كتاب يستعيد جوانب من تاريخ المقاومة بدكالة نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجديدة، نهاية الأسبوع الماضي، بمقر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بالجديدة، حفل تقديم وتوقيع كتاب "سيرة مقاوم" حول المقاوم الدكالي مبارك مكار، للكاتبة سناء مكار، بمشاركة الأستاذ محمد مستقيم وتقديم الصحافي والمترجم سعيد عاهد. وتطرقت الكاتبة سناء في تقديمها إلى أن كتاب "سيرة مقاوم" يعد سيرة غيرية تنقل لنا مجريات وأحداثا ووقائع طبعت المسيرة الحياتية والنضالية والمهنية للمقاوم مبارك مكار، كل ذلك من خلال نسق يتباين بين الاعتماد على الوثائق التاريخية والشهادات الشفوية لمعاصريه ومؤلفات عالجت تاريخ المقاومة بمنطقة دكالة.. فهي سيرة زاوجت بين ذاتية المقاوم وتكوينه الشخصي انطلاقا من بيئته البدوية البسيطة مرورا بتعليمه ذي الطابع الشرعي بالأساس، لينقلنا هذا المؤلف بعد ذلك لفترة دخول المقاوم مبارك معترك الحياة أسوة بأقرانه، وتكوينه لأسرته الصغيرة وخوضه غمار المسؤولية الأسرية في ظل ظروف تطبعها الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية إبان زمن صعب عاشه المغاربة. وأضافت الكاتبة أن أحداث هذا الكتاب تسافر بنا عبر دروب مغرب عتيق، يوقفنا في كل مرة بمحطة أساسية في حياة المقاوم مبارك مكار ورفاقه الذين لا يقلون كفاحا ووطنية وبسالة وبأسا عنه... لتكون نقطة التحول في المسار الهادئ لهاته الشخصية وبقية رفاق الكفاح، هي لحظة نفي السلطان محمد بن يوسف خارج حدود مملكته من قبل الطاغية المستعمر الفرنسي، والتي على إثرها كلف المجاهد عبد الرحمان بلمخنت المقاوم مبارك مكار بمهمة تأسيس الخلية رقم 1 بدوار سيدي عزوز، التابعة للتنظيم المسلح السري المسمى "منظمة اليد السوداء" الكائن مقرها بمدينة الدار البيضاء. ليكون بذلك من أهم مؤسسي هاته الخلية السرية بمنطقة الغربية، وكما يعلم كل مطلع على تاريخ هذا التنظيم السري أنه قض مضجع المستعمر والخونة وبث الرعب في صفوفهم، كان عين الوطن التي لا تنام، وسيفه الذي لا يعرف طريقه لغمده... لتنطلق بذلك شرارة العمليات السرية التي حرص كل من المقاوم مبارك مكار وأبو الفاضل الطاهر وبودراع محمد وأبو الفاضل أحمد على تنظيمها وحبك سيناريوهاتها بسرية وتكتم مطلق، وذلك بعد رصد الأهداف المراد استهدافها بتلك العمليات سواء في ما يخص الحرائق أو قطع أسلاك الهاتف أو العمليات التفجيرية أو العمليات المسلحة. أحمد سكاب (الجديدة)