السلطات تبدأ حربا على الرحل من ميدلت

شنت السلطات المحلية بإقليم ميدلت، الأسبوع الماضي، حملة غير مسبوقة، ضد البدو الرحل على بعد 40 كيلومترا بجبال الأطلس الكبير وسفوحها، بدعوى أن هناك قرارا من وزارة الداخلية لمنع البدو من الترحال، واتخاذ الخيام مأوى لهم في الجبال، كما تعودوا منذ سنوات طويلة.واتهمت بعض نساء البدو الرحل وبناتهم عناصر من القوات المتدخلة لإخلائهم من الخيام بهتك أعراضهن، إذ أكدن أن بعض العناصر حاولوا تقبيلهن بالعنف داخل الخيم، كما مزق بعضهم ثياب أخريات، إلا أنهن لم يكشفن عن ذلك في حينه أمام الرجال مخافة الفضيحة، إذ يعتبر موضوع هتك العرض "طابو"، وقد يؤدي إلى الطلاق وسط أسر البدو الرحل، حسب ما ذكرته مصادر حقوقية. وتدخلت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان لمساندة البدو الرحل، إذ أفادت أنه رغم تأكيد أن هناك قرارات من الداخلية بالتخلص من البدو الرحل، إلا أن الأمر يخالف ذلك، بعد أن تبين لها أن هناك مستثمرين سوريين يحومون حول هذه الأراضي السلالية، وأن الحملة ما جاءت إلا بغرض التخلص من البدو الرحل الذي يعيشون في هذه المنطقة منذ سنوات، ويرتحلون بين جبالها وسفوحها بحثا عن الكلأ، إلا أن السلطات فضلت التخلص منهم، وطالبت بعضهم ممن يتوفرون على بطائق تخول لهم الوجود في هذه الأراضي السلالية لانتمائهم إلى القبائل المستفيدة منها، التوقيع على إشهادات، تثبت قبولهم كراء مساحات شاسعة من هذه الأراضي التي تقدر مساحتها بمئات الهكتارات لمستثمرين سوريين، وذلك بتواطؤ مع برلماني له نفوذ كبير في المنطقة.وحذرت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان من الوضعية اللاإنساية التي يعيشها الرحل وأطفالهم الذين يعيشون في العراء، إذ بعد تمزيق خيمهم وحجز بعضها، لجأ الآباء إلى بناء مآو من "البلاستيك" لوقاية أسرهم من البرد، وأن السلطات تقبل بإخلائهم من أراضيهم دون أن تبحث لهم عن بديل، خاصة أن نمط عيشهم يختلف عن باقي المواطنين. وكانت السلطات المحلية، حسب الجمعية ذاتها، هدمت 46 مأوى آخر ومنزلا بدوار بودرع بآيت بوعياش، وأتلفت أمتعة وأثاث السكان، لدفعهم إلى الهجرة إلى مناطق أخرى، بدون مبرر قانوني. وطالبت الجمعية المذكورة الجهات الوصية مركزيا بإيقاف تهديد الضحايا بطردهم وإخلائهم من أماكن استقرارهم الرسمية، والتحقيق في هذه الانتهاكات، وتقديم كل مرتكبيها للعدالة، خاصة أولئك الذين قاموا بهتك الأعراض، واستعمال وسائل خاصة للتواصل مع الضحايا، وإيقاف كل الإجراءات الماسة بالحياة الطبيعية لهؤلاء الرحل، وتمكينهم من وسائل العيش الكريم، واتخاذ كل الوسائل الكفيلة لتعليم أبنائهم وتوفير شروط الصحة والتطبيب والأمن والاستقرار لهم.ضحى زين الدين

السلطات تبدأ حربا على الرحل من ميدلت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأساتذة المجازون يقاطعون مباراة الترقية

جمعية تلجأ إلى المحكمة الوطنية الإسبانية ضد الجزائر

مقالات ذات صلة