فارون من أوربا صفوا حساباتهم بمسدس شرطي

مافيا لترويج المخدرات سقط زعيمها بفرنسا فلاذ أفرادها بالمغرب كشف حادث إطلاق النار الذي عرفته منطقة بوركون بالبيضاء، واستهدف شابا مهاجرا، عن نوع جديد من جرائم تصفية الحسابات، ومدى التنظيم الذي تتوفر عليه الشبكات الدولية في تتبع عناصرها الذين يحاولون الانفصال والاستفراد بالغنائم، للانتقام منهم وتصفيتهم. وهو الحادث الذي انتهى البحث فيه بحل لغز جريمة أخرى كان ضحيتها مهاجر آخر، تربطه علاقة بالعصابة العابرة للقارات، إذ تم قتله بطريقة بشعة بعد قلع أسنانه وتشويه وجهه ومختلف انحاء جسمه. خطورة الأفعال لم تسجلها عناصر الضابطة القضائية إلا بعد الإلمام بكل التفاصيل، ونجاة المهاجر الأول من الموت المحقق، بعد أن تلقى ثلاث طلقات نارية من مسدس احترافي سرق من شرطي يزاول بمدينة مكناس. وحلت الأجهزة الأمنية، بعد تحريات موسعة، داخل التراب الوطني وخارجه، ألغاز هذه الجرائم التي شهدتها مدينة البيضاء، في شهري أكتوبر ونونبر الماضيين، كما حال إيقاف المتهمين دون القيام بجرائم قتل مخطط لها، تستهدف سبعة أشخاص آخرين، في إطار تصفية الحسابات بين شبكتين إجراميتين تتحدران من نواة إجرامية واحدة تتخذ من أروبا مقرا لنشاطها. وكشفت الأبحاث التي جرت بتعاون مع مديرية مراقبة التراب الوطني، أن الجرائم مخطط لها، ونفذت في إطار تصفية حسابات بين شبكة دولية، زعيمها معتقل في فرنسا، وأفرادها مطلوبون بالبلد نفسه لتورطهم في عمليات سطو مسلح واغتيالات والاتجار في المخدرات على الصعيد الدولي. وانتهت الأبحاث إلى أن ظهور هذه الجرائم ارتبط باعتقال الرأس المدبر بفرنسا، ما دفع أفرادا من الشبكة الإجرامية، إلى الفرار إلى المغرب والدخول بجوازات سفر وهويات مزورة، مستفردين ببعض الغنائم المتحصلة عن الجرائم سالفة الذكر، الشيء الذي دفع زعيم العصابة الموجود بفرنسا إلى تسخير فريق ثان من أجل الانتقام وتصفية الحسابات واسترداد تلك الغنائم. وتبين أثناء تنفيذ أول جريمة أن أفراد الشبكة على جانب من التنظيم والدقة والتماسك، لولا تدخل أجهزة الاستخبارات الداخلية، التي أفلحت في فك العديد من ألغاز العلاقات واهتدت إلى خيوط رفيعة ساهمت في تفكيك العصابة الدولية، ودخلت عناصر "الديستي" خط الأبحاث منذ تنفيذ أول عملية اغتيال عن طريق التعذيب همت في 12 أكتوبر الماضي، مهاجرا مغربيا يقطن بتجزئة صقلية بحي سيدي الخدير بمقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، وبلغت قساوة التعذيب الذي نفذه الجناة في حقه درجة من الوحشية، إذ اقتلعوا أسنانه ومزقوا وجهه بالسكاكين، كما انهالوا عليه بالضرب بواسطة عصا البيزبول وأحرقوا جسده بمكواة. وعمد الجناة في البداية إلى اختطاف الضحية بعد تعقب خطواته، واقتادوه إلى ضيعة فلاحية بابن سليمان، وهناك احتجز لمدة 20 ساعة رفقة امرأة وشخص آخر كان رفقته، وذاق مختلف ألوان التعذيب في سبيل الكشف عن معطيات تخص اختطاف بارون كبير. وعند الانتهاء من تعذيبه تم التخلص منه، ما دفع صديقه إلى محاولة إنقاذه بنقله إلى مصحة بالبيضاء، إلا أنه توفي في الطريق إليها. وقبل هذا الحادث بأسبوعين، عمد الجناة في 28 شتنبر إلى سرقة مسدس من منزل شرطي، إذ أن الشرطي العامل بمفوضية أمن تازة، فوجئ بعد عودته مساء إلى شقته الموجودة في عمارة بحي بين الجرادي، بتعرضها للسرقة بعد تكسير بابها الخارجي، كما فوجئ بسرقة مسدسه الوظيفي الذي كان يحتفظ به في المنزل ومعه 23 خرطوشة. وكانت أول فرضية لسقوط السلاح الناري في يد الشبكة الإجرامية، عندما شهد شارع الزرقطوني، في 6 نونبر الماضي، محاولة اغتيال مهاجر مغربي رميا بالرصاص بالقرب من محل لبيع السيارات ببوركون، إذ انتهت الأبحاث والمعاينة المنجزة حينها إلى أن المسدس المستعمل في النازلة من عيار 9 ملمترات، وهو النوع نفسه الذي تستعمله الشرطة الوطنية. واعتبر الضحية أيضا من بين عناصر العصابة التي تصفي الحسابات بينها، إذ شكت فيه العناصر التابعة للفريق الآخر، بأنه وراء عملية اختطاف عنصر تابع لها بأوربا، وامتدت عملية تعقبه أكثر من ثلاثة أيام، إذ ترصد له الجناة أكثر من مرة بمحل بيع السيارات القريب من مقهى مشهور بشارع الزرقطوني، لينجحوا في المرة الأخيرة في رصده وإطلاق ثلاث رصاصات عليه واللوذ بالفرار عبر سيارة مسروقة تركوها بعين الذئاب. وانتهت الأبحاث بإيقاف 21 متهما أحيلوا على ثلاث جهات قضائية مختلفة (المحكمة العسكرية واستئنافيتي الرباط والبيضاء)، كما كشفت عن مخطط بتصفية سبعة آخرين، وأيضا التورط في عمليات سطو مسلح وجرائم أخرى لها علاقة بالمخدرات في فرنسا. المصطفى صفر

فارون من أوربا صفوا حساباتهم بمسدس شرطي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المكاوي : السياحة جعلت المغرب مستهدفا من قبل المافيا الدولية

مغاربة إيطاليا... أحن إلى خبز أمي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات