اتحادي يفتح النار على والي طنجة

قال محمد العمراني، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، والوجه الاتحادي البارز في جهة طنجة تطوان، بطريقة لا تخلو من تهكم، إن الوالي محمد اليعقوبي، هو من سيتولى منصب عمدة طنجة المقبل.وفتح الاتحاد الاشتراكي الذي بدأ يسترجع عافيته التنظيمية في مدينة البوغاز، على لسان العمراني، النار على الوالي بالنيابة لطنجة، بسبب التوتر غير المعلن بين منتخبي المدينة والوالي اليعقوبي ، بسبب إصرار الأخير على الهيمنة على جميع مناحي التدبير بالمدينة، وهو ما يعتبره ممثلو السكان تهميشا لهم، ويطرح تساؤلات حول مفهوم الديمقراطية المحلية التي نص عليها دستور فاتح يوليوز 2011. وأكد منتقدو اليعقوبي، وفق ما جاء على لسان القيادي الاتحادي، أن والي طنجة بالنيابة يتصرف وكأنه الآمر الناهي في المدينة، فالرجل، منذ التحاقه بمقر الولاية، استقدم فريق عمل من تطوان يحظى بكامل ثقته، ومعه يتم تنزيل جميع المشاريع التي تنفذ بالمدينة، كما يقوم اليعقوبي بزيارات لمختلف المناطق بالمدينة، خاصة الناقصة التجهيز، والانتظام في أداء صلاة الجمعة بمختلف المساجد، والدخول في حوار مع المواطنين، وهو ما يطرح تساؤلات حول إصرار الوالي اليعقوبي على احتكار جميع القرارات بالمدينة، بالشكل الذي يبدو وكأنه مصر على إعدام أي دور للمنتخبين. ويرى البعض، وفق إفادات العمراني، في تحركات الوالي تنزيلا لمفهوم سلطة القرب التي ينبغي على المسؤول الترابي أن يكون فيها قريبا من المواطنين، خاصة أن الصورة النمطية التي ترسخت في ذهن المواطن أن المنتخبين عموما، هم فاسدون لا هم لهم إلا الجري وراء المصالح، وأن وجودهم في موقع المسؤولية من أجل الاغتناء والترقي الاجتماعي. وإذا كانت هاته التبريرات لها ما يدعمها في الواقع بالنظر إلى أن العديد من المنتخبين تورطوا في ممارسات مشينة خلال تحملهم مسؤولية تدبير الشأن المحلي على امتداد العقود الماضية، ما ساهم في الإساءة إلى صورة المنتخبين لدى المواطنين، غير أن كل ذلك لا يسمح، في نظر منتقدي الوالي، للعديد من مسؤولي الإدارة الترابية ومنهم اليعقوبي أن يستغل هاته الصورة السلبية للسطو على اختصاصات المجالس المنتخبة، لأن هذا الأسلوب ينطوي على خطورة كبيرة.وبرأي العمراني، فإن الوثيقة الدستورية بوأت المؤسسات المنتخبة أهمية حيوية باعتبارها تجسد الوسيلة الوحيدة لإقرار الديمقراطية المحلية التي تعتبر صلب المشروع الديمقراطي التي يصبو المغرب إلى تحقيقه، وأن أي تقليل أو تشويه لصورة المؤسسات المنتخبة من شأنه أن يتسبب في نسف الطموح نحو ترسيخ قيم الديمقراطية الحقيقية. والمثير في أسلوب الوالي بالنيابة اليعقوبي المهيمن على جميع مفاصل التدبير بالمدينة، وفق ما جاء على لسان الاتحادي العمراني، أنه يستهدف بالأساس الهيآت التي تتحمل مسؤولية تسيير مجلس المدينة، وبالقدر نفسه تخدم في نهاية المطاف توجها سياسيا معينا يتموقع في المعارضة، ولا يتحمل أي مسؤولية في تدبير شؤون المدينة، وبالتالي، فإن جميع الأوراش والمشاريع التي ستنجز بأموال الجماعة ستنسب إلى الوالي وحده، وسيبدو للمواطن وكأن لا فضل للأغلبية المسيرة في ذلك. وقال العمراني الذي وجد نفسه يدافع عن فؤاد العماري "يجب الاعتراف أن عمدة المدينة يبذل جهدا مضاعفا للتواصل مع الرأي العام المحلي من أجل وضعه في صورة الأوراش والقرارات الهامة التي يتخذها التحالف المسير وتخدم مصلحة المدينة، لكن واقع الحال يفيد أن كل هذا المجهود لا يؤدي الوظيفة المرجوة، فالأضواء مسلطة بالكامل على الوالي، والجميع مقتنع أن لا قرار في المدينة إلا قرار اليعقوبي، تجسد ذلك في جميع الملفات الكبرى، فهو الماسك بجميع تفاصيل الملفات، نظير صفقة النقل الحضري، وتدبير قطاع النظافة، وصفقات إنجاز المشاريع ذات العلاقة بطنجة الكبرى، وتجهيز الأحياء الناقصة التجهيز، علما أن جميع هاته الصفقات تدخل ضمن الاختصاص الحصري لمجلس المدينة، وهذا ما يؤدي في المحصلة إلى ترسيخ تلك الصورة التي يبدو فيها مجلس المدينة وكأنه هيأة تابعة لمؤسسة الوالي. وأوضح الاتحادي الغاضب قائلا "لا يعقل إذن أنه بعد كل النضالات التي قدمها الشعب المغربي في سبيل إقرار الديمقراطية، وبعد إقرار دستور فاتح يوليوز الذي وضع ملك البلاد توجهاته الأساسية، نفاجأ، وكأن هناك إصرارا على إرجاع البلاد إلى الماضي الأليم الذي كانت فيه الإدارة الترابية هي الماسكة بزمام التدبير الفعلي، وأن المجالس المنتخبة كانت أشبه بذلك الشخص الذي يتعلم دروس السياقة، ويظهر أمام الجميع وكأنه السائق الحقيقي، في حين أنه ماسك بمقود مزيف، بينما أستاذ السياقة هو المتحكم الفعلي في السيارة".عبدالله الكوزي

اتحادي يفتح النار على والي طنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مداغ تفرح بالمولد النبوي

تسـاقطات مطـرية ابتداء من اليـوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات