تلوث الهواء يهدد القنيطريين بالسرطان

احتج مئات القنيطريين طيلة أمس (الأربعاء) على تلوث مدينتهم، بغبار أسود، بوضع أقنعة على أنوفهم وأفواههم، وجابوا أكبر شوارع المدينة، لإثارة انتباه المسؤولين، خصوصا زينب العدوي، والي الجهة، وعزيز رباح بصفته رئيسا للمجلس البلدي، الذي لم يحرك ساكنا في هذه المعاناة التي طالت كثيرا. وقال طبيب يعمل في مستشفى الإدريسي بالقنيطرة لـ"الصباح"، إن "سكان القنيطرة أضحوا مهددين بمرض السرطان، بسبب هذا الغبار الأسود الذي يغطي كل ليلة سطوح منازلهم، ويفسد نشر غسيلهم، إذ تصبح الملابس سوداء". وجاء احتجاج القنيطريين، استجابة لنداء أطلقته جمعية الغرب للمحافظة على البيئة إلى كافة مواطني القنيطرة للاحتجاج على تلوث مدينتهم بالغبار الاسود، وذلك بوضع قناع الأنف والفم خلال تجولهم بالشارع العام أمس (الأربعاء) من الساعة السابعة والنصف صباحا، إلى الساعة السادسة والنصف مساء. وجاء في نداء الجمعية الذي حصلت "الصباح" على نسخة منه، "نتعرض بمدينتنا منذ أزيد من ثلاث سنوات لتلوث هوائي حاد، يتمثل أساساً في غبار أسود يسود ببيئتنا ويرغمنا على استنشاقه. ورغم المجهودات التي بذلتها جمعية الغــرب للمحافظة على البيئة وفعــاليات مدنية أخرى من أجل حث المسؤولين على تــدبير الشأن المحلي لإيقــــاف هذا الوضع، والعمل على الحد من إلحاق الضرر الصحي والبيئي بالمواطنين بالمدينة، فإن الوضع بقي كما كان عليــه، بل ازداد استفحالاً". وقال ناشط في الجمعية نفسها إن "مشكل التلوث الجوي بالقنيطرة ظهر منذ 2011، ويتجسد في غبار أسود، أضحى الناس يتعاملون معه، وكأنه معطى بنيوي يجب التعاطي معه، بما يقتضي من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، نظير الإغلاق المحكم للنوافذ، والامتناع عن نشرالغسيل والتسليم بضرورة استنشاق الهواء الملوث كل مساء". وينتظر نشطاء الجمعيات التي تعنى بالبيئة من زينب العدوي، والي القنيطرة، بالتدخل الفوري، والتحرك السريع، بالعمل على وقف الضرر الذي بات يهدد صحة المواطنين، وذلك بعدما فشلت لجنة تقنية مختلطة سبق لها ان قامت بزيارات ميدانية،أظهرت أن الغبار الأسود، مصدره الإحراق المسترسل والعشوائي بالهواء الطلق لكميات هائلة من العجلات المطاطية المتلاشية، فضلا عن الأسلاك الملففة بالبلاستيك بمنطقة الصفاية قرب المطرح العمومي. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن تعمل سلطات الولاية على تفعيل خلاصات ونتائج اللجنة نفسها، بعدما أحيطت علما بمصدر التلوث، عملت على إقبار نتائج التحقيق، ولم تقم بالإجراءات اللازمة، تطبيقاً للقانون وحماية لصحة المواطنين بالقنيطرة، خصوصاً للأحياء الأكثر عرضة لهذا التلوث الخطير. وكشفت دراسة علمية أنجزت سنة 2009 حول درجة تلوث الهواء بالقنيطرة، أن بعض مؤشرات التلوث، ومنها التلوث بالمعادن الثقيلة مرتفعة جداً، مقارنة مع المعايير الأوربية، والمعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية. ورغم خطورة الوضعية التي باتت تقلق راحة السكان، فإن حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة لم تحرك ساكنا، ولم تفتح تحقيقا في الموضوع، ولم توفد أي لجنة إلى المدينة، رغم توصلها بسيل من المراسلات والشكايات. وقال مصدر جمعوي معلقا على هذا الإهمال الحكومي، إن "الحيطي تلقت تعليمات من زميلها رباح بعدم الاقتراب من عشه الانتخابي، وأن الغبار الأسود سيزول مع تهاطل الأمطار، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث".عبدالله الكوزي

تلوث الهواء يهدد القنيطريين بالسرطان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

130 قتيلا في تحطم طائرة بالجزائر

المجلس الدستوري يحمي استقلالية زملاء بركة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات