الأمن الغذائي يخيم على مؤتمر الاتحاد المغاربي للفلاحين

خيم هاجس الأمن الغذائي على المؤتمر الاستثنائي للاتحاد المغاربي للفلاحين، الذي احتضنت الرباط أشغاله أمس (الخميس) ويتواصل اليوم، كما خيمت عليه دعوات ممثلي البلدان المغاربية إلى تكثيف العمل المشترك بغرض النهوض بالقطاع الفلاحي وضمان الاكتفاء الذاتي، والحد من التهديدات التي قد تعرضها لأزمات حقيقية في ظل تنامي الأقطاب الاقتصادية في عالم معولم، لا مجال فيه للتنابذ والانقسامات. وشدد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في افتتاح المؤتمر على حتمية الوحدة المغاربية، وضرورة تضافر جهود بلدانها على مختلف المستويات، وبالأخص على المستوى الفلاحي، لكسب رهان مواجهة الأخطار المحدقة بمستقبلها، في ظل استمرار الخلافات السياسية بين الأقطار المغاربية.ودعا بنكيران، في هذا الإطار، الجزائر إلى تجاوز خلافاتها مع المغرب جراء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، مؤكدا أن ساسة البلدان المغاربية مطالبون بتوحيد جهودهم في مختلف المجالات، رغم خلافاتهم السياسية. وأضاف أن الفلاحة أهم شيء في الاقتصاد، وأنه ليس المهم أنه يشكل 12 أو 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام، داعيا إلى إيلائها المزيد من العناية، ويجب أن تبقى لها الصدارة. ودعا الفلاحين في البلدان المعنية إلى توحيد جهودهم وعملهم لمواجهة الإكراهات والتحديات المطروحة، في أفق تشكيل قطب مغاربي فلاحي قوي، قادر على الصمود أمام الأقطاب الفلاحية والاقتصادية التي تتأسس في غيرها من مناطق العالم. وقال إن استمرار الخلافات من شأنها أن تزيد في إضعاف البلدان المغاربية، وتهددها بأن تبقى على الهامش أمام قوة البلدان المتقدمة والصاعدة، والتي تتكتل في تحالفات، مُعطيا المثال بالبرازيل والصين والهند. وأضاف أن العالم لم يعد يسمح أن يشتغل كل بلد بمجهوده الفردي ولنفسه، وأن الدول الصاعدة بفضل انخراطها في تحالفات وأقطاب تصنع المعجزات. ودعا إلى التعامل مع هذا الأمر بجد، لأن "نجاحنا يتوقف على نجاحنا في التكتل". من جهته، قال محمد عليوة، رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين وأمين عام الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، إن القائمين على شؤون الفلاحة ببلدان المغرب العربي مطالبون بتكثيف جهود العمل المشترك، وتوحيد الرؤى لمجابهة التحديات والأخطار المطروحة، مشيرا إلى "أننا ما زلنا نسعى إلى خلق لبنات تمكننا من مد جسور التواصل"، ومشددا على أهمية توسيع أفق العمل المشترك بين البلدان المغاربية قصد بناء صرح مغرب عربي متضامن في بوتقة المصير المشترك". وأبرز أن العقود المقبلة ستكون أكثر شراسة على مستوى المنافسة الدولية، في ظل تنامي تشكل الأقطاب والتكتلات بين البلدان، وهو ما يفرض عدم بقاء الدول المغاربية بمعزل عن هذه التحولات الجارية. ويشكل المؤتمر الاستثنائي للاتحاد المغاربي للفلاحين مناسبة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لهذا التنظيم الذي غطى، منذ تأسيسه في 21 ماي 1989 المنظمات الوطنية للدول الخمس المنتمية إلى اتحاد المغرب العربي العربي، وهي الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس. وكان الأعضاء قرروا تفعيل دور الاتحاد خلال المؤتمر المنعقد بتونس سنة 2007، إذ تم التوقيع على اتفاقية عمل تنص على تثبيت الجمهورية التونسية باعتبارها حاضنة للمقر الدائم، إلى جانب التأكيد على وضع وتجسيم برامج عمل مشتركة. وفي إطار متابعة تفعيل دور الاتحاد المغاربي للفلاحين وانفتاحه وإعادة هيكلته، فتحت عضويته أمام بلدان أخرى في شمال إفريقيا بمناسبة انعقاد مؤتمره العادي بالجزائر العاصمة في يناير 2013، ووفقا لذلك تم قبول انضمام المنظمتين الفلاحيتين بكل من مصر والسودان إلى الاتحاد المغاربي للفلاحين الذي أصبح يمثل سبع دول. جمال بورفيسي

الأمن الغذائي يخيم على مؤتمر الاتحاد المغاربي للفلاحين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مسار" يؤجج غضب تلاميذ الثانويات بطنجة

النقابات تنتفض ضد وصاية الأحزاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات