الأمطار توقف حركة المرور وتغرق سيارات عادت السيول المحملة بالأتربة والحجارة لتغمر العديد من الأزقة والشوارع بتطوان طيلة الاثنين الماضي، ثاني أيام شهر رمضان، وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة وتواصلت إلى غاية الساعات الأولى أول أمس (الثلاثاء). وتسببت السيول التي غمرت منازل عديدة في بث الرعب في نفوس السكان الذين تقع منازلهم في بعض المنحدرات التي غالبا ما تكون عرضة للمياه الغزيرة للأمطار، في غياب البنية التحتية الملائمة المتمثلة في المجاري القادرة على استيعاب كميات الأمطار المتهاطلة، كما تسببت في قطع بعض الطرق من بينها الطريق الرابطة بين تطوان والمضيق. وحسب الصور التي تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن بعض السيارات غمرتها المياه ببعض الشوارع، إذ لم يتمكن أصحابها من نقلها بسبب الأمطار القوية التي خلفت بركا مائية كبيرة. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفتها جماعات إقليمي شفشاون وتطوان في انقطاع الطريق الرابطة بين المدينتين بعد تحطم إحدى القناطر واجتياح السيول لمقاطع طرقية، الأمر الذي أدى إلى شل حركة السير في الاتجاهين. وتسببت الرياح القوية التي رافقت التساقطات الرعدية في مدن الشريط الساحلي المتوسطي بين الفنيدق وواد لاو، في مد بحري كبير نتج عنه تحطم بعض زوارق الصيد الساحلي. وفي تطوان، سجلت مصادر محلية على مستوى عدة نقط، فيضانا لوادي مرتيل الذي كادت مياهه تبلغ كورنيش المدينة المطل على النهر، فيما نقلت شهادات بعض المواطنين تضررهم من الفيضانات بعد غمر المياه لبيوتهم. كما أكدت مصادر من جماعة مرتيل أنه "إثر النشرة الإنذارية من المستوى الأحمر التي أصدرتها المديرية العامة للأرصاد الجوية، الاثنين 4 أبريل 2022، عملت الجماعة على تشكيل لجنة لليقظة والتتبع ترأسها "محمد العربي المرابط"، النائب الأول لرئيس جماعة مرتيل، حيث عملت اللجنة التي ضمت القائد الاقليمي للوقاية المدنية والقائد المحلي للوقاية المدنية وقائد الملحقة الإدارية الرابعة وقائد الملحقة الادارية الثانية والمهندس الجماعي رئيس قسم التعمير والأشغال والبيئة والممتلكات وعمال جماعة مرتيل، على تنظيم زيارة ميدانية من أجل التدخل العاجل والفوري لإنقاذ مجموعة من المنازل التي غمرتها مياه البحر". وفي السياق ذاته عملت عناصر الوقاية المدنية على إجلاء مجموعة من ضحايا الفيضانات، إذ تكلفت الجماعة بإيواء عدد من المتضررين من سكان الأحياء التي غمرت منازلها السيول. ومن أجل مواجهة الفيضانات عبأت الشركة المفوض لها قطاع النظافة، وكذا قسم الأشغال بجماعة مرتيل أكياسا بلاستيكية بالرمال ووضعاها في الأزقة المواجهة للبحر لتجنب وصول المياه جراء المد البحري العالي إلى باقي المنازل بالأحياء القريبة من الكورنيش. يوسف الجوهري (تطوان)