14 فـبــرايــر… “هـابـي فـالنـتـين”

المغاربة يخلدون عيد الحب بتبادل التهاني والهدايا يحتفل العشاق المغاربة، على غرار نظرائهم في العالم، اليوم (الجمعة)، بعيد الحب، الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة، وهي مناسبة غالبا ما تخلف أصداء متباينة بين مؤيدين ومعارضين، وبدأت عبارة "هابي فالنتين" في كل مكان حتى بات العديد من الأشخاص يعتبرونه عيدا جديدا انضاف إلى لائحة الأعياد المعتادة لدى المغاربة الموزعة بين الدينية والوطنية. يحل اليوم (الجمعة)، في المغرب كما في دول العالم، عيد الحب، مناسبة جديدة غير رسمية إلا أنها باتت تشغل اهتمام العشاق في العالم، على اعتبارها مناسبة لتبادل الهدايا بين الأحباء، مهما اختلفت قيمتها، إلا أن قيمتها الأصيلة تتجلى في أنها تعبر عن مشاعر الأشخاص الذي يعيشون أجواء العشق والحب. في المغرب، انتشرت في الآونة الأخيرة، هذه الاحتفالية سيما بين أوساط الشباب، كما أن المحلات التجارية والمصانع باتت تستقبل هذه المناسبة بعرض منتجات خصيصا لهذا الموعد السنوي، تتوحد في اللون الأحمر الذي يرمز إلى الحب، وغالبا ما توضع على شكل "قلب" للتعبير عن مشاعر الأفراد. تخفيضات احتفاء بالمناسبةمختلف المحلات التجارية بأرقى أحياء الدار البيضاء في مقدمتها المعاريف أو المركبين التجاريين "موروكو مول" و"أنفا بلاص"، كما في باقي مدن المملكة، تضع العلامات التجارية تخفيضات لهذه المناسبة، في الملابس أو الهدايا من بينها الورود و الشوكولاطة، كما تعمل على تقديم مجموعة من الهدايا لهذه المناسبة، تقول خديجة مسؤولة مبيعات وتجميل بأحد المحلات المتخصصة في بيع المواد التجميلية بحي المعاريف، التي أبرزت في حديث لـ"الصباح"، أن العلامة التي تشتغل بها، اختارت، أن تضع مجموعة من التخفيضات بهذه المناسبة، من بينها بيع منتوجين بسعر المنتوج الواحد، أو إجراء حصص في التجميل والماكياج مجانا في حال اقتناء أحد المنتجات، مع منح مجموعة من الامتيازات التفضيلية للزبناء، مبرزة أن الهدف من هذه التخفيضات هو الاحتفال بعيد الحب. أسر مغربية ترفض الاحتفال بـ"فالنتين"في غمرة الاحتفالات وتبادل الهدايا بين العشاق في 14 فبراير، اختارت مجموعة من الأسر المغربية، عدم الاحتفال بهذه المناسبة، على اعتبار أنها خارج الأعراف والتقاليد المغربية، كما أنها مناسبة لا تحمل أي معنى في خريطة الاحتفاليات، وهو ما أبرزته بشرى ربحي، ربة بيت، في حديث لـ"الصباح"، مؤكدة أن لا أساس من الاحتفال بهذه المناسبة التي لا تحمل أي معنى أو إضافة لدى الأشخاص، وأن الحب بين الأفراد يجب أن يكون على امتداد السنة، وغير مقتصر على يوم واحد في السنة، مضيفة أنه حان الوقت للتخلي عن الاحتفال بهذه المناسبة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين المغاربة. "فالنتين" شهيدا الحب تحمل عبارة "فالنتين" اسم اثنين من الشهداء المتعددين للمسيحية في بداية ظهورها، واللذين كانا يحملان اسم فالنتين. بعد ذلك، أصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم الحب الرومانسي الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الإنجليزي جيفري تشوسر في أوج العصور الوسطى التي ازدهر فيها الحب الغزلي. ويرتبط هذا اليوم بتبادل رسائل الحب الموجزة التي تأخذ شكل "بطاقات عيد الحب".وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام. ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة، قبل أن تتعدد الابتكارات في اختيار الهدايا لهذه المناسبة السعيدة. فنانون مغاربة يؤيدون عيد الحب اختارت مجموعة من الفنانين المغاربة، تأييد مناسبة الاحتفال بعيد الحب، إذ أبزر الممثل الشاب جواد العلمي، في حديث لـ"الصباح" أن الاحتفال بعيد الحب بات منتشرا في الآونة الأخيرة، ما يجعله مناسبة جديدة تنضاف إلى قائمة المواعيد والمناسبات التي يخلدها المغاربة، مؤيدا في الآن ذاته الاحتفال بهذه المناسبة التي وصفها بـ"السعيدة" لتبادل مشاعر الحب من زوجته وأسرته. من جهتها قالت الممثلة صباح بن الصديق إنها تحتفل بـ"فالنتين" على اعتبارها مناسبة لاستحضار مشاعر الحب مع زوجها وأيضا مناسبة لتبادل الهدايا مع المقربين منها، مؤكدة أن عيد الحب بات مناسبة لا محيد عنها سيما في أوساط الشباب. عيد الحب يواجه الثورات العربية رغم أن مجموعة من الدول العربية، تعيش على إيقاع ثورات في أنظمتها في ما بات يعرف بـ"الربيع العربي" إلا أن ذلك لم يمنع سكانها من الاحتفال بهذه المناسبة، فاللون الأحمر بدأ منتشرا في الشوارع العربية، حسب ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية، والمحلات بدأت تتزين لاستقبال هذه المناسبة، كما أن رواجات تعيشه هذه المحلات، يبرز مدى رمزية هذه المناسبة لدى العشاق، رغم الأحداث التي تعيشها بعض الدول.في القاهرة كما في تونس أو دمشق، دول تعيش تحت وطأة التغيير سواء السلمي أو الدموي إلا أن قصص العشاق تتطاير في كل مكان للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بين شباب يعيشون قصص حب مختلفة.وتأتي الاحتفالية العربية، في الوقت الذي اختارت الشرطة السعودية في الفترة بين 2002 و2008، بحظر بيع الأشياء الخاصة بعيد الحب، كما فرضت على العاملين في المحلات التجارية أن يزيلوا من واجهات العرض أي سلع حمراء اللون، لكن شوق العاشقين لهذا اليوم أدى إلى ظهور السوق السوداء لبيع الزهور والهدايا الخاصة بالمناسبة. مهرجان "لوبركايلي" للاحتفال بالحب رغم وجود مصادر حديثة شائعة تربط بين عطلات شهر فبراير غير المحددة في العصر الإغريقي الروماني، التي تداولت أخبار بشأنها عن الارتباط بالخصوبة والحب، وبين الاحتفال بيوم "فالنتين"، فإن جاك بي أوريوتش من جامعة كانساس ذكر في دراسته التي أجراها حول هذا الموضوع، أنه قبل عصر "تشوسر" لم تكن هناك أي صلة بين القديسين الذين كانوا يحملون اسم "فالنتينوس" وبين الحب الرومانسي. وفي التقويم الأثيني القديم، كان يطلق على الفترة ما بين منتصف يناير ومنتصف فبراير اسم "شهر جامليون" نسبة إلى الزواج المقدس الذي تم بين زوس وهيرا.وفي روما القديمة، كان "لوبركايلي" من الطقوس الدينية التي ترتبط بالخصوبة، وكان الاحتفال بمراسمه يبدأ في ثالث عشر من فبراير ويمتد حتى يوم خامس عشر من الشهر نفسه. ويعتبر "لوبركايلي" أحد المهرجانات المحلية الخاصة التي كان يحتفل بها في مدينة روما. أما الاحتفال الأكثر عمومية والذي كان يطلق عليه اسم "جونو فيبروا" والذي يعني "جونو المطهر" أو "جونو العفيف"، فقد كان يتم الاحتفال به يومي ثالث عشر ورابع عشر من فبراير. في المقابل قام البابا جيلاسيوس الأول بإلغاء احتفال لوبركايلي. ومن الآراء الشائعة أن قرار الكنيسة المسيحية بالاحتفال بالعيد الديني للقديس فالنتين في منتصف فبراير قد يعبر عن محاولتها تنصير احتفالات "لوبركايلي" الوثنية. الاحتفال بعيد الحب أمر حميد في الإسلام قال عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، في حديث لـ"الصباح" إن الاحتفال بعيد الحب هو أمر حميد في الإسلام، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي بني على المودة والحب بين الناس، مبرزا أن الحب من المعاني الجميلة والأخلاق الفاضلة في الإسلام، وكل من نوه بهذا التصرف فيكسب أجرا كبيرا.وأشار النائب البرلماني السابق عن حزب النهضة والفضيلة، إلى أن الأخلاق والفضائل من أسس الإسلام، مضيفا أنه يعيب شيئا وحيدا في الاحتفال بعيد الحب يتمثل في أن العرب غالبا ما يتبعون الغرب في الاحتفال ببعض المناسبات، رغم أن الأعراف والتقاليد العربية والإسلامية تحث عليها. مؤسسات عالمية تجري استطلاعات عن الحب تتسابق كبريات المؤسسات العالمية، المتخصصة في إجراء استطلاعات الرأي على تنظيم استفتاءات بين الأشخاص كلما اقتربت هذه المناسبة، لمعرفة مدى تقارب الأشخاص ومدى تفاعلهم مع الاحتفال بهذا الموعد السنوي.في روسيا 48 في المائة من الشباب يعيشون حياة العشاق ويحتفلون بهذه المناسبة، بينما في إسبانيا لا تتعدى النسبة 33 في المائة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تقارب 40 في المائة، لتكون فرنسا المعروفة برومانسيتها في مقدمة دول الغرب، إذ أن 67 في المائة من شبابها يعيشون حياة العشق، و70 في المائة من سكانها المستجوبين في الاستفتاءات يحتفلون بالعيد الجديد، الدولة الأوربية التي انضافت أخيرا إلى لائحة المعترفين بزواج المثليين شهدت أيضا في استطلاع أجرته إحدى المؤسسات المتخصصة، ارتفاعا في نسبة الأشخاص المثليين الذي يحتفلون بهذه المناسبة. ياسين الريخ

14 فـبــرايــر… “هـابـي فـالنـتـين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

170 مليارا لترحيل 9250 أسرة بالبيضاء

أفارقة يهاجمون حراس محطة القطار بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات