المغرب يشارك التونسيين “عرس” الدستور الجديد

العجلاوي: تونس في حاجة إلى دعم المغرب نموذج التحول السياسي السلمي في المنطقة حرص المغرب على أن تكون تمثيليته وازنة في حفل المصادقة على الدستور التونسي الجديد، الذي نظمته رئاسة الجمهورية أمس (الجمعة)، بحضور دولي وإقليمي مكثف، يتقدمه الأمير مولاي رشيد ممثلا لجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، والرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كايتا، بالإضافة إلى الرئيس السنغالي، ماكي سال، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز. ويعتبر الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث بمركز الدراسات الإفريقية بالرباط، أن تونس في حاجة إلى دعم الدول المجاورة لإنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي، خاصة من جانب المغرب الذي أصبح يفرض نفسه نموذجا للتحول السياسي السلمي في المنطقة. وشدد العجلاوي، في تصريح «للصباح»، أن حزب النهضة، الحاكم في تونس، وصل، بعد مخاض كاد يجهز على آمال التونسيين في تثبيت مقومات الدولة الديمقراطية، إلى حقيقة مفادها أن الانتقال إلى الديمقراطية ليس فقط مسألة شرعية انتخابية، بل يستوجب، في المقام الأول، تحقيق الإجماع اللازم من أجل الخروج من عنق الزجاجة وإعطاء الأولوية لإعادة بناء مؤسسات الدولة. كما أوضح أستاذ التاريخ المعاصر أن المكانة التي أصبح يتمتع بها المغرب على الصعيد الجيوسياسي في المنطقة تضعه أمام مسؤولية مواكبة المسار الديمقراطي التونسي، خاصة أن العلاقات بين البلدين ليس فيها ما يعكر صفو التعاون، وذلك في إشارة منه إلى المناوشات الحدودية مع الجزائر، والوضع غير المستقر في ليبيا. وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح الاحتفالات الرسمية بالمصادقة على الدستور الجديد، حيا رئيس المجلس التأسيسي التونسي، مصطفى بن جعفر، جميع الذين وقفوا إلى جانب تونس في مسار تحولها الديمقراطي الذي كان «خاصا جدا» والذي بني على «منهج وسطي آخذا بأسباب الحداثة والتقدم مع التفتح على العالم». وذكر رئيس المجلس بأن انطلاق شرارة الثورة التونسية الذي كان احتجاجا على تدهور الأوضاع على شتى المستويات كان في الوقت نفسه «تعبيرا عن الوعي بأن اللحظة الفاصلة في سبيل الحرية قد حان موعدها، من أجل تكريس قيم الحرية والكرامة». وأوضح بن جعفر أن العلامة المميزة للمسار الديمقراطي الذي اختارته تونس هي «روح التوافق التي ميزت عملنا سواء في المرحلة الانتقالية الأولى أو الثانية». كما شدد رئيس المجلس على أن توافق التونسيين «دليل على عمق القواسم المشتركة»، مذكرا بإصرار بلاده على «التمسك بالشرعية و الحفاظ على مدنية الدولة من خلال صياغة دستور متوافق عليه واعتماد مواجهة متضامنة ضد الإرهاب والترهيب»، وعلى تفعيل العمل المشترك و دعم التعاون مع مختلف الدول» في سبيل استعادة حيوية النشاط الاقتصادي واسترجاع الأمن والسلم».من جهته، جدد الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، في كلمة بالمناسبة تأكيد ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة و«الوقوف في وجه كل ما قد يهدد تقدم مسيرة الديمقراطية»، في حين وقف رئيس الحكومة، مهدي جمعة، عند «حساسية المرحلة القادمة» في بناء الدولة الديمقراطية والتدرج بالبلاد نحو انتخابات «حرة و نزيهة»، مؤكدا أن بلاده «تعول كثيرا على شركائها لإنجاح مسارها الديمقراطي وتحقيق الأمن و الرقي».ياسين قُطيب

المغرب يشارك التونسيين “عرس” الدستور الجديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"استفزاز" الصحافة الجزائرية لبنعطية يغضب روما

الحبس لناشطة بـ"بيجيدي" بتهمة الخيانة الزوجية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات