“سيكولوجية القاتل بالتسلسل” موضوع محاضرة بمكناس

اللقاء حظي باهتمام مكونات أسرة العدالة وصادق على العديد من التوصيات اختارت هيأة المحامين بمكناس أن تدشن أجندة أنشطتها الثقافية للموسم الجديد باستضافة الدكتور عبد الإله الهلالي، أخصائي نفساني، وأستاذ علم النفس وعلم النفس الإكلينيكي، والأستاذ بكليتي الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس والطب بالرباط، الذي ألقى، الجمعة الماضي بقاعة الندوات التابعة لمقر الهيأة نفسها، محاضرة في موضوع «سيكولوجية القاتل المتسلسل»، بعدما سبق له أن شارك، أواخر شهر أكتوبر الأخير، في أشغال الندوة القانونية التي نظمتها الهيأة عينها في موضوع «الحماية القانونية للنساء في مدونة الأسرة والقانون الجنائي»، من خلال تقديمه عرضا حول «الانعكاسات النفسية للعنف على صحة المرأة والطفل». في مستهل هذه المحاضرة، التي حظيت باهتمام محامين وقضاة ونواب الملك وأخصائيين نفسانيين، وأساتذة جامعيين، ومتتبعين، وطلبة باحثين، أكد الدكتور الهلالي أن الموضوع المتناول يندرج في إطار ما يسمى بعلم نفس الجريمة، المنتمي علميا إلى مجال سيكولوجيا علم النفس، مبرزا أن هذا المجال، ورغم انتمائه إلى السيكولوجيا، فإنه يتقاطع مع تخصصات وميادين أخرى كعلم الجريمة وعلم اجتماع الجريمة، موضحا أن العديد من الدول بدأت تدرس الجريمة من حيث كيمياء دماغ مرتكبيها، باعتبارها مسؤولة عن النزوع نحو الفعل الجرمي. وأضاف أن أي محور سيكولوجي سواء كان مرضيا أو جرميا لا يمكن أن يتحدد إلا من خلال دراسة التفاعلات الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية والتربية. وخلص المحاضر إلى أن السيكولوجيا الجرمية تتميز بالعديد من الأفكار، أهمها البحث في الأسباب النفسية للجريمة، وتتبع الخطوات السلوكية للمجرم، ومعرفة الفاعل أو المجرم من خلال الضحية، مشيرا إلى أنه بدراسة الأخيرة يتم التعرف تقريبا على 50 في المائة من بروفايل المجرم. بعد ذلك، انتقل الأستاذ المحاضر إلى تعريف القاتل المتسلسل في عالم الجريمة، موضحا أنه هو كل شخص يقترف على الأقل ثلاث جرائم قتل منفصلة عن بعضها بفارق زمني لا يقل عن ثلاثين يوما فما فوق، مدفوعا بغريزة الإشباع النفسي والحصول على الاهتمام أو الانتقام، وبدون غاية ربحية في غالب الأحيان، مع التشابه في الطريقة أو الأداة التي يستعملها في إزهاق روح ضحاياه المستهدفين، والذين غالبا ما يحملون مواصفات مشتركة. وزاد أن ما يميز القاتل المتسلسل عن غيره من مرتكبي جرائم القتل العادية هو اقترافه الجريمة بأعصاب ودم باردين، فضلا عن تمتعه بذكاء خارق، وإدراك بعض الخصائص السلوكية لضحاياه وقدرة فائقة على استدراجهم إلى مسرح الجريمة، قبل الإجهاز عليهم بطرق تستعصي على المحققين، بفعل معرفته الكبيرة بطرق وخبايا التحقيق وكذا بتفاصيل القانون الجنائي. إلى ذلك، نبه الأستاذ الهلالي إلى أن صفة القاتل المتسلسل لا تنسحب على ما يسمى بالقاتل بالكتلة، وهو من يرتكب جرائم قتل متعددة في مكان واحد، سواء كان مدرسة أو كلية أو ثكنة عسكرية...، كما أنها لا يمكن أن تنسحب على من يقتل مجموعة من الأشخاص في فترات زمنية متقاربة، أو حتى على القاتل بالإبادة الجماعية. يشار إلى أن «القاتل المتسلسل» مصطلح أمريكي، إذ أن أول من أطلقه هو المحقق المعروف (روبر ريسيي)، كان ذلك عام 1970، بعد تتبع طويل واقتفاء أثر المجرم (تيد باندي)، الذي يعد أشهر قاتل بالتسلسل عرفته الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعل المحقق المذكور يعنون المحضر بـ»قاتل بالتسلسل»، قبل أن يقول بعد فك رموز الجريمة الأخيرة للسفاح(باندي) «إننا أمام جريمة قتل بالتسلسل». ومنذ تلك الفترة أصبحت جميع الجرائم التي تنتسب إلى هذا النوع تسمى بالقاتل المتسلسل.وفي ختام هذه المحاضرة، التي أثرتها مناقشة مستفيضة ساهم فيها بعض المحامين المنتمين إلى هيأتي مكناس والرشيدية، تمت المصادقة على العديد من التوصيات، أبرزها إلزامية الخبرة العلمية وإدراجها تشريعيا، وخلق مراكز لإدماج الأشخاص المرضى عقليا ونفسيا، وتكثيف الجهود الأمنية الاستباقية، وضرورة تدخل الشرطة الإدارية لإيداع المرضى عقليا ونفسيا المستشفيات العقلية والنفسية. خليل المنوني (مكناس)

“سيكولوجية القاتل بالتسلسل” موضوع محاضرة بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرافة تدهس تلميذين بإمزورن

النطق بالحكم في ملف شبكة مخدرات بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات