روس يدفع المغرب وبوليساريو إلى لقاءات ثنائية سرية

يرتقب أن يدشن الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، سلسلة لقاءات ثنائية بين وفد مغربي وجبهة بوليساريو منتصف يناير المقبل. وقرر الدبلوماسي الأمريكي، استبعاد الجزائر وموريتانيا، من جولة المفاوضات المكوكية المقبلة، وهو ما يؤشر على مرحلة جديدة من مسار المفاوضات، بشأن تسوية نهائية للنزاع المفتعل في ملف الصحراء. وسيخبر الوسيط الأممي طرفي النزاع ، بأجندة اللقاءات الثنائية، ومكان انعقادها، في الأيام القليلة المقبلة، إذ تشير التسريبات الأولية إلى أن البداية ستكون بأحد البلدان الأوربية، على أساس أن تستكمل الجولات في ما تبقى من السنة، لبحث تقريب وجهات النظر بين الطرفين.ويبحث روس من خلال وضعه الجزائر خارج مسلسل المفاوضات، عن قرار مستقل لجبهة بوليساريو يدفع في اتجاه تحريك المباحثات نحو حل سياسي. بالمقابل، يبقى الوفد المفاوض باسم سكان مخيمات بوليساريو رهين الحسابات الجزائرية بالمنطقة، بالنظر إلى أن الجزائر هي من فرضت رئيس البرلمان الصحراوي، رئيسا للوفد بعد رحيل القيادي السابق في الجبهة، المحفوظ اعلي بيبا.وفي محاولة لعرقلة هذه المبادرة الجديدة التي يرتب لها الوسيط الأممي، كريستوفر روس، استبقت انعقاد جولة المفاوضات، بالتأكيد على جمود موقفها وتشبثها بخيار إجراء استفتاء تقرير المصير، مطالبة بتحديد سقف زمني لإجرائه. وتسعى بوليساريو إلى إثارة هذه القضايا الخلافية لتعطيل مساعي روس، وذلك بالدعوة إلى إجراء الاستفتاء، رغم أن الأمر يتعلق بموقف بات متجاوزا، باعتراف من الأمم المتحدة، التي أكدت في كافة القرارات بشأن نزاع الصحراء، على البحث عن تسوية سياسية، وهي التوصيات التي تعتبر أن المقترح المغربي، القاضي بمنح الأقاليم الصحراوية، نظام حكم ذاتي، "مقترحا جديا وذا مصداقية".وكان الوسيط الأممي، زار في سرية تامة العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى مسؤوليها المعنيين بنزاع الصحراء. ولم تكن الزيارة معلنة، وجرت في سرية كبيرة، كما لم تكشف الخارجية الفرنسية مضمونها، رغم أن لها علاقة بأجندة زيارات مقررة تقود الوسيط الأممي إلى عواصم دول أصدقاء الصحراء. وتهدف هذه اللقاءات إلى استقراء مواقف القوى المؤثرة في صناعة القرار الدولي، بشأن المسار الذي يدفع نحوه كريستوفر روس مسلسل المفاوضات، ومعرفة ما إذا كانت هذه القوى ستقبل بالخيارات التي يتوصل إليها روس أم أنها ستلقى معارضة من بعضها.وتحدث الدبلوماسي الأمريكي، في آخر تقرير له بشأن وساطته في ملف النزاع، عن إطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات، تقوم على مبادلات ثنائية سرية بين المبعوث الأممي وباقي الأطراف كل على حدة، وأضاف التقرير أن الوسيط الأممي "يعتزم العودة قريبا إلى المنطقة لمواصلة هذه المقاربة الجديدة"، وذلك في إطار تفعيل القرار 2099 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في أبريل الماضي، وهو القرار الذي طلب دعم الدول المغاربية، للوصول إلى حل نهائي للنزاع، كما جدد الإشادة بمقترح الحكم الذاتي، وجهود الرباط التي أسفرت عن إطلاق مسلسل تفاوضي.إحسان الحافظي

روس يدفع المغرب وبوليساريو إلى لقاءات ثنائية سرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد الاشتراكي يطالب بحل الذراع الدعوي لـ"بيجيدي"

هزة تنظيمية في العدالة والتنمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات