تمكن قراصنة من اختراق قاعدة بيانات مقاولات تنشط في مجال الاستيراد والتصدير. وأفادت مصادر أن أرباب الشركات المستهدفة، التي يشتغل جلها في الاستيراد والتصدير، اكتشفوا أن الأجهزة المعلوماتية التابعة لمقاولاتهم وحساباتهم المهنية تعرضت للقرصنة من جهات غير معلومة، ولم يتم حتى الآن التوصل إلى كل المعطيات التي تم السطو عليها. وكلف بعض أرباب المقاولات المعنية بعمليات الاختراق خبراء في الأمن المعلوماتي، من أجل تحديد كيفية ومصدر عمليات الاختراق وطبيعة المعلومات التي تم السطو عليها. وأبانت التحريات الأولية، التي همت بعض الأجهزة المعلوماتية، أن القراصنة استعملوا برمجيات خبيثة تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني للشركة قصد تحميلها، ما مكنهم من التحكم في الأجهزة التي تم تثبيت هذه البرمجيات عليها. ولا يمكن للقراصنة أن ينجحوا في مهامهم، دون مشاركة المستهدف، الذي لا يتخذ الإجراءات الضرورية للحماية لتفادي مثل هذه التهديدات، بسبب عدم إلمامه بالمخاطر المحدقة به خلال استعماله لجهازه وتصفحه صفحات ومواقع على الأنترنيت. وأفادت المصادر ذاتها أن مترصدي الشركات المستهدفة يرسلون تطبيقات للتحميل بالمجان تقدم خدمات متنوعة أو ألعابا، ومن خلالها يتمكنون من الولوج إلى المعطيات السرية، ويتحكمون بواسطتها في الجهاز، ما يتيح لهم استخدام البريد الإلكتروني وكل العمليات، التي تنجز عبر الجهاز المخترق. وأكدت مصادر "الصباح" أن بعض الشركات تتوفر على خوادم (سيرفور) ضخمة تمكنها من معالجة كميات مهمة من المعلومات وتصنيفها، وتكون في الغالب هدفا لقراصنة يسطون على ما تحتويه من معطيات ويعيدون بيعها للراغبين فيها، من أجل استعمالات تجارية في الغالب. ويتم ترحيل كميات كبيرة من المعطيات خارج الضوابط القانونية، خاصة ما يتعلق بالمعطيات ذات الطابع الشخصي، أو التي تهم أنشطة اقتصادية بعينها. وتنشط شبكات متخصصة في بيع معطيات ذات طابع شخصي، أو معلومات اقتصادية لشركات ومختبرات، من أجل استخدامها في أغراض تجارية. وتحصل هذه الشبكات على المعطيات بالاستعانة بقراصنة محترفين يترصدون أنظمة الشركات المقصودة بالاختراق، التي يتم اختيارها حسب طبيعة المعطيات المطلوب الحصول عليها، ويتم التحكم في أنظمتها المعلوماتية والسطو على المعلومات المبحوث عنها. وأوضحت مصادر "الصباح" أن أكبر عدد من الاختراقات تستهدف الشركات الخاصة، بالنظر إلى أن الإدارات الحساسة، غالبا ما تكون محصنة من الاختراق وتخضع لمراقبة مشددة، في حين أن الشركات الخاصة لا تولي الأمن المعلوماتي أهمية كبيرة، ما يجعلها عرضة للقراصنة. ويشكل الأمن المعلوماتي الهاجس الأول للمسؤولين عن نظام المعلومات بالمقاولات الخاصة، التي تظل معرضة للاختراق أكثر من مقاولات ومنشآت القطاع العام. عبد الواحد كنفاوي