التربية الجنسية… الممنوع مرغوب

دراسة تحبذ تدريسها ونصف العينة تعتبر العلاقات الحميمية قبل الزواج حرية شخصية أفادت دراسة أطلقتها مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية، أن العلاقات ما قبل الزواج، أصبحت منتشرة في المجتمع المغربي، وأن حوالي 50% من أفراد العينة، اعتبروا العلاقات الجنسية قبل الزواج لدى الفتيان، كما الفتيات، مسألة حرية شخصية، في حين توزعت باقي النسب على نعت تلك العلاقات بالفساد الأخلاقي، والابتعاد عن التعاليم الدينية، وسوء التربية. إعداد: برحو بوزياني اعتبر نصف العينة التي شملتها الدراسة، طريقة لباس المرأة مسألة حرية شخصية، ولم تتغير هذه النسبة كثيرا تبعا لمتغيرات الجنس والسن، والمستوى التعليمي، ومكان السكن، ما يعني غلبة نسبية للمواقف الإيجابية من تلك المسألة في مجتمع غالبا ما يوصف بالنزوع نحو المحافظة والتدين والتقليدانية. ٦٠% مع تدريس التربية الجنسية شملت دراسة "الحريات الفردية بالمغرب...تمثلات وممارسات"، عينة تمثيلية شارك فيها 1312 شخصا موزعين على جميع جهات المملكة بشكل تمثيلي، وهي عينة متوازنة بين الذكور والإناث. وأفادت نتائج الدراسة أن 76.3% من المبحوثين، يرون العلاقات ما قبل الزواج، أصبحت منتشرة في المجتمع المغربي. وفي موضوع تدريس التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية، أكدت الدراسة أن حوالي 60 في المائة من أفراد العينة، يوافقون على ذلك، مقابل رفض 20 في المائة منهم، و20 في المائة ليس لها موقف محدد. وبخصوص الهوية الدينية، أكدت الدراسة أن أكثر من نصف العينة يتعرفون على أنفسهم هوياتيا، باعتبارهم مسلمين أولا، في حين لا يتعرف إلا 23.6 في المائة على أنفسهم باعتبارهم مغاربة. وعبر 72 في المائة منهم عن رفضهم أن يتهم مواطن مغربي مواطنا آخر بالكفر أو الإلحاد، في حين لم يعبر 22.9 منهم عن موقف محدد من القضية. وذهب 46.8 من المستجوبين إلى التأكيد أن تطبيق الشريعة الإسلامية، سيحل مشاكل المجتمعات الإسلامية، بينما رفض 22 في المائة ذلك، ولم يعبر ثلث العينة عن أي موقف من القضية. وأوضحت الدراسة أنه كلما انخفض المستوى التعليمي، زاد الاعتقاد بأن تطبيق الشريعة سيحل مشاكل المجتمع، فهو عند الفئة ذات المستوى التعليمي الابتدائي، يصل إلى 71.7 في المائة، مقابل 52 في المائة عند غير المتمدرسين، و43 في المائة عند ذوي مستوى الكتاب القرآني، فيما لم تتجاوز 38 في المائة عند ذوي المستوى العالي. وبخصوص التعددية الدينية، سجلت الدراسة ارتفاعا ملحوظا في نسب اللاموقف عند أفراد العينة، بنسب تتراوح بين 30 في المائة و40، وهو أمر، يعود حسب الدراسة، إلى أن المجتمع لا يعيش تلك التعددية بشكل فعلي، بما أنه يعرف سيادة شبه مطلقة للدين الإسلامي، في حين تبقى نسبة الديانات الأخرى ضئيلة، وتهم غير المغاربة، باستثناء ما تبقى من المغاربة اليهود. وفي السياق ذاته، عبر 61.8 في المائة من المستجوبين عن تقبلهم الصداقة مع المختلف دينيا، مقابل 11.8، لم يعبروا عن موقف واضح. وعزت الارتفاع إلى المستوى التعليمي، إذ أن 83 في المائة من أصحاب المستوى الجامعي يتقبلون الصداقة مع المختلف دينيا، و76 في المائة منهم يقطنون المدن الكبرى. التسامح بين الاديان خلصت الدراسة إلى أن التسامح بين الأديان والانفتاح على الآخر يشكلان نسبة مهمة، إلا أن الأمر يختلف حين يتعلق الموضوع بموقف من مغربي اعتنق ديانة أخرى غير الإسلام، أو غير مذهبه من الإسلام السني إلى الشيعي، إذ اعتبره 40 في المائة من المستجوبين، حرية شخصية، في حين اعتبرته النسبة ذاتها ضلالة وردة وكفرا. وعند ربط هذه المسألة بالمتغيرات السوسيولوجية الخمسة المعتمدة في هذه الورقة، و هي الجنس، السن، المستوى التعليمي، مستوى الدخل، مكان الإقامة، نلحظ أن نسب الاتفاق النسبي والمطلق، كما نسب عدم الاتفاق النسبي و المطلق لم تنحرف كثيرا عن النسب العامة للعينة ككل. وهذا يعني أن الوعي بضرورة حرية الجسد يخترق مجمل الفئات الاجتماعية الممثلة في العينة بمعدل يفوق 50% لكن، هل تتغير التمثلات والمواقف عند المرور من طرح المسألة، مسألة الجسد و حريته، بشكل فيه عمومية، إلى طرحه بشكل يحيل مباشرة على ظواهر من الواقع المعيش؟ بهذا الصدد، ركزت أسئلة الاستمارة على قضايا محددة، تمس بالخصوص الجسد الأنثوي في الفضاء العام، بهدف الكشف عن التمثلات و المواقف " الحقيقية" من مسألة حرية الجسد. لذلك كان التساؤل حول الموقف من إبراز زينة الجسد النسائي في الشارع. حيث اعتبر حوالي 50% من أفراد العينة المسألة حرية شخصية. المتغيرات السوسيولوجية بعد إدخال المتغيرات السوسيولوجية الخمسة المعتمدة هنا، فإن النسبة لم تتغير بشكل جوهري. مما يعني غلبة نسبية للمواقف الإيجابية من هذه المسألة في مجتمع غالبا ما يوصف بالمحافظة و التدين و التقليدانية. غير أن هذا المنحى الإيجابي لأغلبية المواقف، ينبغي أن نأخذه بحذر شديد، حيث يمكن أن تكون بعض من تلك المواقف تعبر عن نوع من " اللا اهتمام le je m’enfoutisme» أكثر منها تعبيرا عن اقتناع إيجابي بمسألة حرية الجسد الأنثوي في الفضاء العام. نستدل على ذلك بأن المؤشرات الواردة في الاستمارة، التي تؤشر بشكل واضح لا لبس فيه عن المواقف الإيجابية حازت على نسب متدنية. فاعتبار هؤلاء النسوة متحررات الجسد في الشارع، متعلمات و متفتحات و متنورات، لم تتجاوز في مجموع النسب 15.8% عند الذكور و 10.3 % عند الإناث. و الملفت للنظر انخفاض النسبة لدى الإناث أنفسهن مقارنة بالذكور. في حين، تم اعتبار هؤلاء النسوة متحررات الجسد في الشارع، أنهن غير محترمات، منحرفات، رخيصات وسيئات التربية عند 31.3 % من أفراد العينة. بل إن 0.6 % منهم اعتبرنهن " كافرات».

التربية الجنسية… الممنوع مرغوب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقترح ميزانية للشؤون الاجتماعية

"الجبلي" في قبضة درك المحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات