لوبي الفساد أوقف ميثاق الشرف بالبيضاء

يوسف أرخيص عضو المجلس الوطني للحركة الشعبية قال إن مخطط الأولويات يجب أن ينبثق من السلطة المنتخبة أكد يوسف أرخيص، عضو المجلس الوطني للحركة الشعبية وعضو مجلس المدينة، أن ميثاق الشرف الذي أنهى حالة "البلوكاج" سنة 2012، أزعج لوبي الفساد بالدار البيضاء، ودفعهم إلى الضغط للمطالبة بتوقيف ميثاق الشرف. وقال أرخيص إن المبالغ المخصصة لرؤساء المقاطعات، ضمن برنامج تغطية الأولويات والمحددة في حوالي 700 مليون لكل مقاطعة، هي أموال لدعم حملة سابقة لأوانها، موضحا أن والي الجهة ورئيس مجلس المدينة انفردا بوضع المخطط الاستعجالي دون تشاور مع باقي الفرقاء. وضع الخطاب الملكي الأصبع على جرح الدار البيضاء خلال افتتاح دورة أكتوبر البرلمانية، وهو خطاب بقدر ما فاجأ البعض، بقدر ما كان متوقعا عند البعض الآخر. كيف استقبلتم (شخصيا أو بصفتكم مسؤولا في الحركة الشعبية)، الانتقادات الملكية الوجيهة والصريحة لطريقة تدبير وحكامة العاصمة الاقتصادية، ومن المسؤول في نظركم عن هذا الوضع؟ خلال افتتاح دورة البرلمان الخريفية، خصص صاحب الجلالة محمد السادس حيزا مهما لتشخيص الوضعية الكارثية لمدينة الدار البيضاء وأعطى خطط طريق لتحسين وضعية البيضاويين والرقي بمستوى معيشتهم ونمط حياتهم. وقد ركزت الإشارات القوية لصاحب الجلالة حول المحاور التالية لمدينة الدار البيضاء التي تتوفر على بنية تحتية لا تليق بحجمها، مثل انعدام النظافة، وتغيير الحكامة الجيدة، خاصة ضمن حدود بعض مسؤوليات المنتخبين، ووضعية التدبير المفوض لقطاعات التطهير السائل والماء، في إشارة إلى شركة "ليدك"، الشركة المفوض لها من قبل المدينة.وإذ نثمن في فريق الحركة الشعبية الخطاب الملكي السامي، نشير إلى أن صاحب الجلالة عرض علينا تشخيصا وافيا للمدينة، وأعطانا الإشارات وبين لنا التوجيهات التي يجب علينا التقاطها من أجل تغيير معاملتنا وسلوكاتنا داخل المجالس المنتخبة. .كما أحمل الوضعية التي آلت إليها الدار البيضاء إلى السيد رئيس المجلس والمكتب المسير الذين كانوا يفتقدون برنامجا تنمويا منذ 2009 إلى يومنا هذا، كما يديرون شؤون المدينة بطريقة عشوائية دون إشراك باقي الفرقاء الأساسيين في إطار الديمقراطية التشاركية التي تعتبر واحدة من أهم أسس المشروع الديمقراطي الحداثي، في ظل الدستور الجديد. انقضت 120 يوما على الخطاب الملكي، ولم يلحظ البيضاويون أي تغيير في الواقع، إذ مازالت دار لقمان على حالها رغم حجم الانتظارات والخصاص والترقب. ما مرد هذا التأخير في نظركم؟ وكيف تقيمون المقاربة المعتمدة إلى حد الآن في وضع خطاطة لتأهيل المدينة وإخراجها من النفق؟أعتبر بأن بعد مرور 120 يوم على الخطاب الملكي السامي لا شيء يتحقق إلا الاجتماعات الماراثونية التي يعقدها السيد الوالي ورئيس المجلس لتهييئ مخطط استعجالي، وهو المشروع الذي ينفردان بتهييئه. والملاحظ أن قسطا كبيرا من هذه الاجتماعات والمشاورات انصبت على كيفية الحصول على الموارد المالية من الوزارة الداخلية، علما بأن الدار البيضاء تعتبر أغنى مدينة بالمغرب ولها عدة موارد لا تستغلها.وهنا نحيل إلى مضمون الخطاب الملكي الذي أشار إلى أن ميزانية مراكش وفاس أقل بكثير من ميزانية الدار البيضاء، ورغم ذلك تقدم المدينتان خدمات مهمة لسكانها سواء تعلق بالمشاريع الكبرى المهيكلة أو مشاريع القرب وتذليل الفوارق بين قاطني المجالات نفسها. ومن هنا يمكن أن نستشف أن المشكل لا يتعلق بالموارد المالية، لكن بالحكامة الجيدة، والقدرة على بلورة رؤية ومقاربة تدبيرية واضحة وتشاركية للتصرف في حوالي 400 مليار التي يتوفر عليها مجلس الدار البيضاء. انتقدتم غير ما مرة إقصاء المكونات الأساسية للمجلس الجماعي من مسلسل المشاورات على مخطط الأولويات والمخطط الاستعجالي، في الوقت الذي يقول والي الجهة إن المشاورات شملت الجميع ووزعت مجموعة من الاستمارات لتحديد الحاجيات. كيف تردون على ذلك؟نعلن، مرة أخرى من هذا المنبر الإعلامي، بأنه لم تجر استشارتنا في اللحظات الفارقة من إعداد وتهييئ مشاريع وأولويات المخطط الاستعجالي لتنمية الدار البيضاء، كما جرى اقصاؤنا من المشاركة بهذا البرنامج. فكيف يمكن أن يستوعب ناخبو المدينة وسكانها أن السيد الوالي لم يقم بأي لقاء مع المكونات السياسية بالمجلس، علما بأن مجموعات جمعيات المجتمع المدني حظيت باستقبال من قبله، قصد المشاركة في إعداد تصور للبرنامج وبرنامج تغطية الأولويات، بينما يبعد المنتخب وممثل السكان ويجرد من اختصاصاته المنصوص عليها في الميثاق الجماعي ويحرم من دوره القانوني في إعداد برامج تنموية لمدينته.وما زال مجموعة من المستشارين ينتظرون طلب استقبال السيد الوالي لإبداء رأيهم في المخطط الاستعجالي. ونشير هنا إلى أن رئيس مجلس الدار البيضاء عقد ندوة صحفاية بمقر الولاية وعرض على الصحافيين برنامج استعجاليا، دون اللجوء إلى تقديمه إلى المستشارين. وهذا ضرب صارخ للسياق الجماعي الذي ينص على إشراك المنتخبين في تدبير وتسيير الدار البيضاء بطريقة تشاركية، ولعمري، هذه هي الحكامة الجيدة التي تكلم عنها صاحب الجلالة. كنتم شركاء أساسيين في تدبير المدينة عبر آلية ميثاق الشرف واللجان الوظيفية والمكتب الموسع، قبل أن يتوقف العمل بكل هذه الآليات، مباشرة بعد تعيين الوالي الجديد. كيف ساهم هذا القرار في هدم جسور الثقة بين مكونات المجلس الجماعي، علما أن الأمر كان يتعلق بتدبير وضعية صعبة بعد سنوات "البلوكاج" التي عرفها المجلس. أعتبر بأن إقبار ميثاق الشرف لـ11 يناير 2012 الذي أنهى "بلوكاج" مجلس الدار البيضاء ستكون له انعكاسات سلبية على تدبير الدار البيضاء. علينا أولا تقييم عمل اللجان والمكتب الموسع الذي انبثق عن ميثاق الشرف، والوقوف عند العمل الجبار الذي قدمته هذه اللجان. وكنموذج لذلك، لجنة الممتلكات التي قامت بجرد ممتلكات الجماعة وفضح المستغلين لهذه المرافق، ما أزعج لوبي مفسدين بمدينة الدار البيضاء، ودفعهم إلى الضغط والمطالبة بتوقيف ميثاق الشرف. واجهت المخطط الاستعجالي إكراهات التمويل وضخامة الحاجيات والخصاص في قطاعات تنموية مختلفة، قبل تدخل وزارة الداخلية التي وضعت رهن إشارة المدينة غلافا ماليا يقدر بـ116 مليار سنتيم. ما هي ملاحظاتكم على توزيع هذا الغلاف المالي والجهات والقطاعات المستفيدة منه؟ في اعتقادي، واعتقاد عدد من المنتخبين، أن الميزانية للبرنامج الاستعجالي الذي طالب بها رئيس المجلس ورؤساء المقاطعات مبالغ فيها وكانوا يريدون أموالا لتغطية فشلهم في تدبير الدار البيضاء. وأعتقد أن هذا الأمر ما دفع وزارة الداخلية لمطالبتهم بمراجعة المخطط الاستعجالي ودراسته بطريقة علمية. خصص المخطط الاستعجالي، أو برنامج تغطية الأولويات (حسب التسمية الجديدة)، مبلغ 110 ملايين درهم توزع على رؤساء المقاطعات الـ16 لإنجاز برامج القرب. كيف استقبلتم هذه الخطوة؟ بلغة واضحة لا لبس فيها، إن المبالغ المخصصة لرؤساء المقاطعات، والمحددة في حوالي 700 مليون سنتيم لكل مقاطعة، هي حملة سابقة لأوانها. وهنا نتوجه إلى السيد الوالي بملتمس عاجل يقضي بوضع المبالغ المرصودة من قبل وزارة الداخلية للبرنامج تحت تصرف مجلس الدار البيضاء وليس رؤساء المقاطعات الذي حدد لهم الميثاق الجماعي منحة تخصص لهم سنويا لتدبير سياسة القرب والمقدرة بـ 800 مليون سنتيم سنويا. ونحن نعرف أن عددا من الرؤساء لا يحسنون تدبير هذا المبلغ ويسقطون دائما في "لاماص"، وهو إجراء يخول للجهة المانحة التصرف في هذه الأموال وفق برمجة مختلفة، ما يضيع على المدينة ومقاطعاتها فرصا هائلة للتنمية. يوسف الساكت

لوبي الفساد أوقف ميثاق الشرف بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اللبن غير المبستر من أسباب الإصابة بـ "الحناش"

المنتـوجات المغـربية تغـزو أسـواق كليـرمون فيرون

مقالات ذات صلة