مثقفو طنجة يدعون إلى الاهتمام بالعنصر البشري

أجمع متدخلون، خلال مائدة مستديرة عقدت، نهاية الأسبوع بطنجة، لمناقشة الشأن الثقافي في برنامج "طنجة الكبرى"، على ضرورة الابتعاد عن مفهوم السياسة الثقافية وخلق إطار واضح يجتمع فيه كل المثقفين بالمدينة، تكون مهمته رصد كل مظاهر اختلالات الوضع الثقافي بالمدينة، وتحليلها حتى يتسنى تأسيس فعل ثقافي حداثي متناغم ومنسجم مع كل النسيج المجتمعي لتحقيق ما هو أفضل وأجمل لهذه المدينة العريقة.وأكد المشاركون، في هذه المائدة، التي نظمتها الكتابة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المدينة تتوفر على مجتمع مهيأ للإسهام في الفعل الثقافي، لو توفرت له الظروف المناسبة، خاصة بوجود جماعة حضرية جادة ومسؤولة، تعمل وفق منظور سوسيوثقافي يتوخى خلق حركية ثقافية نوعية بالمدينة، بدلا من دعمها للأنشطة الكلاسيكية التي تعتمد على المحاضرات التقليدية والنقاشات الإيديولوجية والسياسية، التي جعلت الشباب يفقدون الثقة فيها، سيما في ظل التحولات الجذرية التي تعرفها المدينة في السنوات الأخيرة. كما أوضح عدد من المثقفين، الذي أثروا النقاش بمداخلاتهم الهادفة، أن الخلل يقع في النقص في التأطير الثقافي والبنيات التحتية الملائمة، إذ أضحى من الواجب، على كل المتدخلين الاهتمام بالعنصر البشري وتحفيزه على الانخراط والتفاعل مع محيطه، وغرس جمعيات فاعلة في كل أحياء المدينة، بالإضافة إلى تصالح المدرسة والجامعة مع محيطهما الاجتماعي، بعد أن تخلت الأحزاب والنقابات والجماعات المحلية عن دورها في تأطير الأجيال الصاعدة. وبينما عبر المشاركون عن تفاؤلهم بما تحقق من تراكمات على مختلف المستويات، رأى البعض منهم أن تدبير الوضع الثقافي بالمدينة، جريمة ترتكب في حق تاريخها وإرثها، الذي لا يمكن بعثه من مدفنه بمنح الأولوية لتجار الفن والباحثين عن المال، وبالمهرجانات والحفلات الموسمية الصاخبة، التي تحضرها نخبة معينة وتغدق عليها الجهات المانحة أموالا كان الأجدر أن تنفق في تشييد مقرات للجمعيات الثقافية النشيطة المنتشرة بالأحياء الفقيرة والمهمشة، وتمكينها من الوسائل المادية والفكرية لتطوير وتشجيع الثقافة بمختلف تلاوينها وأصنافها المختلفة، لخلق نوع من التناغم والانسجام بين النسيج المجتمعي ككل بالمدينة. واختتم اللقاء، بإصرار كل الفعاليات المدنية المخلصة، «القابضة على الجمر» رغم كل المثبطات والإكراهات، على مضاعفة الجهود لإعطاء البعد الثقافي حضورا متميزا من خلال إدراجه ضمن مقاربة مندمجة تقوم على جعل السياسة الثقافية والفنية دعامة لتقوية الذات وتعزيز الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى. وأشرف الملك محمد السادس، أخيرا على انطلاقة برنامج "طنجة الكبرى"، الذي يسعى لتحقيق تنمية مندمجة، ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز، وقد أعطى للوضع الثقافي حيزا مهما يتلاءم مع موروثها التاريخي والعالمي، إذ خصص البرنامج ميزانية ضخمة لإعادة تأهيل رصيد طنجة الثقافي، خاصة بالنسبة إلى مغارة هرقل الشهيرة، و"فيلا هاريس" وحديقة الرميلات، بالإضافة إلى إحداث منشآت جديدة سيكون لها إشعاع وطني ودولي، وفي مقدمتها قصر الفنون والثقافات، الذي يروم إعادة ربط المدينة بماضيها الثقافي العريق، وسينضاف إلى هذه البنيات، التي ستكرس التوجه الثقافي لمدينة طنجة، مسرح كبير بمواصفات عالمية.المختار الرمشي (طنجة)

مثقفو طنجة يدعون إلى الاهتمام بالعنصر البشري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

142 قضية باستئنافية الحسيمة في 2013

انطلاق أسبوع الفيلم الوطني في طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات