عيـن أسـردون… أيقونـة بنـي مـلال

تخصيص 33 مليون درهم لتهيئة المدار وتطوير الترفيه السياحي سعيد فالق (بني ملال)/ تصوير (عبد المجيد بزيوات) ينتظر زوار بني ملال انتهاء الأشغال، للاستمتاع بمناظر شلالات عين أسردون وحدائقها الخضراء ومرافق جديدة ستوفر لا محالة لزبنائها منتوجات من صناعة تقليدية وعسل وخروب وصناعة جلدية وفخار، ناهيك عن التمتع بموروث المدينة الذي يعرض في رواق متحف يكون رهن إشارة الزوار. مؤهلات سياحية متنوعة ولا يمكن ذكر عين أسردون، دون الحديث عن قصر بني ملال، والذي لا يبعد إلا بمسافة قصيرة مشيا عن المدار السياحي عين أسردون، ويستمتع الناظر بمشاهد طبيعية خلابة تضاهي حدائق قرطبة، وبني من طرف إحدى القبائل في موقع إستراتيجي يمكن من خلاله مراقبة الأعداء المتربصين بماء عين أسردون. وتتباهى بني ملال، باحتضانها المنتجع السياحي المتميز الذي تم تصنيفه تراثا وطنيا في 1947، إذ يجد فيه الباحثون عن السكينة سحر المكان، وسكون الطبيعة وطراوة الهواء التي ترفه عن النفس، وتخفف قساوة شمس صيفية تلفح سياطها أجساد المواطنين الذين يلوذون برداد شلالات عين أسردون، التي يحتمي بها زوار المنتجع ويتفيؤون بظلال أشجارها الوارفة. ويستقطب المنتجع، في فصل الصيف، زوارا يفدون من جهة بني ملال خنيفرة، ومن مختلف جهات المملكة، علاوة على أفراد الجالية المغربية بالخارج، الذين يستمتعون بلحظات بتوثيقها من خلال التقاط صور وفيديوهات لتأريخ لحظات مرورهم من المدينة، ويعيشون لحظات بهية قرب شلالات العين الفياضة بمياهها المنهمرة في انسياب مستمر، تمتزج بموسيقى الجداول وخضرة البساتين العابقة بأريج الورود المزدانة بأشجار التين والزيتون والرمان التي تخترقها السواقي عبر مسافة شكلت فيها مروجا خضراء على امتداد البصر. متحف للتراث وفضاء للأطفال تشمل الأشغال إحداث فضاء لألعاب للأطفال، وتهيئة وفتح مسلكين للراجلين يربطان موقع عين أسردون بسيدي بويعقوب وتامكنونت، إضافة إلى كهربة هذين المسلكين وتقوية إنارة موقع عين أسردون. كما تتواصل الأوراش الأخرى المتعلقة ببناء متحف للتعريف بالتراث الثقافي، ومركز معلومات واستقبال، وتهيئة فضاء للقراءة، وبناء قاعة للصلاة، وتهيئة القصر كفضاء للعروض الفنية، وبناء مقهى بانورامي للاستراحة، وإحداث أكشاك، وإنجاز نافورة وإعادة تهيئة السواقي والجسور والأحواض المائية المتواجدة بالموقع. ومن المؤكد أن عمليات التهيئة التي يعرفها المدار السياحي لعين أسردون، ستعزز جاذبية هذا الفضاء الطبيعي الفاتن، الذي تزداد أهميته الحيوية وجهة سياحية مفضلة وتراثا إيكولوجيا غنيا، خصوصا بعد فترة الحجر الصحي التي أظهرت مدى أهمية الحفاظ على التنوع والغنى الطبيعي كمصدر لرفاهية وسعادة الناس وأمنهم الصحي، خاصة خلال فترات انتشار الأوبئة، التي تحد من حريتهم وتنقلاتهم خارج مدنهم. قصة العين تروي حكاية تاريخية عن عين أسردون، أن رجلا من قبيلة آيت سخمان عاد من سوق بني ملال على ظهر بغله، ومر بالمكان الذي توجد به عين المياه، ورأى التبن يخرج مع الماء من تلك العين، وخمن أن أكياس التبن التي ضاعت خلال نقلها من البيدر، تدحرجت من أعلى إلى حيث يتحدر الماء من الجبل. ولتأكيد تخميناته أجرى تجربة بنفسه، وألقى التبن في المكان نفسه الذي سقطت فيه الأكياس الأولى، وفي اليوم الموالي، رأى التبن يخرج مرة أخرى من العين ذاتها. وتضيف الرواية أن الرجل أغلق المنبع في الجبل بالصوف، ونزل في محاولة لابتزاز قبائل كانت تقطن ببني ملال، مقابل إطلاق الماء، وتمكن من خداعهم وبقدرته على إعادة الماء لعين أسردون، وجمع ثروة كبيرة من الفضة والدنانير الذهبية ليعيد الحياة بفضل كراماته إلى العين التي نضبت مياهها، وخوفا من عودته إلى منطق الابتزاز مع مستقبل الأيام، اقتفى أثره مواطنون خلال رجوعه إلى الجبل، دون أن يعلم بذلك، وأزاح التبن الذي كان يحول دون تدفق الماء إلى عين أسردون في مكان محدد، وعادت المياه إلى مجراها بعدها انقضوا عليه، وقضوا عليه خوفا من أن يكرر ابتزازه كلما احتاج إلى ذلك.

عيـن أسـردون… أيقونـة بنـي مـلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضب بأراضي كيش الوداية بتمارة

المغرب في الرتبة 45 عالميا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات