تحليل جيني يثير جدلا وخلافات بين الأطباء

أشعلت تقنية طبية جديدة أدخلت حديثا إلى المغرب الجدل وسط الأطباء، إلى درجة بعث رسائل ساخنة إلى وزير الصحة لمطالبته بإيفاد لجنة لزيارة أول مركز يدخل هذه التقنية إلى المغرب، والتشاور مع جمعيات لتوسيع النقاش حول التقنية التي تتيح اختيار الأجنة السليمة وقتل الأجنة التي يظهر التحليل الجيني أنها مصابة بأمراض وراثية، كما تتيح اختيار نوع الجنس وما يمكن أن يترتب عن ذلك من وأد جيني للأجنة الإناث بسبب أحكام الإرث وأحكام المجتمع المسبقة عن الإناث.وقالت مصادر مقربة من الأطباء الغاضبين من استخدام تقنية حديثة غير مقننة بالمغرب ، وتكبلها فرنسا بعدة قوانين، إن هذه التقنية تسمح بفصل الجينات لاختيار إنجاب الذكور أو الإناث، وهو ما قد يشجع عدة عائلات على اختيار إنجاب الذكور لما لذلك من علاقة بالإرث. وحسب المصادر المذكورة فإن من شأن هذه التقنية أيضا اختيار قتل الأجنة التي يحتمل أن تكون مصابة بمرض وراثي، وهو ما سيفتح المجال للمركز للقيام بغربلة الأجنة وصناعة المواليد بالمواصفات التي يختارها الآباء.من جهته قال البروفيسور عمر الصفريوي، صاحب أول مركز يدخل هذه التقنية إلى المغرب، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن الجدل المثار من ذوي نوايا سيئة، «غير سليم»، وأن الأمر يتعلق بتقنية تتيح للعائلات التي تتوارث أمراضا خطيرة، تشخيصا جينيا لمعرفة الأمراض الوراثية التي يمكن أن يصاب بها الجنين المعني بها، قبل تخصيب البويضة، كما تتيح لهم اختيار الأجنة السليمة لتفادي استمرار مآس ناتجة عن أمراض وراثية خطيرة، خاصة أمراض الدم. قلل البروفيسور الصفريوي من المخاوف التي يطرحها معارضو هذه التقنية من الأطباء، مؤكدا أن المركز نال أخيرا جائزة عالمية للبحث والجودة، صنفته ضمن قائمة المراكز الأحسن ممارسة لسنة 2013 من بين 76 مركزا في مختلف الدول، مضيفا أن التقنية الحديثة التي يستخدمها مركزه تتيح إمكانية التشخيص ما قبل الزرع لتفادي الأمراض الجينية والأمراض الوراثية، "هذه تقنية طورناها بفضل جهودنا الخاصة ولم يكن المركز وحده من اشتغل عليها، بل كان هناك تعاون مع المركز الاستشفائي الجامعي بفاس وجامعة العلوم بالرباط، لكن ذلك أثار حفيظة بعض الزملاء". وحسب البروفيسور الصفريوي فإن هذه التقنية تتيح للعائلات التي تلجأ إلى التخصيب الصناعي تجنب إنجاب أبناء مصابين بأمراض وراثية، إذ هناك عائلات تعاني أمراضا خطيرة تستنزفها ومنها على وجه الخصوص أمراض الدم.ونفى المتحدث نفسه أن يكون المركز يستخدم التحليل الجيني لاختيار نوع الجنس، إذ هناك تقنيات ضمنها نوع التغذية، تسهم نسبيا في تحديد نوع الجنس، لكن مركزه، يقول البروفيسور لا يستخدم هذه الطريقة لإرضاء رغبات الأزواج في اختيار نوع الجنس.جدير بالذكر أن المغرب يعيش فراغا قانونيا كبيرا في مجال التخصيب الصناعي والتحليل الجيني، إذ سبق للجمعية المغربية للخصوبة أن تقدمت بمقترح قانون في هذا الإطار، إلا أن الحكومات المتعاقبة تتخوف منه، خاصة أن عدد المصابين بمشاكل العقم والخصوبة يرتفع، إذ أفادت إحصاءات رسمية أن حوالي 17 في المائة من المغاربة مصابون بمشاكل الخصوبة والعقم، ومن شأن تنظيم المجال أن يفرض على الدولة تحمل التكاليف المرتفعة لأمراض العقم والخصوبة، خاصة أن شركات التأمين الصحية ترفض تغطية نفقات هذا النوع من العلاج مصنفة إياه في خانة الأمراض الخلقية.وتحدثت مصادر طبية أخرى، رفضت ذكر اسمها، عن محاولات غير شرعية لتصميم أطفال باختيار من الأزواج، واستغلال ذلك من قبل أطباء لدر أرباح طائلة، خاصة بعد تصريحات تشير إلى اسم المركز الوحيد الذي يتيح هذه التقنية.يجدر بالذكر أنه تعذر الحديث إلى وزير الصحة، البروفيسور الحسين الوردي، بسبب انشغاله في مهمة خارج الوطن. وإن كان الجدل نفسه يتردد في تشكيل حكم محدد بخصوص قتل الأجنة المصابة بأمراض وراثية، فإنه يحسم في مسألة قتل الأجنة السليمة بسبب النوع.ضحى زين الدين وياسين الريخ

تحليل جيني يثير جدلا وخلافات بين الأطباء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شريط فيديو يعيد أجواء الإرهاب إلى البلاد

شباط: بنكيران عندو سبعات الوجوه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات