مافيا العقار تنقب في أرشيف الاستعمار

نشاط مكثف في عدد من الأقاليم واللجوء إلى الشكايات الكيدية للضغط والابتزاز كشفت مصادر مطلعة عن نشاط مكثف لمافيا السطو على أملاك الغير وإنكار حقوق الورثة، والتوجه إلى ابتزاز أصول وفروع عائلات تمتلك عشرات الهكتارات بشكايات كيدية. وأوضحت المصادر نفسها أن مافيا السطو على العقارات اتجهت، في الآونة الأخيرة، إلى مدن الشمال الشرقي، واستعانت بـ "أرشيف الحقبة الاستعمارية"، خاصة الأملاك التي لم يقدم ورثتها على تسوية تركتهم أو قام الذكور بحرمان الإناث من نصيبهن الشرعي، أو إنكار بعض الورثة، للسطو عليها، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن الأقاليم الشمالية تعد الأكثر تضررا من نفوذ مافيا العقار، خصوصا بالناظور والدريوش والحسيمة وطنجة. وذكرت المصادر نفسها أن أحد ضحايا الشكايات الكيدية بإقليم الدريوش تفاجأ بحرمان ثماني شقيقات من نصيبهن من ميراث والدهن لسنين طويلة، باستغلال التشدد القبلي ضد المرأة، وإعداد لفيف للورثة، يضم كل أبناء جده ذكورا وإناثا، لكن في اللفيف المنفصل جعلت القسمة بين الذكور الإخوة فقط، إلا أن شساعة أملاك الهالك، التي تصل مساحتها إلى 200 هكتار، لم يتمكن الإخوة من خلالها من تقسيم التركة كلها، ما أدى بالأحفاد المتحدرين من الإناث إلى البحث عن نصيبهن من الميراث، فأصدر القضاء قرارا في هذه القضية بإقحام أسمائهن في قسمة التركة، ما يتسبب في تعثر مساطر تصفية التركة ويشرع الباب للمتربصين بالسطو على أملاك الغير المنتشرة في مجموعة من الجماعات القروية المكونة لإقليم الدريوش. وأوضحت المصادر ذاتها أن الضحايا فوجئوا بحملة ضد مطالبهم القانونية استندت إلى شكايات كيدية مفادها أن الورثة استصدروا وثيقة عدلية تتضمن بيانات كاذبة عن طريق شهود، ما دفعهم إلى اللجوء إلى القضاء لإنصافهم، معلنين رفضهم أي ضغط من أي جهة للمس باستقلالية ونزاهة القضاء وحقوق الورثة المحرومين من حقهم. وكشفت المصادر نفسها أن ملفات رائجة أمام محاكم الأقاليم تشير إلى عودة نشاط مافيا العقار، مشيرة إلى لقاءات بعض المشتبه فيهم مع منعشين عقاريين بالمنطقة، من أجل العمل على إيجاد طريقة لتمرير ملفاتهم التي تشوبها الكثير من الخروقات، ما دفع عددا من المتضررين إلى مطالبة الجهات المختصة بالتحرك من أجل محاصرة هؤلاء الأباطرة، إذ سبق للوكيل العام للملك باستئنافية الناظور أن استمع إلى أربعة عدول في سياق مسطرة الامتياز القضائي، ضمن تحقيق مفتوح حول شبكة منظمة استولت على أراضي الغير بوثائق مزورة، وعقود عرفية متواترة عبر ملاك وهميين، قبل أن تستقر ملكية هذه الأراضي بيد شركة عقارية مملوكة لمستثمر من مغاربة الخارج. خالد العطاوي

مافيا العقار تنقب في أرشيف الاستعمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخيانة تطيح بمتزوجة وخليلها

التحقيق مع مستشار جماعي بخنيفرة

مقالات ذات صلة