“مسار” الوفا يغضب التلاميذ

احتجاجات بالبيضاء تطورت إلى مواجهات مع رجال الأمن وإصابات بين الطرفين عاش محيط الثانوية التأهيلية ابن امسيك بالبيضاء، صباح أول أمس (السبت)، أحداث شغب كان أبطالها تلاميذ يتابعون دراستهم بمجموعة من المؤسسات التعليمية الواقعة فوق تراب مقاطعتي ابن امسيك وسيدي عثمان. وذكرت مصادر "الصباح" أن سبب اندلاع أحداث الشغب هو احتجاج التلاميذ على طريقة احتساب النقط، مؤكدين أن الطريقة الجديدة المعتمدة لاحتساب النقط لم تأخذ بعين الاعتبار العمل داخل الفصل، الذي يدخل في إطار السلطة التقديرية للأستاذ ضمن إجراءات احتساب معدلات المراقبة المستمرة. في حين أكدت مصادر تعليمية أن التلاميذ يعتبرون برنام "مسار" الذي تم تطبيقه أخيرا لضبط وتخزين النقط، المسؤول عن هذا الخلل بإقصائه النقط المتعلقة بالسلوك ودفتر القسم، وحدّ بالتالي من سلطة الأستاذ في وضع النقط التقديرية. وخلف هذا النظام الجديد استياء عارما في نفوس التلاميذ الذين بدؤوا احتجاجاتهم مساء الجمعة الماضي بشكل محتشم، قبل أن يواصلوها في اليوم الموالي بأعداد وفيرة، خاصة بعد توافد تلاميذ الثانويات الأخرى الذين قرروا الالتقاء بزملائهم أمام الثانوية التأهيلية ابن امسيك ويعلنوا رفضهم للقرار الذي تعتزم الوزارة اتخاذه معتبرين إياهم مجحفا في حقهم. وارتفعت الشعارات المنددة بالمساس بنظام المراقبة المستمرة، أمام الباب الرئيسي للثانوية التأهيلية ابن امسيك بشارع الوحدة الإفريقية حيث احتشد عشرات التلاميذ المحتجين ما أدى إلى إيقاف حركة السير بالشارع وتدخل القوات العمومية التي طوقت المحتجين، ما أدى إلى بعض الانفلاتات خاصة بعد أن عمد بعض التلاميذ إلى الوقوف في وجه السيارات العابرة للشارع ومنعها من المرور. وتطورت الأمور إلى ملاسنات مع بعض عناصر قوات الأمن العمومي، التي عنّفت بعض المتظاهرين، ما أدى إلى رشق رجال الأمن بالحجارة إذ أصيب بعضهم، كما تم اعتقال بعض التلاميذ المحتجين والإفراج عنهم في الحين بعد أن حاصر زملاؤهم سيارة الأمن التي كانت تقلهم، وطالبوا رجال الأمن بإطلاق سراحهم وهو الأمر الذي استجابوا له خوفا من تطور الأمور في اتجاه الأسوأ.كما سجلت حالات إصابات وإغماءات في صفوف بعض التلاميذ، خاصة حين حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين الذين نقل بعضهم على متن سيارات الإسعاف لتلقي العلاج. وفي سياق متصل شوهد بعض أعضاء حركة 20 فبراير بمكان التظاهرة، في الوقت الذي نفى فيه تلاميذ في حديث مع "الصباح" أن يكون للحركة أي علاقة مع احتجاجاتهم التي اعتبروها سلمية، ويرغبون من ورائها إيصال صوتهم إلى المسؤولين قصد التراجع عن هذا النظام الذي يسير في اتجاه إلغاء نظام المراقبة المستمرة والحد من دور الأستاذ داخل الفصل، الذي قالوا عنه إنه الوسيلة الوحيدة لهم لضمان توازن ما بين النقط التي يحصلونها في القسم والامتحانات الإشهادية لآخر السنة.من جهة أخرى اعتبر مسؤول تربوي، في حديث مع "الصباح"، أن تضخيم نقط المراقبة المستمرة كان سببا لعدد من المشاكل التي مست النظام التعليمي، خاصة في ما يتعلق بارتفاع عدد الحاصلين على شهادات الباكالوريا بمعدلات مرتفعة، الشيء الذي يحول دون قدرة المدارس العليا والجامعات على استيعاب هذه الأعداد الهائلة من الطلبة.وأضاف المتحدث ذاته أن الاتجاه نحو إلغاء نظام المراقبة المستمرة، الذي طرح في السنة الماضية على عهد وزير التربية الوطنية السابق محمد الوفا، جاء أيضا بسبب تذمر العديد من آباء وأولياء التلاميذ بحكم أن الكثير من النقط لا تعبر عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، فضلا عن أن المراقبة المستمرة تجعل التلاميذ مرغمين على الالتحاق بمؤسسات التعليم الخصوصي أو أخذ الساعات الإضافية المؤدى عنها والتي صارت نوعا من الابتزاز.وجدير بالذكر أن النظام الحالي المعمول به في الباكالوريا يقوم على احتساب 25 في المائة للامتحان الجهوي للسنة الأولى باكالوريا، و25 في المائة للمراقبة المستمرة للسنة الثانية باكالوريا، ونسبة 50 في المائة للامتحان الإشهادي الوطني. عزيز المجدوب

“مسار” الوفا يغضب التلاميذ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصيد التقليدي غاضب من "تسمين" سفن أعالي البحار

"فيفو إينيرجي المغرب" تفتح محطة وقود جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات