حصيلة الرياضة المغربية في 2013 : 2013… عام المفارقات

أزمة الجامعات والمنتخب وقضيتا الرباطي وبني ملال وتألق الرجاء أبرز سمات سنة متقلبة يستحق عام 2013 وصف عام المفارقات في الرياضة المغربية، بالنظر إلى غرابة الأحداث التي شهدها. ففي هذا العام، أعلن الوزير محمد أوزين حملة لتقنين وإصلاح الجامعات، فإذا به يدخل في نزاعات وفوضى، انتهت بتجميد جامعة السلة وسحب الاعتراف بجامعة كرة القدم، واحتماء جامعة السيارات بالاتحاد الدولي، وتذمر أسرة جامعة الكرة الطائرة، وحرمان جامعة الريكبي من منحتها الدولية. وفي هذا العام، تألقت المنتخبات الصغرى، رغم غياب الاهتمام بها، وفشل المنتخب الأول الذي يلتهم الجزء الأكبر من ميزانية الجامعة، وتألق الرجاء في كأس العالم للأندية ، رغم عدم استقراره في البطولة، وتغيير مدربه في آخر لحظة، وترشح عبد الإله أكرم لرئاسة جامعة الكرة، رغم أن مشجعي فريقه يطالبونه بالرحيل، وهم الذين يغيبون عن مباريات فريقهم في الميدان، ويملؤون مدرجات ملاعب الفرق المنافسة. وشهدت 2013، قضية غريبة، بعد أن اتهم أمين الرباطي، فريقه الرجاء الرياضي بالتلاعب ببعض المباريات، ومدربه امحمد فاخر في صفقات اللاعبين، وقضية اتهام رجاء بني ملال بعض لاعبيه بالتلاعب بمباراة النادي القنيطري في الدورة الأخيرة من الموسم الماضي. كـرة الـقـدم أنـهـت الـسـنـة دون جـامـعـة حل الأزمة يتوقف على مراجعة النظام الأساسي وملاءمته مع القوانين الدولية أنهت كرة القدم الوطنية سنة 2013 دون جامعة، بعد أن ألغى الاتحاد الدولي"فيفا"، نتائج الجمع العام الذي أسفر توافقا على تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة في 10 و11 نونبر الماضي.ورفض الاتحاد الدولي، ابتدائيا واستئنافيا، نتائج الجمع العام، بدعوى أن الجمع عقد بموجب نظام أساسي غير مطابق لأنظمة الاتحاد.ولا تملك وزارة الشباب والرياضة خيارا آخر لإعادة الشرعية إلى الجامعة، غير الدفع في اتجاه تعديل النظام الأساسي وملاءمته مع نظام الاتحاد الدولي، خصوصا في ما يتعلق بوضعية الكاتب العام الذي يطالب "فيفا" بأن يكون أجيرا وليس عضوا جامعيا، وصلاحيات الوزارة، التي يرفض الاتحاد منحها صفة الملاحظ في الجموع العامة.وكانت جامعة كرة القدم عقدت جمعها العام بموجب النظام المذكور، تنفيذا لتعليمات الوزارة، التي ألغت جمع 19 يوليوز، بدعوى وجود خروقات قانونية في النظام السابق، فدعت إلى تعديله، فإذا بالاتحاد الدولي يرفضه.ومن تداعيات إلغاء نتائج الجمع العام، الفراغ الذي تعيشه الجامعة، إذ يرفض علي الفاسي الفهري العودة إلى منصبه، شأنه شأن عدد كبير من أعضاء المكتب الجامعي السابق.وتهدد الأندية بمختلف الأقسام بمقاطعة المنافسات، بسبب تأخر توصلها بمنحها السنوية، وغياب مخاطب في الجامعة بسبب الفراغ الحالي، الذي تعانيه أيضا المنتخبات الوطنية بمختلف الفئات، إذ يجهل مصيرها في ظل تأخر تعيين مدربين لها.عبد الإله المتقي الرجاء ينتشل الكرة الوطنية من أحزانها بلغ نهائي مونديال الأندية وأخرج الجماهير إلى الشوارع وحظي باستقبال ملكي أعاد الرجاء الرياضي الاعتبار إلى كرة القدم الوطنية، بعد سنوات من الإخفاقات المتتالية، إثر بلوغه نهائي مونديال الأندية الذي أقيم بالمغرب في الفترة المتراوحة ما بين 11 و21 دجنبر الجاري.ونال الرجاء في هذه المنافسة التي تقام لأول مرة على أرض إفريقية، لقب الوصافة إثر هزيمته في النهائي، بهدفين لصفر أمام باييرن موينخ، بطل أوربا.ولم يسبق لأي فريق مغربي أو عربي، أن بلغ نهائي هذه المنافسة، التي تناوب على إقامتها في ما قبل اليابان والإمارات العربية.وأتى هذا الإنجاز في وقت تجتاز فيه كرة القدم مرحلة فراغ قاتلة، امتدت سنوات، وبالضبط منذ بلوغ نهائي أمم إفريقيا سنة 2004، الذي احتضنته تونس.ويأتي الإنجاز التاريخي، في الوقت الذي تعاني فيه المنتخبات الوطنية فراغا تقنيا مهولا، بسبب الغموض الذي يلف وضعية جامعة كرة القدم.وحقق الرجاء خلال مونديال الأندية ثلاثة انتصارات على أوكلاند النيوزيلاندي بهدفين لواحد، ومنتيري المكسيكي، بالنتيجة ذاتها، وأتلتيكو مينيرو البرازيلي بثلاثة أهداف لواحد، قبل أن ينهزم في النهائي، أمام العملاق الألماني باييرن مونيخ بهدفين لصفر، في ما اعتبره المتتبعون أكبر إنجاز تاريخي لكرة القدم الوطنية.وسيظل تاريخ 21 دجنبر الجاري، عالقا بأذهان المغاربة وليس الرجاويين فحسب، لما شهدته جميع مدن المملكة من احتفالات، اختتمت باستقبال ملكي لبعثة الرجاء.نورالدين الكرف فاريا وعلال وكومري ... أيقونات أفلت في 2013 فقدت كرة القدم المغربية في سنة 2013، رمزين من رموزها التاريخية، والتي أهدت للجمهور المغربي الأفراح ومسرات في زمن ولى. توفي المهدي فاريا، المدرب السابق للمنتخب الوطني، صانع ملحمة كأس العالم مكسيكو 1986، الثلاثاء 8 أكتوبر، عن عمر ناهز 80 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض لم ينفع معه علاج، بعد مشوار حافل من الإنجازات الكروية والأفراح للشعب المغربي.سيتذكر المغاربة هذا البرازيلي الداهية الذي فضل العيش في المغرب، وساهم بشكل كبير في الرفع من مستوى كرة القدم الوطنية، ليرتبط اسمه بها بعد إشرافه على تدريب الجيش الملكي الذي فاز رفقته بأول لقب قاري للأندية المغربية في 1985، حين توج مع الفريق العسكري بكأس الأندية البطلة، والفوز بلقب البطولة الوطنية مرتين، وكأس العرش ثلاث مرات، ناهيك عن المنتخب الوطني، الذي وصل معه إلى الدور الثاني من مونديال 1986، إذ أضحى المغرب أول بلد عربي وإفريقي يمر إلى هذا الدور في المنافسات العالمية، ووصل رفقته إلى المباراة النهائية للألعاب العربية 1985. فاريا لم يكن الوحيد الذي غادرنا في 2013، بل فقدت كرة القدم الوطنية أيقونة أخرى وهو الحارس الدولي السابق علال بنقصو، الذي وافته المنية الاثنين 28 أكتوبر الماضي، بالمستشفى العسكري بالرباط، عن سن يناهز 72 سنة، بعد أن دخل لتلقي العلاج من نزلة برد مفاجئة.اعتبر «علال» من خيرة الحراس الذين مروا في تاريخ الكرة المغربية، والذين دافعوا بكل قوة وحب عن شباك المنتخب الوطني في مناسبات قارية وعالمية، إذ ارتبط اسمه بالجيش الملكي خلال الستينات، وتوج معه بسبعة ألقاب للبطولة الوطنية وكأسين للعرش. ولعب الراحل للمنتخب الوطني في سنوات الستينات وبداية السبعينات، إذ شارك مع الأسود في العديد من المسابقات الدولية، أبرزها دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 1964، وكأس العالم بالمكسيك في 1970. سنة 2013، شهدت أيضا وفاة العداء عبد الرحيم كومري، في حادث سير بالرباط في 19 يناير الماضي، أصيب على إثره العداءان الآخران اللذان كانا يرافقانه رشيد رمزي ويوسف بابا، لتغيبه الأقدار في سن مبكرة، إذ كان يمني المغرب النفس في الاستفادة من خبراته في مجال التكوين، وميلاد نجوم جدد في ألعاب القوى.العقيد درغام سعيدي: على الدولة تغيير سياستها تجاه الرياضة ما تعليقك على حصيلة الرياضة المغربية في 2013? حصيلة محتشمة على جميع المستويات، لأن الرياضة المغربية بصفة عامة، مازالت تدور في حلقة مفرغة، ويطغى عليها في أغلب الأحيان الجدال العقيم، ويختلط فيها المتدخلون، إذ أن الباب مفتوح على مصراعيه لمن هب ودب، للنقاش حول الرياضة، الذي كما سبق أن قلته في عدة مناسبات غير ممأسس، وهي الملاحظة نفسها في ما يتعلق بالحركة الرياضية. الدولة مازالت لها نظرة قديمة في التعامل مع القطاع الرياضي، وأعني هنا الحكومة المغربية التي تفكر بمنطق النتائج التقنية. الرياضة المغربية تراجعت بطريقة مهولة، لأنه في الماضي كنا نكتفي ببعض الألقاب الفردية، دون بناء صرح رياضي على أسس علمية ومتينة. تراجع الرياضة المغربية سيزيد أكثر مما عليه اليوم إذا لم نعد النظر في كل شيء لأننا في المغرب مازلنا نخطط ونؤطر ونبرمج بارتجالية. إنجاز الرجاء بمونديال الأندية لا يجب أن يكون ذلك الغربال الذي يحاول البعض أن يغطي به الشمس. من المسؤول الأول عن هذا الوضع؟ الدولة بطبيعة الحال التي مازالت سجينة رؤية رياضية مركزية، أكل الدهر عنها وشرب. وهي مسؤولة أيضا عن التشرذم داخل الجامعات والجمعيات من غياب مراقبة صارمة ومجموعة من المثبطات التي تتفرج عليها وكأن الأمر لا يعنيها. هذه هي المأساة. كيف يمكن الخروج من هذا الوضع؟ يجب إعادة النظر في وجود الجهاز الحكومي الذي هو وزارة الشباب والرياضة، ونهج سياسة اللا تمركز عن طريق جهوية رياضة موسعة تلعب فيها الجماعات المحلية والجهوية دورا أساسيا في النهوض بالرياضة، وفق مخطط وطني للتنمية الرياضية، بناءا على دراسات علمية شاملة تحدد الأوليات وبدقة الأهداف.(باحث رياضي)

حصيلة الرياضة المغربية في 2013 : 2013… عام المفارقات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حصيلة الرياضة المغربية في 2013

التونسي العجلاني الأقرب إلى تدريب أولمبيك خريبكة

مقالات ذات صلة