الحكومة لا تكترث بالسكتة القلبية

الفاعل السياحي زلماط طالبها بإعادة فتح الحدود وتفعيل العقد البرنامج الذي ظل حبرا على ورق أجرت الحوار: نورا الفواري/ تصوير: عبد الرحمان المختاري أوضح لحسن زلماط، رئيس الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، أن القطاع السياحي ما زال يعاني توقف النشاط وغموض الرؤية المستقبلية، خاصة في ظل الاستمرار في إغلاق العديد من المرافق الترفيهية، مثل الملاهي الليلية. وقال، في حوار مع "الصباح"، إن قرار إغلاق الحدود في وجه العديد من البلدان التي تعتبر أسواقا تقليدية بالنسبة إلى المغرب، أصاب المهنيين بخيبة أمل كبيرة، خاصة أن مثل هذه التدابير تفقد ثقة الشركاء في الوجهة المغربية، وهو ما من شأنه أن يزيد أزمة القطاع الذي لا يعرف أي انتعاشة تذكر، علما أن عددا من المؤسسات الفندقية ظلت مغلقة منذ بداية جائحة "كوفيد 19"، والتي فتحت أبوابها تراكمت عليها الديون وانعدمت لديها الرؤية. وأكد زلماط، في الحوار نفسه، أن بنود العقد البرنامج ظلت مجرد حبر على ورق، ولم يتم تفعيلها من قبل الحكومة التي لا تكترث بالسكتة القلبية التي يعانيها القطاع السياحي. في ما يلي تفاصيل الحوار: > كيف تقيمون اليوم الوضعية التي يعيشها القطاع السياحي، مقارنة بما كان عليه الأمر في بداية الجائحة؟ > كما لا يخفى عليكم، قطاع السياحة هو أحد أهم القطاعات التي تأثرت وما زالت متأثرة بسبب الأزمة الصحية ل"كوفيد 19". الوضعية للأسف أضحت صعبة جدا على جل المهنيين، إذ يعاني أغلبهم توقف نشاطه وغموض الرؤية المستقبلية. > هل ساهم التخفيف من القيود الإحترازية المفروضة على المواطنين، خاصة المتعلقة بالسفر والتنقل بين المدن، في إنعاش القطاع في المدة الأخيرة؟ > صراحة، لا أثر لهذه الإجراءات التي ذكرتم على الإنعاش، الذي تتحدثون عنه. لقد كنا نأمل أن يقع بعض التحسن خلال عطلة الصيف الماضي، إلا أن الأمور لم تراوح مكانها. وإلى اليوم، لا أثر لأي انتعاش للقطاع السياحي، في ظل استمرار إغلاق عدد من المرافق الترفيهية، مثل الملاهي الليلية. > هل هناك مدن تأثرت أكثر من غيرها؟ ولماذا كان تأثير الجائحة عليها أكبر؟ > عندما نتحدث عن القطاع السياحي، فإننا نتحدث عن كل المؤسسات التي تغطي كل التراب الوطني، وبالتالي فتأثير الأزمة شمل جميع المدن، بغض النظر عن ترتيبها على مستوى الأنشطة السياحية. فعلى سبيل المثال، مدينتا مراكش وأكادير، اللتان تمثل السياحة الجزء الأكبر من نشاطهما الاقتصادي، تعيشان على وقع ركود مستمر، باستثناء بعض الفترات التي عرفت فيها انتعاشة نسبية. يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار، أن عددا كبيرا من المؤسسات الفندقية ما زالت مغلقة منذ ما يقارب سنتين من انتشار الجائحة. > كيف تلقيتم خبر إغلاق الحدود الجوية بالنسبة إلى السياح القادمين من بريطانيا وألمانيا وهولندا، والتي تعتبر وجهات تقليدية مهمة للمغرب؟ > نزل الخبر علينا كالصاعقة، خاصة أن المهنيين كانوا يستبشرون خيرا بعودة السياح من هذه الأسواق التي تعتبر تقليدية بالنسبة إلى المغرب. لقد أصابنا الخبر بخيبة أمل كبيرة. وأود، في هذا السياق، أن أشير إلى مسألة مهمة جدا، وهي أن مثل هذه التدابير التي تتخذها السلطات بشكل مفاجئ، تبعث على عدم الثقة في وجهة المغرب، لدى شركائنا من داخل هاته الأسواق. > كيف تعلقون على قرار إجبارية جواز التلقيح على المواطنين. هل كان القرار في صالحكم أم جاء على عكس الانتظارات، خاصة أن فئة عريضة من المغاربة عارضته؟ > قرار إجبارية جواز التلقيح هو قرار صادر عن الحكومة، ونحن نحترمه، رغم أننا نعاتبها بسبب السرعة التي واكبت اتخاذه. لكننا، في الوقت نفسه، نعتقد أن التلقيح هو من بين السبل، على الأقل إلى حد الآن، من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية، ولذلك نعتقد أن المواطنين غير الملقحين، مدعوون إلى الإسراع بأخذ الجرعة الأولى، خاصة أن بلادنا، بالقيادة المتبصرة والخطوات الاستباقية لجلالة الملك، كانت من بين الدول السباقة للحصول على اللقاح، وهو ما بوأ المملكة الرتب الأولى على الصعيد القاري والدولي. أما من حيث تأثير هذا القرار على القطاع، فأعتقد أنه ضئيل جدا، في خضم نقص النشاط السياحي بشكل عام. العقد البرنامج حبيس الرفوف > كيف تدبرون الجانب المتعلق باليد العاملة التي يشغلها القطاع. وما هي الإجراءات التي تم القيام بها من أجل الحفاظ عليها؟ > هذا سؤال مهم ونعتبره في محله. ونود أن نقول من هذا المنبر، إن اليد العاملة في القطاع السياحي، تعاني الأمرين. إن أغلبية العاملين يعانون في صمت، منذ حوالي سنتين، بسبب توقفهم عن العمل. أما المقاولات، فلا حول لها ولا قوة، في ظل تراكم الديون وانعدام الرؤية. إلى أي حد ساهم العقد البرنامج الذي وقعه المهنيون مع مجموعة من الوزارات الوصية في إنقاذ مجموعة من المهن المتعلقة بالقطاع؟ وهل هناك أي جديد بشأنه في ظل الحكومة الجديدة؟ > لا جديد يذكر في هذا الملف، كل بنود العقد ظلت حبيسة رفوف الحكومة، ومجرد حبر على ورق، لم يتم تفعيل أي منها، باستثناء التعويض الهزيل لبعض العاملين، إلى حدود يونيو الماضي، عدا ذلك، لا شيء يذكر. السوق الداخلية غير كافية هل يمكن الرهان فعلا على السياحة الداخلية من أجل إنعاش القطاع السياحي، في ظل سياسة الإغلاق التي تنهجها السلطات؟ > لا أحد يختلف على أن السوق الداخلية تساهم بشكل مهم في النشاط السياحي، بل ويعتبرها المهنيون قاطرته، لكن يجب تسمية الأمور بمسمياتها، فهاته السوق، التي تمثل حاليا حوالي 30 في المائة فقط من نسبة الملء على مستوى المؤسسات الفندقية، لا يمكنها لوحدها تغطية المصاريف القارة للمؤسسات المذكورة، أخذا بعين الاعتبار، أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب الوصول على الأقل لنسبة ملء تفوق 45 في المائة لتغطية المصاريف والضرائب و أكثر من 50 في المائة، من أجل الشروع في تحقيق الربح. فتح جميع القطاعات طالب المهنيون بإعادة النظر في السياسة التي تنهجها السلطات تجاه القطاع، والتي يلزمها الكثير من الشجاعة والجرأة في اتخاذ القرار. ماذا تقترحون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ > يعاني القطاع السياحي عدم اكتراث الحكومة بالسكتة القلبية التي أصابته، والتي لا يجد المهنيون لها أي مبررات، في وقت تظهر كل المؤشرات الصحية إيجابية. يجب الإسراع باتخاد قرارات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من بينها إعادة فتح الحدود مع الأسواق التقليدية وإعادة فتح جل القطاعات المتعلقة بالقطاع بدون استثناء. من جهة أخرى يجب تفعيل كل مقتضيات العقد البرنامج، التي لا داعي للتذكير بها. موسم الصيف كان مشجعا هل انتعش القطاع خلال موسم الصيف الماضي، مع دخول أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مقارنة بما كان عليه الأمر قبل الجائحة؟ > كي نكون صرحاء، فقد كان موسم الصيف، إلى حد ما، مشجعا. بل إن المهنيين في القطاع، استبشروا به خيرا، خاصة مع قدوم مغاربة العالم الذين ساهموا إلى حد ما في انتعاشة موسمية، لفترة محددة. ومع ذلك، يجب التذكير أيضا أن عددا لا يستهان به من أبناء الجالية، يفضلون الإقامة لدى العائلة، وهو أمر يدخل في صميم الثقافة المغربية. لكن، ما تجب الإشارة إليه أيضا، هو أن فئة أخرى تفضل اللجوء إلى القطاع غير المهيكل، وهو ما يؤثر سلبا على المؤسسات المهيكلة. وهذا ورش لطالما طالبنا الوزارة المعنية بالانكباب عليه. التكيف مع المتغيرات > ما هي الدروس التي استخلصتموها، في ظل هذه الجائحة؟ > أظن أن الدروس والعبر لا تخص قطاعا بعينه، دون الآخر. هذه الأزمة غير مسبوقة، ولم تكن في الحسبان. ما استخلصناه منها، هو أننا اليوم نعيش في عالم غير مؤكد، وجب التكيف مع العديد من متغيراته. > هل يمكن الحديث عن عودة قريبة للقطاع، أم أن إنعاشه يتطلب سنوات أخرى؟ > لا شك أن العودة للقطاع لا محيد عنها لأن الرغبة في السفر، حسب جل الإحصائيات في ازدياد دائم. لا يمكن أن أتنبأ بالمدة التي سيستغرقها الأمر، لكن ما نأمله، كمهنيين، هو عودة سريعة لانتعاش السياحة. في سطور: من مواليد 1947 بصفرو اشتغل في مجال الطيران العسكري من 1965 إلى 1975 تابع دراساته العليا في جامعتي سان دوني وباري دوفين الفرنسيتين فاعل سياحي مدير فندق "بالم بلازا" بمراكش اشتغل في إدارة العديد من الفنادق المعروفة مثل "الكندرة" و"السويس" في البيضاء و"هوليداي كلوب" في كابو نيكرو رئيس الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية نائب رئيس الكنفدرالية الوطنية للسياحة ونائب الرئيس الأول للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش رئيس المجلس الإقليمي لصفرو عن حزب الاتحاد الاشتراكي حاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الفئة 1

الحكومة لا تكترث بالسكتة القلبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السريع يتنفس الصعداء

ترتيبات جزائرية لإعلان الحرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات