جطو ضيع فرصة إصلاح أنظمة التقاعد

ما تقييمك لمستوى أنظمة التقاعد في المغرب؟ كما هو معروف فإن أنظمة الاحتياط الاجتماعي بصفة عامة، وأنظمة المعاشات المدنية بصفة خاصة، هي تدبير للمستقبل. والمستوى الذي وصلت إليه اليوم هو إنذار بحلول خطر وشيك يتهددها بالانهيار إن لم يتم الإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. وفي إطار تتبع ملف الحماية الاجتماعية، الذي نوليه أهمية كبرى في إطار النقابة الشعبية للمأجورين، نرغب في توسيع قاعدة الحماية الاجتماعية، خاصة في بعض الأنظمة التي تعتمد على نظام التوزيع يجب خلق توازن بين المنخرطين النشيطين والمتقاعدين، وهذه الإشكالية تتجلى أنه خلال الثمانينات، كان 11 عاملا نشيطا يمولون معاش متقاعد، عكس ما يقع في السنوات الأخيرة، ثلاثة عمال نشيطين يمولون متقاعدا واحدا. ما الذي وقع بالضبط حتى صرنا في الأزمة الحالية؟هذا الملف ليس جديدا بالنسبة إلينا، ربما هو جديد على الحكومة. الذي وقع بالضبط هو أنه لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب، وذلك خلال فترة ولاية حكومة إدريس جطو الذي لم يتصرف إزاء هذا الملف كتقنوقراطي غير متابع بمحاسبة الناخبين، وإنما تصرف كرجل سياسة همه الوحيد توفير السلم الاجتماعي بأي ثمن كان، فجاء الثمن باهظا أي الأزمة الحادة التي نعانيها اليوم. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار السياسة المتبعة من طرف الحكومات السابقة، خاصة حكومة التناوب التي اتجهت نحو الخوصصة، وإذا قلنا الخوصصة يعني تضييق قاعدة المنخرطين في صناديق التقاعد، كما لا بد من التذكير بنتائج المغادرة الطوعية، علما أن النظام المعتمد في تدبير أنظمة المعاشات المدنية هو نظام توزيعي مما ساعد في ظهور بوادر الأزمة. ألا تعتقد أن الحكومة تأخرت في حل هذا الملف؟طبعا هناك تأخير، لأن الهاجس السياسي أصبح هو المتحكم منذ تولي حكومة الفاسي المسؤولية، وكما سبق القول فإن الفرصة أهدرت مع حكومة جطو، ويحسب لحكومة عبد الإله بنكيران شجاعتها في إصرارها على حل هذا الملف، ولو أنها لم توف للمقاربة التشاركية حقها من أجل تهييء تصور قبل للتطبيق وبموافقة جميع الفرقاء، فالحكومة رفعت شعارات الإصلاح في برنامجها الانتخابي، إلا أنها لم تأت بجديد، علما أن ملف التقاعد هو ملف سياسي أولا واقتصادي ثانيا، واجتماعي ثالثا، ثم تقني. فالإصلاح لا يمكن أن يتم إلا بإصلاح بعض المقاييس التي تهم السن والمساهمات واحتساب وعاء المعاش ومعدل النسبة السنوية. أجرت الحوار: هجر المغلي

جطو ضيع فرصة إصلاح أنظمة التقاعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصلاح على إيقاع العد العكسي للإفلاس

أموال التقاعد... الدولة تأكل أبناءها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات