6046 مليون درهم تحول الجديدة إلى أهم وجهة سياحية

السياحة الثقافية زادت الإقليم جاذبية ورفعت أعداد المتوافدين عليه يحظى إقليم الجديدة بعناية خاصة ضمن التعاقدات السياحية الكبرى للدولة المغربية، سواء من خلال رؤية تنمية القطاع السياحي الوطني لسنة 2010، أو رؤية سنة 2020 التي تعد امتدادا وتكملة للأولى. ويلاحظ هذا الاهتمام من خلال تفحص المشاريع الواردة في البرنامج التعاقدي لجهة دكالة عبدة الموقع بتاريخ 21 يونيو الماضي. فمن أصل 59 مشروعا بكل تراب الجهة المكونة من أربعة أقاليم، هي الجديدة وأسفي واليوسفية وسيدي بنور بكلفة إجمالية تصل إلى 7340 مليون درهم، كان نصيب إقليم الجديدة حصة الأسد بـ33 مشروعا مهيكلا بكلفة إجمالية 6046 مليون درهم. هذا التوجه يعكس رغبة الحكومات المتعاقبة في جعل الإقليم أهم وجهة سياحية بالمغرب، خاصة بعد أن اتضح في السنوات الأربع الأخيرة زيادة واضحة في جاذبية الإقليم وارتفاعا متواصلا في أعداد المتوافدين عليه، وانتقاله السريع من سياحة الشاطئ إلى نوعين من السياحة تستجيب لتحولات كبيرة يعرفها الإقليم: أولا: سياحة الأعمال ارتباطا بما حدث في الجرف الأصفر من انتقال سريع نحو أكبر مركب فوسفاطي في العالم وتهيئة أكبر حظيرة صناعية بالجرف الأصفر بداية على مساحة 500 هكتار وجلب استثمارات خارجية، جعلت من الجديدة أكبر حوض للاستثمارات بالمغرب. ثانيا: السياحة الثقافية التي يعد عامل الإقليم مهندسها وواضع أسسها الصلبة، انطلاقا من تأسيسه للمهرجان الدولي للموسيقى جوهرة ومهرجان ملحونيات ومهرجان الصيد بالصقور بالقواسم، وهي كلها مواعد ثقافية جديدة تعززت بها الأجندة الثقافية لإقليم يزخر أصلا بموروث ثقافي متنوع ضارب في عمق التاريخ من خلال موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، الذي يعد أكبر موسم على الصعيد الوطني بأزيد من 1600 فارس وفرس يجسدون طيلة 7 أيام من صيف كل سنة التبوريدة المغربية الأصيلة. وعملت مهرجانات جوهرة وملحونيات والقواسم، في العمق، على تثمين العرض الثقافي للإقليم، بموازاة مع تطوير المنتوج الشاطئي الذي تميز بمشاريع مستقبلية تهدف إلى خلق التنشيط ومزاولة الأنشطة الرياضية واكتشاف طبيعة الإقليم، خاصة واجهته الريفية الخلفية ضمن مسار تطوير بلاد بولعوان وهو مشروع يهم 6 جماعات قروية. ويذكر أن الحكومة وضعت الإقليم ضمن سياستها لتطوير المجال السياحي، ليس فقط لتوفره على مؤهلات طبيعية وبشرية متنوعة، وهي مؤهلات نجملها في شريط ساحلي يمتد على مسافة 150 كيلومترا من المهارزة الساحل شمالا إلى أولاد غانم جنوبا، ويضم شواطئ متميزة وجميلة نظيرسيدي بوالنعايم وسيدي بوزيد وسيدي عابد والحرشان وسيدي موسى والجديدة والحوزية، إذ نال الأخيران اللواء الأزرق خلال صيف 2013، بل لتوفره على بنية تاريخية وحضارية مهمة، ترتكز على مآثر تاريخية وفي مقدمتها الحي البرتغالي الذي يختزن تراثا برتغاليا مغربيا مشتركا جرى تصنيفه تراثا إنسانيا من طرف منظمة اليونسكو في اجتماع كان عقد بالصين ، فضلا عن المدينة العتيقة لأزمور والقصبة التاريخية لبولعوان، وتراث ثقافي متنوع مرتبط بأسواق أسبوعية، ومنها السوق الأسبوعي حد أولاد افرج الذي يعد واحدا من أكبر الأسواق الوطنية، وموسم الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار ، ومنتوج صناعة تقليدية متنوع تتربع في أعلى هرمه الجلابة السايسية التي تعد أحد أجود أنواع الخرقة على الصعيد الوطني. وهذه المؤهلات الطبيعية والتاريخية والثقافية يدعمها الموقع المتميز للإقليم، الذي يوجد على بعد 100 كيلومتر جنوب أكبر الأقطاب الصناعية والتجارية بالمغرب (الدار البيضاء)، ما جعله يستفيد من القرب من المطار الدولي محمد الخامس ومن الطريق السيار الذي يربطه بالعاصمة الاقتصادية، والذي سيربطه مستقبلا بأسفي ومن تثنية خط السكك الحديدية مع البيضاء، ومن شبكة ثلاثية تربط مختلف جماعاته الترابية. كل هذه العوامل مشتركة نقلت الإقليم إلى حوض نشيط للصناعة السياحية، وكانت محطة مازكان رافعة أساسية للنقلة النوعية السياحية التي يشهدها الإقليم بكيفية متواصلة.فإقليم الجديدة يتوفر على 57 وحدة إيواء مصنفة وغير مصنفة بـ1811 غرفة و3607 سريرا موزعة على 39 وحدة إيواء مصنفة توفر 1477 غرفة 2994 سريرا موزعة على الشكل التالي 21 فندقا مصنفا ب 1348 غرفة و2688 ســـريرا. ومما لاشك فيه أن من بين مؤشرات التطور السياحي بالإقليم، هو معدل الإقبال السياحي الذي منذ 2011 إلى سنة 2013 تطور بنحو 15 بالمائة إذ ارتفعت عدد الوافدين سنة 2011 من 108524 وافد إلى 685 .128 وافد سنة 2013 التي ودعناها أخيرا وارتفع عدد المبيتات السياحية بمختلف الوحدات السياحية لإقليم الجديدة إلى 196246 ليلة سياحية سنة 2013 مقابل 179952 ليلة سياحية سنة 2012، وكانت السياحة الداخلية نالت من ذلك 959 .152 ليلة سنة 2012 مقابل 773 .113 ليلة سياحية سنة 2013 بزيادة 40 ألف، وتشرح هذه الزيادة التي وصلت 34 بالمائة بإطالة أمد المكوث بالإقليم بالنسبة للمتوافدين عليه ارتباطا بما أصبح يوفره لهم من منتوج سياحي متنوع، خاصة في جانبه الثقافي المتعلق بمهرجانات جوهرة وملحونيات والصيد بالصقر بالقواسم، وتعزى هذه الزيادة في ليالي المبيت إلى ارتفاع معدل العودة إلى الإقليم، وهو مؤشر صحي يجري اعتباره معيارا أساسيا لتقييم التطور الحاصل في جاذبية الإقليم ضمن الخريطة السياحية لبلادنا .

6046 مليون درهم تحول الجديدة إلى أهم وجهة سياحية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

24 مليونا لتأهيل محيط مازكان

المستشفى الجديد… نقلة نوعية في الخدمات العلاجية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات