قتلت صديقتها للحفاظ على خليلها

أم لخمسة أطفال أزاحت صديقتها من فوق الأرض بدافع الغيرة كانت عاصمة الجهة الشرقية، الشهر الماضي، على موعد مع جريمة قتل اهتز لها الرأي العام الوجدي، محركها العشق والغيرة والخوف من فقدان الحبيب، مما يوضح أن قصص الحب لا تنتهي دائما بالسعادة كما تصورها لنا الروايات الرومانسية والأفلام السينمائية، بل تنتهي في العديد من الأحيان بحكايات مأساوية وبسنين طويلة خلف القضبان بالمؤسسات السجنية.بينما كان ضابط الشرطة القضائية يزاول مهامه بمصلحة المداومة التابعة لولاية الأمن بوجدة، اشعر عن طريق قاعة المواصلات بضرورة الانتقال إلى المستشفى الإقليمي الفارابي لمعاينة حالة امرأة نقلت إلى قسم المستعجلات في وضعية حرجة، وسجلت تحت اسم مجهول لعدم حملها أي وثيقة تشير إلى هويتها.على الفور انتقل ضابط الشرطة القضائية رفقة عناصر التشخيص القضائي على متن سيارة النجدة إلى قسم المستعجلات الذي لا يبعد كثيرا عن مقر ولاية الأمن بوجدة، للمعاينة ومباشرة التحقيق في القضية، إذ كانت المرأة المصابة تحمل جرحا غائرا في الرأس. وفي الوقت الذي عمل فيه ضابط الشرطة القضائية على إخبار مسؤوليه المباشرين، ورفع تقرير في الموضوع إلى النيابة العامة والحصول على إذن رسمي لمباشرة التحقيق القضائي في الموضوع، قام الطاقم الطبي بإدخال المرأة المصابة إلى قسم الإنعاش لتلقي الإسعافات الطبية التي تستلزمها مثل هذه الحالات والعملية الجراحية التي أجريت لها كللت بالفشل لتفارق الحياة نتيجة مضاعفات الضربة التي تعرضت لها.كان خبر وفاة المصابة داخل المستشفى الفرابي، عنصرا محركا لعناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة، لمسابقة الزمن من أجل فك لغز الجريمة وإيقاف المتهم أو المتهمين بارتكاب الفعل الجرمي، ورغم انتقال مصالح الأمن مجددا إلى المكان الذي نقلت منه الضحية إلى قسم المستعجلات وإجرائهم مجموعة من التحريات الميدانية لعلها توصلهم إلى خيط يقودهم إلى كشف هوية المشتبه فيهم، فإن البحث في القضية دام أزيد من أسبوع ولم يتم التوصل إلى إلقاء القبض على مرتكب الفعل الجرمي، إلا بعد أن أشعرت مصلحة الشرطة القضائية من طرف مسؤولي إحدى الدوائر الأمنية بوجدة، بان امرأة تقدمت بشكاية مفادها أنها تعرضت لمحاولة السرقة من طرف امرأة وشخصين بأحد الأحياء الهامشية بوجدة وغيرها من التفاصيل التي شكلت الخيوط الأولى لفك لغز الجريمة التي كانوا يبحثون عن مرتكبها. المتهمة في جريمة القتل، لم تكن إلا امرأة تبلغ من العمر حوالي 45 سنة، أم لخمسة أبناء، لم تقاوم المعطيات التي واجهها بها محققو الشرطة القضائية بخصوص القضية موضوع البحث والتحقيق، لتعترف في محضر رسمي أنجز لها، بأنها هي من أقدمت على توجيه ضربات موجعة للضحية في الرأس باستعمالها عصى غليظة يبلغ طولها 140 سنتمترا.خلفيات ارتكاب جريمة القتل، حددتها المتهمة خلال مراحل التحقيق معها من طرف عناصر الشرطة القضائية، في دافع الغيرة على خليلها الذي جمعته بها قصة حب طويلة وسنين من العشرة غير الشرعية، والذي حاولت الضحية أن تظفر به قيد حياتها.وكشفت التحقيقات في القضية، أن الضحية لم تكن إلا صديقة للمتهمة وتنحدران من القبيلة نفسها بضواحي وجدة، إلا أن الاقتراب من العشيق كان خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. في الوقت الذي أحست فيه المتهمة بان عشيقها الذي عاشرتها لمدة طويلة وكان سندا لها في إعالة خمسة أطفال لها، وإدراكها بأن التجاعيد التي بدأت ترسم خطوطا عشوائية على جبينها لا تزيحها مختلف أنواع المساحيق، اقتنعت بان ضياع عشيقها منها ووقوعه أسير امرأة ثانية لن يساعدها في كسب عشيق آخر، مما جعلها تفكر في الإجهاز على صديقتها وابنة قريتها.عمدت المتهمة إلى عدم إظهارها أي حقد أو عداوة تجاه صديقتها التي خطت الخطوات الأولى في درب الفوز بالعشيق، لتنتهز الفرصة المناسبة للانتقام لنفسها وحفاظها على عشيقها الذي كانت تحس معه بالأمن والأمان، أكثر مما كانت تحس به مع أزواجها السابقين الذين أنجبت منهم خمسة أطفال.وكانت مناسبة ليلة خمرية ماجنة بأحد الأحياء الشعبية في الناحية الشمالية من وجدة، الفرصة المواتية التي بحثت عنها المتهمة للانقضاض على غريمتها والتي طلبت من عشيقها أن تكون الضحية من بين المدعوين لتأثيث السهرة بدعوى صداقتها لها.. حقق العشيق رغبة خليلته لمعرفة ما يكون يدور في خلد المتهمة.انطلقت الجلسة الخمرية على إيقاع الموسيقى الصاخبة وكؤوس من الخمور الرديئة المهربة من مدينة مليلية المحتلة، إلى أن لعبت الخمرة برؤوس الجميع .. في حين كان شعلة الغضب والحقد بدأت تغليان في قلب المتهمة تجاه غريمتها التي دخلت معها في معركة حامية الوطيس من السب والقذف والتأنيب لتتحول بعد برهة من الوقت إلى تشابك بالأيدي، إلى أن استعانت المتهمة بعصا غليظــة وجهت بها ضربة قوية لرأس الضحية. عزالدين لمريني (وجدة)

قتلت صديقتها للحفاظ على خليلها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم قتل بمراكش باسم الحب

ليلى رفضت الوحش فحكم عليها بالقتل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات