مشروع “مسير” بعد “مسار”

تواصل أطر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بعدد من نيابات جهة الدار البيضاء الكبرى دورات تكوين المكونين في مشروع "مسير أش 2" الخاص بالتدبير المعلوماتي للموارد البشرية بالقطاع، في وقت لم تهدأ بعد زوبعة تطبيقات برنام "مسار" الذي كاد يتسبب في أزمة تعليمية ويهدد بسنة بيضاء بعد خروج مئات التلاميذ في أنحاء المغرب، يطالبون بحقهم في نقاط المراقبة المستمرة. ويستفيد عدد من المكونين من ورشات تدريبية وصفت بالقاسية في عدد من النيابات لتهييء فريق من الأطر المدربة مهمتها إنجاز عدد من التكوينات للأطر الإدارية المستهدفة بهذا المشروع الإلكتروني الذي خضع للتجريب الأولي بالأكاديمية الجهوية لجهة مكناس، في الأشهر الأخيرة من عمر حكومة عباس الفاسي، وفي عهد أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية الأسبق. ويسعى مشروع "مسير أش 2"، الذي كلف الحكومة زهاء 9 ملايير سنتيم، تعميم النظام المعلوماتي لتدبير الموارد البشرية إلى الانتقال بالتدبير الإداري على مستوى الموارد البشرية من إطاره المادي التقليدي إلى المعلوماتي العصري بهدف تبسيط المساطر وإرساء آليات الحكامة الجيدة على مستوى التدبير. ويندرج المشروع ضمن رزنامة التدابير التي تتبناها الوزارة، منذ سنوات، لإنجاح التدبير المحلي للموارد البشرية٬ سواء في ما يتعلق بإعادة هيكلة المصالح المكلفة بهذا المجال على صعيد الأكاديميات والنيابات٬ أو في ما يخص المصاحبة الميدانية وتقديم الدعم والمساعدة اللازمين من خلال نقل الخبرة والتجربة المتوفرة لدى أطر المديرية. وفي الإطار نفسه، يعد مشروع التدبير الجهوي للموارد البشرية واحدا من الرهانات الأساسية لإصلاح المنظومة التعليمية برمتها، حسب مصادر من الوزارة. من المقرر أن يحيي هذا المشروع، الذي يندرج في إطار رقمنة المنظومة التربوية تعثر تطبيقه عدة سنوات، جراح برنام "مسار" الذي كلف وزير التربية الوطنية كثيرا من الجهد والوقت للدفاع عنه وتصحيح عدد من المغالطات بشأنه. كما قد تجد بعض المؤسسات التعليمية صعوبة في التأقلم مع هذا المد الجارف من البرامج الإلكترونية والأنظمة المعقدة، أمام ضعف التجهيزات اللوجيستيكية والموارد البشرية التي لها قابلية واستعداد للتكوين والتطبيق الأمثل لهذا المشروع. ويذكر أن الصعوبات التي اعترضت برنامج "مسار" لا تتعلق فقط بسوء فهم التلاميذ لطريقة احتساب نقاط المراقبة المستمرة، بل إلى عراقيل ذات طبيعية بنيوية، ويتعلق بضعف صبيب الأنترنت واتساع قاعدة البيانات، إذ يضطر عدد من الأطر الإدارية إلى تغيير برنامج عملهم والعمل ساعات إضافية للوفاء بالأجندة الزمنية الملتزم بها مع النيابات والأكاديميات، وبعض المديرين، على أبواب التقاعد، استعانوا بأبنائهم وببعض الشباب العاطل لإدخال البيانات والمعطيات، ما يكتنف ذلك من خطورة على سرية هذه البيانات.ي. س

مشروع “مسير” بعد “مسار”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النقابات تنكر على وزير الصحة منجزاته

"الباطرونا" في الصحراء تتعبأ لتنزيل مخطط البركة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات