الأزبال تحاصر تجزئات سكنية بفاس

ودادية حي مولاي إدريس تحتج على عمليات التخلص من جثث الكلاب المقتولة في حفرة قرب مؤسسة تعليمية تقض الأزبال والنفايات مضجع سكان تجزئة مولاي إدريس بحي زواغة السفلى بفاس، الذين لم يستسيغوا غياب التغطية الكاملة للتجزئة من قبل الشركة المكلفة بجمع النفايات بالمدينة، ما حول الأمكنة الخلفية لممراتها الرئيسية في محيطها الداخلي والخارجي، إلى مطارح صغيرة نبتت كالفطر، ما أضر بالمظهر العام لهذا الحي السكني، وبصحة وسلامة قاطنيها. بدا السكان مستائين من تراكم الأزبال بحواري وأزقة التجزئة، ما أجج غضبهم وسخطهم، ملوحين بالدخول في أشكال احتجاجية على هذا الوضع الذي لا يحسدون عليه، ملتمسين من قائد الملحقة الإدارية وادي فاس وكل الجهات المعنية، التدخل العاجل لتجنيبهم مخاطر صحية وبيئية هم في غنى عنها، درءا لكل ما من شأنه أن يؤجج غضبهم بشكل غير مسبوق. غياب الحاوياتوطالبوا في رسالتهم إلى السلطة المحلية، التي توصلت «الصباح» بنسخة منها، بالتدخل العاجل لدى الشركة المفوض لها قطاع النظافة بولاية فاس، لتزويد التجزئة بحاويات الأزبال تسهيلا لعملية الجمع من قبل الشاحنات المختصة، إسوة بالتجزئات السكنية المجاورة التي تستفيد من هذه العملية بكيفية منتظمة حتى تعود الطمأنينة والسكينة والثقة إلى نفوس السكان.وسارت ودادية المنزه التي ينتظم السكان تحت لوائها، في الاتجاه نفسه، منبهة الجهات المسؤولة، إلى المخاطر البيئية والصحية لتراكم تلك الأزبال، بعدما سبق لها أن عقدت مع رئيس مقاطعة زواغة، لقاء بمقرها قبل أشهر، نوقش خلاله مشكل النظافة بالحي لما تشكله من «دعامة أساسية لأمن وسلامة القاطنين بالتجزئة". وثمنت تدخل المقاطعة واتصالها بالشركة المفوض لها القطاع بالمنطقة، لتزويد التجزئة بالعدد الكافي من القمامات وتخصيصها بدوريات يومية منتظمة لحاويات شحن الأزبال وإفراغها في المطارح البلدية المعتمدة والمخصصة لذلك، لكن «انتظارات السكان ظلت معلقة» دون أن «ترقى التدخلات إلى مستوى تطلعات وآمال السكان الغاضبين». مطارح صغيرةقال عبد الإله شركيف رئيس الودادية، إن الأوضاع زادت سوء في ظل انتشار الروائح الكريهة وانعكاساتها السلبية على صحة المواطنين، خاصة بعدما تحولت التجزئة خلال المدة الأخيرة إلى مجموعة من المطارح الصغيرة في غياب التغطية الكاملة للحي، متسائلا عن إلى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه من تردي لقطاع النظافة بالتجزئة. ولم يستسغ مسؤول الودادية، رفض مسؤول في السلطة تسليم الودادية وصل الإيداع بداعي أن «الملحقة لا تؤشر على المراسلات»، وأن التجزئة شهدت نموا والشركة «لا يمكنها أن تغطي مدينة فاس بكاملها بحاويات الأزبال»، متمنيا أن يتم تدارك هذا الوضع المقزز في القريب العاجل إنقاذ لحياة وصحة المواطنين القاطنين بها. روائح كريهة تقض مضجع السكان ليست الأزبال وحدها التي تقض مضجع السكان، بل إن الكلاب الضالة تكاثرت بشكل لافت للانتباه، بعدما أضحت «تتخذ من الأزبال والقاذورات، مرتعا خصبا وفضاء مغريا للانتشار والازدهار في ظل الغياب التام لحاويات الأزبال والتقصير الملحوظ والملموس على مستوى الدوريات التي تقوم بها شاحنات الشركة الموكول لها تدبير القطاع». وقالت الودادية إن هذه الأزبال وما تسببه من روائح ومستنقعات وما تفرخه من ركامات للنفايات والفضلات المنبثة هنا وهناك، «كانت سببا مباشرا في استقطاب الكلاب الضالة بأعداد وفيرة إلى الحي، إذ وجدت فيه ضالتها وراحتها ومتعتها وهي تقتات بنهم وشهية من أطباق الأزبال وتروي ظمأها من الماء الآسن بهذه المستنقعات».وأكدت أن الكلاب أضحت تستطيب الروائح المنبعثة من هذه النفايات حتى «إذا قضت وطرها وسدت رمقها وروت ظمأها من التكدسات المزبلية، قامت في جماعات وأسراب متفرقة بجولاتها اليومية بهذا الحي تنبه في وجه المارة وتعترض سبيلهم وتخلق الفزع في نفوس الأطفال المتمدرسين لدى مغادرتهم لفضائهم المدرسي». ولتناسل أعداد الكلاب الضالة بحي المرجة بهذه التجزئة، أصبح هذا التجمع السكاني شهيرا بتصدير هذه الكلاب إلى الأحياء المجاورة خاصة صغارها لتنمو ويستقيم عودها بعد أشهر قليلة، ولتقوى وتدعم أسطولها الكلاب التائهة في انتظار وصول جحافل أخرى من الكلاب قد تقوى في السنوات المقبلة لما تتقوى شكيمتها وعددها بزحف على المدينة وسكانها. ونظرا لخطورة الموقف فقد سبق للسكان عبر الودادية وغيرها، أن ربطت الاتصال بالجهات المختصة للتدخل لقطع دابر هذه الكلاب الضالة وتنقية وتطهير الحي منها وإراحة السكان من مخاطرها، إلا أن «نداء السكان لم يجد صداه عند المسؤولين إلا في حالة تبعث على التقزز والاشمئزاز» تقول رسالة لرئيس ودادية المنتزه.وأكد العثور من قبل سكان الحي على جثث كلاب ضالة وسط حفرة سحيقة الغور قرب مؤسسة تعليمية خصوصية بعد تصفيتها بالرصاص الحي، إذ «تشير كل الدلالات والمعطيات أن ذلك كان من فعل الجهات المختصة بالإجهاز على تلك الكلاب الضالة، قبل إحراقها من قبل أعوان السلطة، اتقاء للفظ جثث الكلاب المقتولة لبعض الأمراض الخطورة. وقال إنه كان حريا بهذه الجهة أن تقوم بحملة تطهيرية واسعة النطاق بهذا الحي، وأن تصطاد الكلاب وتقتادها إلى مكان بعيد عن التكتلات السكانية، لتجهز عليها بعد اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والوقائية»، متمنيا أن يتم تدارك واقع الانتشار الواسع للأزبال والنفايات والكلاب الضالة، وإعادة الثقة إلى المواطنين في الجهات المكلفة بمحاربة الظاهرة». قتل 558 كلبا بمقاطعة زواغة كشف محمد بنديدي، مسؤول مصلحة محاربة الكلاب الضالة، أثناء استضافته في برنامج «شؤون محلية» على أمواج إذاعة «إم. إف. إم» بفاس، بعض الأرقام الملخصة لحجم الجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة بالمدينة، متحدثا عن قتل 558 كلبا بمقاطعة زواغة لوحدها منذ حلول السنة الميلادية الجديدة، دون احتساب مجموع التدخلات العاجلة التي تعقب شكايات المواطنين أو بتنسيق مع السلطات المحلية وغيرها من الجهات.وتحدث في معرض رده على أسئلة مستمعي هذا البرنامج الذي يعده ويقدمه جواد الرامي، عن حملة تحسيسية قامت بها المصلحة بـ»لافيراي» ببنسودة حول استعمال السلاح الناري في قتل الكلاب، مشيرا إلى الصعوبات التي تعترض اللجن المختصة التي تصل إلى حد الاعتداء والإهانة والسب وعرقلة العمل، موردا ما وقع بالجنايات من اعتداء موضوع شكاية تم تقديمها إلى المصالح الأمنية المختصة. ولم ينكر المتدخلون وجود إكراهات تتعلق بطريقة قتل تلك الكلاب الضالة، خاصة بالمناطق الآهلة، مشيرين إلى وجوب التنسيق مع مصالح الأمن فيما يتعلق بإبادة كلاب البيتبول خاصة بعد مراسلة وزير الداخلية في هذا الموضوع، خاصة بعد الحالات المسجلة والجروح التي أصيب بها أطفال هاجمتهم كلاب من هذا النوع الخطير الذي تحتاج محاربة إلى تظافر جهود الجميع.وأثار مستمعون تدخلوا خلال تلك الحلقة، حقائق صادمة عن جهود محاربة الكلاب الضالة وواقع بعض المقابر خاصة أبو بكر العربي وبباب الفتوح، المثير للتقزز بعدما تحولت إلى مأوى لهذه الحيوانات والحشرات والحشائش وكل الممارسات الشاذة، مشيرين إلى محدودية الرش بالمبيدات، لمحاربة الحشرات الضارة التي تنتشر على نطاق واسع في عدة نقط سوداء خاصة بالأحياء الهامشية. حميد الأبيض(فاس)

الأزبال تحاصر تجزئات سكنية بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القضاء الهولندي ينصف المغاربة في ملف التعويضات

انتحار مستشار جماعي بالخميسات ينتمي إلى اليسار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات