حرب الأرقام تنتقل إلى القطاع السياحي

مرصد السياحة والوزارة الوصية يختلفان في نسب نمو العائدات انتقلت حرب الأرقام من دائرة المندوبية السامية للتخطيط ووزارة الاقتصاد والمالية إلى القطاع السياحي، فبعد إصدار وزارة السياحة لإحصائياتها حول النشاط برسم السنة الماضية، خرج المرصد الوطني للسياحة مؤخرا بأرقام جديدة، تثير إلى حد كبير نوعا من التضارب، خصوصا في كيفية احتساب العائدات. وفي هذا الشأن، سجل مرصد السياحة ارتفاعا في عدد السياح الوافدين بزائد 7 في المائة، وليالي المبيت بزائد 11 في المائة، فيما قدر معدل الملء في 43 في المائة، بزائد 3 نقاط مقارنة مع السنة ما قبل الماضية، وذلك نتيجة تطور الأسواق التقليدية، (فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إنجلترا وإيطاليا)، لتتراجع العائدات بناقص 0.7 في المائة، مقابل انخفاض بناقص 0.5 في المائة كانت أعلنت عنه وزارة السياحة في وقت سابق.وهذا التناقض البسيط في نسبة انخفاض العائدات، يعزى إلى أن الأرقام المقدمة من الطرفين عبارة عن توقعات محضة، في انتظار صدور إحصائيات مكتب الصرف، إلا أن الغريب في الأمر هو استقرار الطرفين رغم اختلاف النسب على مبلغ عائدات واحد في حدود 57.5 مليار درهم.وحتى بالنظر إلى إحصائيات سنة 2012، المعتمد عليها نسبيا في الثبت من حجم النشاط خلال السنة الماضية، يظهر استقرار العائدات عند 57.9 مليار درهم، حسب ما هو مؤكد في موقع الوزارة الالكتروني، بينما تشير أرقام مرصد السياحة إلى تحقيق عائدات بقيمة 57.8 مليار درهم، أي بتباين في الإحصائيات بين الطرفين بحوالي مليون درهم.وبخصوص المخطط الوطني لاستقطاب 10 ملايين سائح بحلول 2010، أكد صاحب إحدى وكالات الأسفار، ارتفاع أعداد السياح الوافدين، لكن دون تحقيق مداخيل مالية كبيرة، مرجعا ذلك إلى ضعف في وتيرة البيع وانخفاض الأسعار على مستويات غير مدروسة. وفي السياق ذاته، كشف إطار فندقي على صفحة مدونته، مؤخرا، ارتباط أغلب ليالي المبيت المسجلة في الفنادق، بحجوزات مباعة عبر الأنترنت، وتحديدا الموقع الوسيط «أونلاين ترافل أنجنسيس»، الذي يعرض على الزبناء أسعارا مبنية على القاعدة التجارية «أفضل الأسعار المتاحة»، إذ تتراجع أسعار خدمات الفنادق تلقائيا من أجل اجتذاب الزبناء، نتيجة المنافسة الشرسة لمواقع البيع الالكترونية، التي تحصل على نسبة 25 في المائة من الأرباح، وبالعملة الصعبة. ويضاف إلى ذلك، التأثير القوي للقطاع غير المهيكل على النشاط السياحي، إذ تشير آراء المهنيين إلى استقطابه حوالي نصف السياح الوافدين، علما أن التسويق السياحي يعتمد في اغلب الأحيان على المقابلة المباشرة، سواء تعلق الأمر بخدمات الحجز أو تأمين الطعامة أوالنقل...، والتي يؤدى عنها نقدا. وبالعودة إلى تباين الإحصائيات حول النشاط السياحي، دخلت الكونفدرالية الوطنية للسياحة في مواجهة مع الوزارة الوصية، حين كشفت برسم أنشطة السنة الماضية، استقطاب المملكة لـ9.9 ملايين سائح، مقابل 10 ملايين سائح التي كان أعلن عنها الوزير لحسن حداد في وقت سابق. وتماهمت الفدرالية المهنية مع وزارة السياحة في توقعاتهما بخصوص العائدات المادية المحققة، والتي استقرت في 59 مليار درهم، بزائد 2 في المائة مقارنة مع السنة ما قبل الماضية، ليبقى التباين حول رصد النشاط السياحي بين الطرفين، واضحا من خلال عشرات الآلاف من السياح، علما أن الوزارة الوصية تعتمد في إحصائياتها على البيانات المقدمة من الفاعلين في القطاع.بدر الدين عتيقي

حرب الأرقام تنتقل إلى القطاع السياحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بالأرقـام

تدبير الأزمات بالحل السياسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات