انهيار خرافة “خاوة خاوة”

المغاربة اكتشفوا أنها مجرد عبارة هلامية استعملت لسنوات لاستغلال نيتهم الحسنة انهارت خرافة "خاوة خاوة"، التي اعتاد المغاربة والجزائريون ترديدها، من أجل حل نزاعاتهم، والتغطية على حدة مشاكلهم، إذ كانت تشبه ورقة سحرية، كلما أشهرت في وجه غاضب من استفزازات الجار، ينطفئ غضبه، ويتذكر أن المغاربة والجزائريين إخوة، لا يجب أن تتأثر علاقاتهم، بتصرفات أشخاص معزولين. ولم تستطع هذه الورقة السحرية الصمود أمام الهزات الأخيرة، التي عاشتها العلاقة بين البلدين، خاصة بعدما كشر النظام الجزائري على أنيابه، ولم يعد ملتزما بالأعراف الديبلوماسية، وواجب الاحترام واللياقة، التي وجب استحضارها رغم حدة الخلافات السياسية. وتبين لجزء كبير من المغاربة، أن عبارة "خاوة خاوة" ليست إلا وهما، وأن معظم الجزائريين لا يجدون حرجا في مساندة الكيان الوهمي، أو على الأقل لم يتمكنوا بعد من بلورة موقف واضح، من جماعة تهدد أمن واستقرار المغاربة، وترفع ضدهم السلاح، واستباحت دماء جنودهم، وقتلت وعذبت عددا غير يسير، وهو ما لا يعيره جزء كبير من الجزائريين اهتماما، فحتى أشد المختلفين مع النظام في الجزائر، لا يعتبرون جماعة "البوليساريو" خطرا، ويلتزمون نوعا من الحياد السلبي. وبعد كل التطورات المتسارعة الأخيرة، تكونت قناعة لدى كثيرين، أنه لا يمكن إرساء السلام بين شعبين، دون تسوية الخلافات السياسية، وأنه في الأزمات، يلتف كل شعب حول نظامه، ويكون مستعدا للقتال إلى جانبه ظالما كان أو مظلوما، لهذا فإن المعركة انتقلت من أروقة المؤتمرات الدولية والمنظمات الإقليمية، إلى صراع بين الشعبين. ويتضح هذا الصراع بشكل جلي، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبحت الحرب الإلكترونية مستعرة بين الشعبين، فكلما صرح مسؤول جزائري أو مغربي، بكلام له علاقة بالصراع الثنائي، يحتشد الجنود الافتراضيون للبلدين، ويشرعون في السب والشتم المتبادل، ويصل الأمر إلى الهجوم على رموز السيادة، وتتم محاكمة السياسات الداخلية للبلدين. وأصبح المغاربة يعترضون على عبارة "خاوة خاوة"، بعدما تبين لهم أن الحراك الجزائري، لا يهمه المغاربة في شيء، وأن المحتجين ضد النظام، لا يختلف موقفهم من قضية الصحراء المغربية عن رؤية الحاكمين الحاليين، وبدا لجزء من المغاربة، أن الاستمرار في ادعاء أن المغاربة والجزائريين إخوة، لهم هموم وتحديات مشتركة، ليس إلا خرافة، وأن كل شعب لديه أولوياته الخاصة. وبعدما كان جزء كبير من المغاربة، يعتبر الجزائريين مغلوبا على أمرهم، ولا يستطيعون التعبير عن مواقفهم الحقيقية من عداء نظامهم السياسي للمغرب، تراجع هذا الخطاب، بعد ملاحظة حجم التفاعل مع التصريحات الأخيرة لرئيس أركان جيشهم ورئيس جمهوريتهم، التي يستحسنها مئات الآلاف بل الملايين، ما كون قناعة لدى جزء كبير من المغاربة، أن مساندة الكيان الوهمي لها جذور في المجتمع الجزائري، خاصة أن الحراك لم يرفع شعارا واحدا، يطالب فيه وقف دعم الكيان الوهمي، أو وقف تزويده بالدعم المالي واللوجيستيكي . عصام الناصيري

جماعات البيضاء تبحث عن ميزانياتها

"كاف" توسع لوائح المنتخبات

مقالات ذات صلة

مانع إعلانات!!!