترة قد اطلع على بعض نصوص شكري التي نشرها بمجلة "الآداب" البيروتية، وفي الوقت نفسه كان قد كون عنه صورة خاصة من خلال ما كان يصله عنه بشأن حياته الخاصة، إلا أنه اكتشف في ما بعد أن شكري في الواقع ليس كما سمع عنه، إذ وجده شخصا مغايرا رزينا وعقلانيا في حديثه وجريئا في مناقشاته. أما الناقد والمترجم إبراهيم الخطيب فتحدث عن مستوى آخر في تجربة محمد شكري الإبداعية وهي علاقته بالكتاب العالميين منهم بول بولز الذي خصه شكري بكتاب بعنوان "بول بولز وعزلة طنجة" وثق فيه سيرة كاتب عالمي من خلال مقامه في طنجة، وبحر فيه شكري وسط العوالم الدقيقة والتفاصيل الصغيرة في حياة هذا الكاتب الأمريكي، ومنها تجعل القارئ يكتشف اختيارات بولز في الحياة وفلسفته في الوجود. كما تحدث الخطيب عن علاقة شكري بالكاتبين تينيسي وليامز وجان جينيه اللذين خصهما بكتابين روى فيهما علاقتهما بطنجة، لكن الخطيب يعتبر أن هذين الكتابين يختلفان عن كتاب بول بولز، في أن شكري تعامل مع الكاتبين الأخيرين من موقع المنبهر، في الوقت الذي اقترب من بولز بشكل جعله ينتقد بعض تصرفاته. أما الباحثة والمترجمة رجاء بومدين فقالت إن محمد شكري كان ضحية الشهرة التي حققتها روايته "الخبز الحافي"، وكان يخشى أن ينعت بالكاتب "صاحب الكتاب الوحيد"، وحاول جاهدا التخلص من هذا النعت وتحول إلى "الريفي الباهر الذي لوى عنق تاريخه الخاص". عزيز المجدوب

شكري بمعرض الكتاب بعد 10 سنوات على رحيله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاج القضاة صراع مجاني ضد مقومات الدولة

"الغالية" يعيد الشناوي إلى التلفزيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات