الداخلية… من حكم القياد إلى قبضة المهندسين

الغالي: المهندسون لا يصلحون لتحمل مناصب المسؤولية داخل الإدارة الترابية أكدت التعيينات الأخيرة في سلك العمال والولاة أن جهاز الداخلية لم يعد يقوى على مقاومة سيل الأطر الوافدة عليه من الخارج، وأن الإدارة الترابية دخلت عهد التقنوقراط، كما هو الحال بالنسبة إلى الحكومة. ورغم أن القادمين الجدد ينتمون في الغالب لفئة المهندسين من ذوي الاختصاصات العلمية والكفاءة العالية في مجالات الإدارة والتسيير، فإن ذلك لم يمنع أطر وزارة الداخلية المتخرجين من المعهد الملكي للإدارة الترابية ( معهد استكمال تكوين أطر وزارة الداخلية سابقا) من إبداء مقاومة في التعامل معهم، بحجة أن المهندسين يقطعون الطريق على القياد نحو مناصب المسؤولية في الوزارة. ويعتبر محمد الغالي أستاذ القانون العام بجامعة القاضي عياض بمراكش أن دخول المهندسين إلى الداخلية يدفع في اتجاه فك ارتباطها بالدولة العميقة، موضحا أن الأمر يتعلق بمقاربة وضعها المستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه الذي حاول إدخال المهندسين وخريجي المعاهد العليا إلى سلك العمال والولاة. وشدد الغالي في تصريح لـ" الصباح" على أن الممارسة أظهرت أن هؤلاء المهندسين ورغم امتلاكهم القدرة الكافية في مجالات الإدارة والتدبير، فإنهم غير متمرسين على طريقة عمل الإدارة الترابية المغربية ودواليبها، والطبيعة الخاصة والمعقدة لاختصاصات الوزارة التي يعملون فيها، ما جعلهم "يقعون في أخطاء تسببت في مشكلات كثيرة خاصة في الجانب الأمني". كما أوضح الغالي أن توالي الاحتجاجات الاجتماعية في مناطق نفوذ العمال والولاة المهندسين وتكاثر الاعتصامات والوقفات جعلت أولاد الدار (أي خريجي مدرسة القياد) يجمعون على أن المهندسين لا يصلحون لتحمل مناصب المسؤولية داخل الإدارة الترابية، وأن دورهم يجب أن يقتصر على المسائل التقنية المحضة دون الخوض في القرارات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين، وأكثر من ذلك فهناك من ذهب إلى حد ضرورة حصر دور هذه الفئة في دواوين الاستشارة وأنه يكفي أن تتعامل الوزارة مع مكاتب استشارة متخصصة، عوض محاولة إدماج كل الاختصاصات المطلوبة في أسلاك الوزارة. ويرجع أستاذ القانون العام السر في صراع القياد والمهندسين إلى ما أصبح يشكله الوافدون على الوزارة من تهديد للمسارات المهنية لأطر الوزارة بالارتقاء عبر السلم الإداري من منصب الخليفة ثم القائد والقائد الممتاز(رئيس الدائرة) وصولا إلى منصب الباشا أو كاتب عام، مع اعتبار أن الوصول إلى رتبة عامل عمالة أو إقليم يكون بمثابة محفز للمردودية والعطاء، وأنه " بإمكان كل واحد من رجال الإدارة الترابية أن يصبح، في يوم من الأيام، على رأس الدائرة الترابية لعمالة أو إقليم أوجهة، ولم لا على رأس الوزارة". ياسين قُطيب

الداخلية… من حكم القياد إلى قبضة المهندسين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

والي آسفي يعود إلى مسقط رأسه

التعيينات زكت موقع "أبناء الدار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات