عودة الروح والأنغام إلى الصويرة

انبعاث تاكناويت في ليلة احتفاء مؤجلة باعتراف اليونسكو بها تراثا ثقافيا لاماديا فتحت الصويرة ذراعيها وجدرانها، أول أمس (السبت)، لاستقبال أولى الأنغام الكناوية التي صدحت في أرجائها بعد أزيد من سنتين من توقف الأنشطة الثقافية والتظاهرات الفنية بسبب جائحة كورونا. مدينة الرياح التي لا يتحسن مزاجها المناخي إلا مع فصل الخريف، كانت على موعد مع حفل غنائي وأمسيات خاصة موزعة بين فضاءات مختلفة احتفاء بإدراج فن كناوة ضمن التراث الثقافي واللامادي لليونسكو. وكان على الصويرة ومنظمي هذه التظاهرة انتظار ما يقارب سنتين من أجل تخليد هذه اللحظة فنيا مباشرة بعد التصنيف الأممي لفن كناوة في دجنبر 2019 ، إلا أن رياح الجائحة جرت بما لا تشتهي سفن المشرفين على مهرجان كناوة، الذي استطاع أن ينتزع الاعتراف الدولي بالفن الذي تبناه وحاول الدفاع عنه طيلة أزيد من عشرين سنة، ولد فيها الحلم صغيرا وكبر حتى صار في مصاف الأنماط التراثية العالمية والإنسانية. واحتضنت ساحة المنزه السهرة الفنية الكبرى الاحتفائية التي تمت بتنسيق بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وجمعية "يرمى"، بمشاركة أزيد من 70 معلما كناويا مرفوقين بحوالي 115 فنانا تعاقبوا على المنصة، التي تم تجهيزها للتصوير التلفزيوني، وقدموا فيها لوحات من فن كناوة العريق على امتداد ساعتين. وهكذا صدح معلمو كناوة بصيحاتهم مصحوبة بالقرع على الطبول، وأصوات القراقب، بين جدران ساحة المنزه التاريخية، التي كانت مطوقة أمنيا للحيلولة دون توافد أعداد أكبر من المتفرجين، بحكم أن السهرة كانت معدة للتسجيل التلفزيوني فقط واقتصر حضور الجمهور فيها على فئات قليلة، لكن عودة الحياة والأنغام إلى الصويرة، كانت كفيلة بنفض غبار الكآبة والرتابة اللتين غلفتا مدينة كانت تتنفس الفن والموسيقى وتعيش عليه. وتواصل السمر الكناوي ابتداء من منتصف الليل بفضاءات مختلفة بحاضرة الرياح، وداخل أزقة ودروب المدينة العتيقة، إذ احتضن فضاء "بيت الذاكرة" حفلا خاصا عبارة عن "ليلة سبتية" أحياها المعلمان حميد الدقاقي والصديق العرش، قدما فيها "طرحا" كناويا، كان يخصصه المعلمون للطائفة اليهودية ويشكل وجها من وجوه التعايش المغربي والاستهلاك المشترك للتراث الموسيقي النابع من البيئة الدينية والزوايا دون عقد أو حزازات، وقد استمد اللون "السبتي" اسمه من يوم "السبت المقدس" عند اليهود. أما زاوية "سيدنا بلال" وهي الفضاء المرجعي لكناوة بالصويرة فقد كانت على موعد مع أمسية احتفائية بالمعلم الراحل المحجوب خلموس، عبارة عن "ليلة رباطية"، بالتعبير الموسيقي لأهل هذا الفن، عرفت حضورا شرفيا للمعلم عبد الكريم مرشان الذي حرص على الاحتفاء بزميله، قبل أن يترك مشعل الليلة لمعلمين آخرين بينهم المحجوب الكوشي ومحمد شوقي ولحسن الطويل. وحظي مرتادو زواية "عيساوة" بلحظة احتفاء بالمعلم الراحل عبد اللطيف المخزومي في "ليلة شمالية" أشرف عليها المعلم مصطفى باقبو، قبل أن يسلم القيادة لمعلمين آخرين، فيما كانت "دار الصويرة" فضاء للاحتفاء بالمعلم الراحل مصطفى أوغسال، حضر فيها المعلم علال السوداني، واستمر فيها السمر إلى غاية الساعات الأولى من الصباح. عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى الصويرة)

عودة الروح والأنغام إلى الصويرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدواء الصيني المضاد لكوفيد-19 يدخل مرحلة التجارب السريرية النهائية

قانون المحاماة... هل يعود إلى نقطة الصفر؟

مقالات ذات صلة