محكمة النقض تحتفي بمارتن لوثر كينغ

فارس: منهج كينغ يقوم على تقبل المعاناة دون الانتقام للوصول إلى تحقيق الهدف ناب 150 قاضيا ومحاميا من الولايات المتحدة الأمريكية، أول أمس (الثلاثاء)، عن مارتن لوثر كينغ في مسيرته، لتكريس مبدأ المساواة والحرية بين المواطنين، بعيدا عن العنصرية، بالمشاركة في الاحتفال الذي نظمته محكمة النقض لتخليد ذكرى الزعيم الأسطوري الذي وهب هيأته للدفاع عن الحرية والكرامة والمساواة ليس فقط في الولايات المتحدة لأمريكية ولكن أيضا في العالم بأسره، في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الذي تنظمه المحكمة بشراكة مع المجلس القضائي الأمريكي والهيأة الوطنية للمحامين الأمريكيين حول موضوع "المغرب وأمريكا معا من أجل إصلاح العدالة".وأكد مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن مقاربة لوثر كينغ لمواجهة مشاكل العالم، كما سطرها في كتابه "خطوة نحو الحرية"، تقتضي الالتزام بالمبادئ التي تهيئ للوصول إلى "المجتمع الحبيب"، الذي يعتبره لوثر كينغ إطارا للمستقبل لتحقيق عالم يسوده الوئام ورفع مستوى العلاقات البشرية للوصول إلى العدالة بكل معانيها، وذلك من خلال اللاعنف الذي يعتبره وسيلة لحياة الشعب الشجاع، بل هو قوة إيجابية لمواجهة قوى الظلم، وذلك باستخدام القدرات الروحية والعاطفية والفكرية قوة حية من أجل التغيير والمصالحة، مؤكدا، أن منهجه يقوم على تقبل المعاناة دون الانتقام للوصول إلى تحقيق الهدف، ومن خلال تجنب العنف الداخلي للروح والعنف الجسدي الخارجي بهدف المحافظة على روح معنوية عالية خلال حملة اللاعنف، مضيفا أن التغيير الاجتماعي الذي ينشده لوثر كينغ يتطلب جمع المعلومات والتعليم والالتزام الشخصي والتفاوض والعمل المباشر والمصالحة. وتساءل الرئيس الأول عن إمكانية الوصول إلى المجتمع الحبيب كما وصفه لوثر كينغ، أي "المجتمع الذي يمكن جميع الناس من المشاركة في ثروات الأرض، مجتمع دون فقر، ودون جوع، ودون تشرد، ودون مرض، ويسود فيه التسامح، ولا وجود فيه للعنصرية والتمييز والتعصب والتحيز، لا وجود فيه لنزاعات دولية، لا تستعمل فيه القوة العسكرية، ويسوده الحب والثقة والسلم والعدل دون خوف و لا كراهية".ولم تخف ألفريدا دافيس لانكفورد، المديرة التنفيذية للمجلس القضائي الأمريكي، أنه بفضل نضال مارتن لوثر كينغ أصبح بإمكان المحامين والقضاة الأمريكيين من أصول إفريقية أن يمارسوا هذه المهنة، وأن يأتوا اليوم إلى المغرب من أجل وضع خبرتهم، رهن إشارة نظرائهم المغاربة من أجل الدفع بعجلة إصلاح منظومة العدالة التي انخرطت فيها المملكة المغربية، مبرزة في كلمتها التي ألقتها بمناسبة الاحتفال بذكرى لوثر كينغ، أن الاحتفاء بذكرى كينغ مع القضاة بالرباط يعد مؤشرا على التقارب الذي تعرفه العلاقات بين أسرتي القضاء في المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، معربة عن عزم الإطار الذي تمثله على تعزيز هذه العلاقات. كما أشارت إلى المحطات الأساسية في نضال كينغ لوضع حد للظلم العنصري الذي عاناه الأفارقة الأمريكيون، محيلة بالخصوص إلى دوره الأساسي في مبادرة مقاطعة الحافلات العمومية في مدينة مانتغوميري بولاية ألاباما سنة 1955، وخطاباته التي ألهمت الملايين على امتداد خمسينات وستينات القرن الماضي، وفي مقدمتها خطابه الشهير "لدي حلم".وتميز الحفل الذي نظمته محكمة النقض بعرض بورتريه لمارتن لوثر كينغ من إنجاز الفنان التشكيلي المغربي عبد الهادي بن بلة، بالإضافة إلى فقرات موسيقية نشطها العازف عبد الإله العمري.كريمة مصلي

محكمة النقض تحتفي بمارتن لوثر كينغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلغاء ثلاثة تعيينات بحركة الولاة والعمال في آخر لحظة

زرع صمام لمريضة دون فتح الصدر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات