غرفة جرائم الأموال… الخبرات تربك المنتخبين

إحضار المتهمين إجباريا لقاعة المحاكمة وصعوبات فهم نتائج الخبرات التقنية والحسابية عادت الروح إلى غرفة جرائم الأموال، بعد انعقاد الجمعية العمومية بالدائرة القضائية، وتشكيل هيآت قضائية جديدة وتوقيف إضراب المحامين، ليكتظ جناح الجرائم المالية بمتابعين من مختلف المجالات التي لها صلة بالقطاعات الحكومية. ولتكوين قناعة القضاة ومناقشة الخبرات التقنية والحسابية سواء المطالب بها من هيأة المحكمة أو دفاع المتهمين، بات استقدام المتابعين من السجن المحلي العرجات 2 بسلا، إجباريا لاتخاذ القرارات المناسبة. إنجاز: عبد الحليم لعريبي الساعة تشير إلى الثانية عشرة زوالا، اكتظ جناح الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بحي الرياض بالرباط، بالمتابعين في حالة سراح أو اعتقال، لحضور الجلسات بالقاعة رقم 4. منتخبون جماعيون وبرلمانيون سابقون وتقنيون ومهندسون بالجماعات الترابية والحضرية، وأيضا مقاولون وأصحاب مكاتب دراسات، يسارعون إلى الجلوس بالجناح المخصص للسراح، أما المتابعون في حالة اعتقال، فيسارع ذووهم إلى حجز أماكن قريبة منهم لمعرفة ما سيدور من نقاش داخل القاعة. اصفرار وجوه منتخبين قبل مناداة رئيس الجلسة وهو قاض شاب حديث التخرج من المعهد العالي للقضاء، وكسب تجربة بالمحكمة الابتدائية بتمارة، على المنتخبين وموظفين جماعيين، ظهر ارتباك وسط منتخبين، بعضهم اصفرت وجوههم، كما هو حال رئيس جماعة بإقليم الخميسات، يتابع في قضية اختلالات مالية مع مقاولين ومكاتب دراسات، ولم يتنفس الصعداء إلا بعد تأجيل القضية إلى الشهر المقبل. الخبرات التقنية المجراة على مشاريع تنموية لا تخلو من صعوبة فهم لدى العديد من المنتخبين، وجاءت هذه الخبرات بعد تكليف غرفة جرائم الأموال خبراء مختصين لقطع الشك باليقين، حول الاختلالات المرتكبة والتي بنى عليها قاضي التحقيق قناعته في توفر أدلة اختلاس وتبديد أموال عمومية ومخالفة قانون الصفقات والتزوير...، لكن نتائج الخبرات تبقى "ملتبسة" للمتابع في إعطائها تفسيرات قبل مناقشتها أمام المحكمة، ما يثير خوفا وسط المتهمين. الأمية من الأسباب حضر منتخبون من الغرب وعاصمة زمور (الخميسات)، لكن لا أحد على دراية بطبيعة نتائج الخبرات المجراة على مشاريع تنموية موضوع التحقيقات والمتابعات الجنائية، ويقول محام إن هناك فعلا صعوبة في استقراء الخبرات وتقديم الاستنتاجات حولها، مضيفا أن المهتمين بالشأن القضائي وأصحاب مكاتب الدراسات والخبراء القضائيين، هم من يستوعبون النتائج وينجحون في قراءتها قراءة صحيحة. ولا يخفي المحامي أن العديد من المتابعين ورطهم جهلهم بالقانون المتعلق بالقانون التنظيمي للجماعات الترابية وبتوقيع عدد منهم على صفقات ووثائق بالتدليس وبدون علمهم، مشيرا إلى أن الضرورة باتت ملحة لإعادة تكوين المنتخبين من أجل تأهيلهم لإطلاق طلبات العروض وكيفية التعامل مع مراحل المشاريع التنموية ومتابعة الشراكات الضرورية لتمويل هذه المشاريع، حتى لا يسجل قضاة المجلس الأعلى للحسابات الملاحظات بخصوصها، ما يجرهم إلى ردهات المحاكم والسجون. طلبات التأجيل لجأ عدد من المحامين، مساء الاثنين الماضي، إلى تقديم ملتمسات إلى هيأة المحكمة من أجل تأخير قضايا منتخبين قصد الاطلاع على خلاصات تقارير خبرات وإعداد المرافعات المناسبة في شأنها، قبل منح الكلمة الأخيرة لموكليهم والنطق بالأحكام. ولم تناقش المحكمة أي ملف زوال الاثنين الماضي باستثناء قضية مرتبطة باختلاس وتبديد أموال عمومية توبع فيها أربع مستخدمات بوكالة بنكية تابعة للدولة، وقضت في حقهن بالحبس الموقوف التنفيذ، بعدما أعدن المبالغ المختلسة لفائدة المؤسسة المشتكية المطالبة بالحق المدني والموجود مقرها الاجتماعي بالبيضاء. تقارير لمجلس الحسابات يتابع العديد من المنتخبين أمام غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط، ذات الامتداد الترابي الواسع من تطوان وطنجة مرورا بالعرائش ووزان وشفشاون والقنيطرة والخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان، إلى حدود وادي الشراط في الحدود مع الدائرة القضائية للبيضاء، بسبب تقارير أعدها قضاة المجلس الأعلى للحسابات، وأظهرت ملاحظاتهم أنها ترقى إلى جرائم مالية نتيجة الاختلالات المرتكبة في تدبير المرفق العمومي، وحركت النيابة العامة المتابعة في حق المشتبه فيهم، كما كلفت قضاة التحقيق بالغرفتين الثانية والخامسة لاستنطاق المتهمين تفصيليا في الجرائم المقترفة. وفي الوقت الذي يعتبر فيه مختصون أن الأمر لا يعدو مجرد مخالفات في التدبير، تضطر المحاكم إلى إجراء خبرات تقنية لقطع الشك باليقين قبل النطق بالأحكام. إعادة الأموال للإفلات من العقاب أمام كثرة التأجيلات في ملفات تعود إلى سنوات خلت، اضطر منتخبون إلى إرجاع الأموال المنهوبة من صناديق الجماعات، خوفا من العقوبات الحبسية النافذة والاعتقال من داخل القاعة. وبعد تشكيل مكاتب الجماعات الترابية ما بعد الانتخابات التي أجريت قبل أربعة أشهر، وبروز تحالفات جديدة للمتابعين، وانضمامهم للأغلبيات المسيرة، وجدوا الفرصة سانحة لتوقيع الرؤساء الجدد على تنازلات لفائدتهم.

غرفة جرائم الأموال… الخبرات تربك المنتخبين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخدرات تورط خمسينيا

إدانـة جـبـاس هتـك عـرض قـاصـر

مقالات ذات صلة