بنحمزة: بنكيران يمثل الدرجة الصفر لرجل الدولة

غضب استقلالي عارم على غلاب الذي سمح لرئيس الحكومة بتحويل جلسة المساءلة إلى مهرجان حزبي عاد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى أسلوب المواجهة مع المعارضة، أول أمس (الثلاثاء)، لمناسبة جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، والتي كان موضوعها أثر غياب الحوار الاجتماعي. وإذا كان الفريق الاستقلالي طبع عودته للمعارضة بإسقاط القانون المالي بالغرفة الثانية، فإنه سعى إلى استثمار الجلسة الشهرية من أجل مزيد من الإحراج لبنكيران ، خاصة أن الجبهة الاجتماعية لم يتحقق فيها خلال ولاية هذه الحكومة أي تقدم، وهو ما نتجت عنه مقاطعة أهم المركزيات النقابية لجلسات الحوار الاجتماعي. ونجح بنكيران في تحوير موضوع المساءلة، وذلك بخروجه المتكرر عن الموضوع، بل إنه فجر قنبلة سيكون لها ما بعدها، خاصة أن الأمر يهم حزب الاستقلال الذي عقد فريقه اجتماعا عاجلا بمقر مجلس النواب مباشرة بعد نهاية جلسة المساءلة الشهرية، ساد فيه، حسب مصادر حضرت أشغاله، سخط واسع على رئيس الحكومة. واستقر رأي أعضاء الفريق على صياغة بيان مستعجل، ورفع الأمر إلى قيادة الحزب لاتخاذ القرار السياسي اللازم. تميز الاجتماع بانتقادات حادة وجهت إلى رئيس المجلس، كريم غلاب، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، الذي وصفته المصادر بأنه لم يحرك ساكنا، عندما كان رئيس الحكومة يغرد خارج موضوع الجلسة، علما أن رئيس المجلس يملك كامل السلطة لإرجاع الأمور إلى نصابها، مذكرين بما فعله بيد الله في إحدى الجلسات التي فقد فيها بنكيران أعصابه وأظهره بصورة غير لائقة.ووجه رئيس الحكومة إلى الفريق الاستقلالي اتهاما صريحا يهم قيادييه في ما يخص تهريب الأموال التي قدرها رئيس الحكومة بالملايير، كما لمح إلى وزيرة الصحة السابقة، ياسمينة بادو، عندما تحدث عن شراء شقق في باريس. وردا على تلك التصريحات، قال بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال لـ«الصباح» «إن بنكيران يمثل الدرجة الصفر لرجل الدولة، ويسير في اتجاه الانقلاب على الديمقراطية التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة من خلال اعتماد أسلوب الترهيب والتمييع عندما تطرح قضايا جدية للنقاش لا يملك جوابا عنها، بسبب الفشل الذريع الذي يميز حكومته في نسختيها الأولى والثانية»، مضيفا أن «بنكيران يحرف الدستور من خلال تحويل جلسة المساءلة الشهرية، إلى مهرجان خطابي حزبي يتم نقله على شاشات التلفزة بتمويل كامل من دافعي الضرائب، إذ يتعمد الخروج عن موضوع المساءلة لدفع الحرج عنه، ويعوض ذلك بلغة ساقطة تنهش أعراض الناس، وتقدم للعالم صورة مخجلة عن ثاني شخصية في الدولة». عن الاتهامات التي أطلقها بنكيران وفهم منها أنها تخص قياديين في حزب الاستقلال قال بنحمزة "لقد عودنا بنكيران وحزبه على لغة العموميات وتوجيه التهم وحياكة المؤامرات، لأن النفس تعشق ما نشأت عليه، إذ كيف يسمح بنكيران لنفسه بتوجيه الاتهامات من موقع رئاسة الحكومة، وهو موقع أكبر من النزاعات الحزبية والإيديولوجية وحتى السياسية. كيف يكتفي رئيس الحكومة الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في دستور 2011 بتوجيه التهم، دون تحريك المساطر القانونية عبر وزيريه في العدل والمالية إذا كانت تلميحاته صحيحة؟ بل إننا نطالب النيابة العامة بأن تقوم بواجبها في فتح تحقيق مع بنكيران حول ما قدمه من تصريحات داخل مجلس النواب، ذلك لأن مناضلات ومناضلي حزب الاستقلال لا يخشون العدالة " وأضاف أن "بنكيران يستنسخ أستاذه أردوغان الضالعة حكومته في الفساد استنساخا يثير الشفقة، فكيف يجرؤ على اتهام مناضلي حزب الاستقلال، الذي يطالب رئيس الحكومة بالكشف عن لائحة مهربي الأموال إلى الخارج من المفسدين، الذين مد إليهم رئيس الحكومة طوق النجاة عبر تعديل مخدوم في القانون المالي في آخر لحظة". وزاد متسائلا: "من المفسد؟ هل الذي يتستر على المهربين والمخالفين للقانون، ويعمل على إصدار قوانين على المقاس تمنحهم براءة الذمة؟ أم من يطالب بفضحهم ونشر أسمائهم، حتى إذا استفادوا من عفو الحكومة يكون من حق الشعب التعرف عليهم والتملي بطلعتهم البهية؟".وكانت الجلسة التي كال فيها بنكيران اتهامات غير مباشرة لقادة حزب الاستقلال، ضمنهم ياسمينة بادو، عرفت ملاسنات بين نواب من "بيجيدي" وبعض نواب الفريق الاستقلالي، تواصلت في "كولوار" البرلمان، فيما كان بنكيران يرفع يده إلى السماء مثل لاعب أحرز هدفا في شباك خصمه. ومن طرائف هذا الزمن السياسي الرديء، أن الوزير محمد الوفا كان يستعجل بنكيران في نفس "الكولوار" وأمام عشرات البرلمانيين بالتوجه إلى القضاء من أجل مقاضاة الوزيرة الاستقلالية التي تشترك معه "الملحة والطعام". وعلمت "الصباح" أن ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الوردة" الذي لم يعجبه موقف فريقه النيابي، اتصل هاتفيا مباشرة بعد "تبوريدة" بنكيران، معاتبا بعض نواب فريقه الذين ظلوا يتفرجون على "اتهامات" ثاني رجل في الدولة، دون أن تكون له الشجاعة ليتوجه إلى القضاء، إذ كان على الاتحاديين التضامن مع حلفائهم الاستقلاليين الذين أساء إليهم رئيس الحكومة الذي يستعمل كل الأسلحة من أجل تسميم التحالف المبرم بين الاتحاد والاستقلال.عبد الله الكوزي

بنحمزة: بنكيران يمثل الدرجة الصفر لرجل الدولة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السطو على مركز تجاري بتمارة بطريقة هوليودية

رابطة أنصار الحكم الذاتي تراسل روس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات