قيود جديدة على دور روس في نزاع الصحراء

الرباط توقف زيارة المبعوث الأممي إلى مدن الجنوب بعد تقارير أمنية تتهمه بإحداث الفوضى وتهديد الاستقرار كشفت مصادر لـ«الصباح»، أن الرباط طلبت رسميا ألا تتكرر زيارات الوسيط الأممي، كريستوفر روس، إلى منطقة الصحراء. ووفق المصادر نفسها، فإن الموقف المغربي، تسرب في تزامن مع قرب عودة روس إلى المنطقة، ضمن جولة جديدة من المباحثات بشأن ملف الصحراء، تقوده إلى المغرب والجزائر وتندوف ، مضيفة أن الرباط تسعى بذلك إلى تصحيح مسار جولات الوسيط الأممي، وتحجيم نفوذ تحركاته داخل العواصم المعنية بتدبير النزاع، مشيرة إلى أن هذا الموقف الذي يتمسك به المغرب، مرده إلى تكرار عملية استغلال وصول روس إلى مدن الجنوب، من قبل بوليساريو والجزائر، لإشعال المواجهات وإحداث الفوضى والتوتر داخل المنطقة، التي سرعان ما تستعيد هدوءها بعد مغادرة الوسيط الأممي.ولم يسبق لأحد من المبعوثين الأمميين، المكلف بإدارة ملف الصحراء، أن زار الأقاليم الجنوبية للمملكة، موضوع النزاع الأممي، غير أن الرباط قررت السماح للوسيط الأمريكي، كريستوفر روس، بزيارة مدن الصحراء، سيما الداخلة والعيون، تأكيدا على أنها لا تخفي شيئا بهذه المناطق، ولدحض افتراءات الموالين لأطروحة الانفصاليين، بشأن وجود خروقات لحقوق الإنسان. بالمقابل، استغل بوليساريو والمخابرات الجزائرية، الموقف المغربي من أجل ضرب الاستقرار بهذه المدن، وإحداث الفوضى وتأجيج الوضع، في تزامن مع زيارات الوسيط الأممي، وذلك من أجل التأثير على حيادية تقارير المبعوث الأممي، وتحييد المواقف الدولية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي.ووفق مصادر مطلعة لـ«الصباح»، فإن تحجيم تحركات الوسيط الأممي داخل المغرب، وحصرها في العاصمة الرباط، دون غيرها من المناطق، باعتبارها من الأعراف المتعارف عليها دبلوماسيا، جاء بناء على تقارير أمنية، ربطت بين تجدد المواجهات مع قوات الأمن في مدينة العيون، تحديدا، وزيارات الوسيط الأممي إلى المدينة، مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارات تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي، كما أن الزيارة تحول المدينة إلى «سوق»، تتقاطر عليها أموال المخابرات الجزائرية، عبر وسيط يقيم بجزر الكناري، يتولى مهمة نقل هذه الأموال إلى «بوليساريو الداخل» من أجل إحداث الفوضى، في تزامن مع وصول كريستوفر روس إلى المنطقة.ولن تتضمن أجندة الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي إلى الصحراء، هذه المرة، أي زيارة إلى الأقاليم الجنوبية، سيما أن روس أخذ صورة كافية عما يجري، وجالس الصحراويين الوحدويين والانفصاليين، وخلص، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن، إلى أن هناك فئة ثالثة، تشكل الأغلبية الصامتة في الصحراء، تريد العيش في كرامة واستقرار، وتقبل بمقترح الحكم الذاتي حلا نهائيا للنزاع.وتعد هذه المرة الثانية، التي تتدخل فيها الرباط من أجل تحديد مهام المبعوث الأممي، وذلك بعد أن تدخل الملك شخصيا، في وقت سابق، من إعادة تصحيح مسار المفاوضات، إذ التزم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في اتصال بالملك، بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة الرامية إلى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء مقبول من قبل الأطراف.إحسان الحافظي

قيود جديدة على دور روس في نزاع الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وهبي: المحامون ضد الإصلاح كما يتصوره الرميد

عصابة تهاجم مركزا للجمارك بسلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات