“أنا قلت اللي عندي” للزجال إدريس بوقاع

صدر للشاعر الزجال إدريس بوقاع، ديوان زجلي جديد بعنوان «أنا قلت اللي عندي» عن دار ما بعد الحداثة، يعتبر ثالث أعماله الزجلية بعدما صدر له سابقا ديوانا «صوت الضمير» و»قصائد مالحة» المترجم من الفرنسية من قبل زميلته فاطمة الزهراء العلوي. ويقع في أكثر من مائة صفحة من الحجم المتوسط، ويضم 35 قصيدة بتيمات مختلفة . تتنوع مواضيع قصائد الديوان الذي اختتم بقصيدة «بلادك أولى منك» عبارة عن حوار بين الابن الراغب في الهجرة بعدما ضاقت به السبل في وطنه، وأمه الناصحة له والكاشفة لكل ما هو جميل في وطن يحضن أبناءه بكل حميمية ورأفة ولا يرضى بهجرتهم بحثا عن لقمة عيش مرة بعيدا عنه، مؤكدة أن بلاده أولى به، داعية إياه إلى أن يشمر عن ساعده وألا «يهدي خيره لغيره».ولا تخلو قصائد أخرى، من دعوات إلى شبابنا بالتعقل وعدم جعل البحث عن الرزق سببا في الجحود للوطن، كما في قصيدة «الدنيا أرزاق»، وتحمل رسائل مشفرة حول الوطنية ك»اللي كلا حقو يغمض عينيه» و»العمدة على تالي» و»يا الغافل» و»ما تيدوم غير المعقول» و»لكنا بشر» و»يا ريت كل الناس بحالك» و»أملنا فالله وفيك كبير» و»طاحت وصبناها».وتبدو بعض القصائد على شكل ابتهالات كما «يا رب» و»لطف يا لطيف بينا»، أو حاملة لدعوات للاهتمام بأطفالنا خاصة المشردين منهم، كما في قصائد «ما تقيش اولادي» و»علاش» و»أنا خايف»، أو تاجا على رأس نسائنا اللائي استحققن من هذا الزجال كل التقدير، كما في قصائد «أنت الأصل» و»رضا الوالدين» و«نا راضي عليك أولدي» و»يا ريت كل الناس بحالك». ويطغى على باقي القصائد الواردة بالديوان، الحب والغرام والولع بالمرأة وجمالها أو الفراق ونكران الجميل والجحود للحبيب، المتجسد بالخصوص في قصائد «عاد كتاب» و»طاحت وصبناها» و«صدفة أحسن من ألف ميعاد» و»أنا قلت اللي عندي» و«قولولي واش المعمول» و»من حقي نعرف» و«هي ولا بلاش» و«كوراج» و«بغيني كيف بغيتك» و«واش ما فيك نية». ولا تخلو قصائد «يا ريت كل الناس بحالك» و«فين كانوا عينيك» و»ما بقا بينا ما يتقال» و«بلاش تتعب روحك» و»هذه آخر العشرة معاك» و«شوف وحدة غيري» و«هداك اللي شفتو معاك» و«خذ حقك من الأيام»، من عتاب وكشف صريح لعلاقات حب بين المرأة والرجل، وما تنتهي به من آلام رسمها إدريس بوقاع في مقاطع زجلية تستحق القراءة.وكتب تقديم هذا الديوان، الشاعر أحمد الطيب لعلج قبل وفاته، مؤكدا أنه كان بوده أن يكتب انطباعا عن هذه التجربة التي دخلها هذا الزجال الشاب، وقال عنها إنها «أخذتني بجمالية بسيطة ورائعة»، لكن «ما حيلتي وقد وقف إدريس بوقاع بنفسه عن حالتي الصحية، وقد لاحظ أني كابرت وأنا أكتب هذه الكلمة الانطباعية متمنيا له مزيدا من التوفيق والنجاح، وأنه أهل لأن يكتب خيرا».ورأى أن شعر بوقاع «يعطيك الانطباع بأنه يريد أن يقول أنا أحب لعلج ولا أسير على منواله، أقدر تجربته ولي تجربتي وأعتبر نفسي امتدادا للأستاذ الحداني رحمه الله والأستاذ حسن المفتي وعبد الرحمان العلمي وفتح الله المغاري، من غير أن أذوب في أجنحتهم»، مؤكدا أن قراءته للديوان جعلته يخرج بانطباع يبشر بميلاد شاعر يكتب الزجل بفهم واقتدار ووعي وانتباه. لكن قال إنه يحار وهو يقرأ بين قصيدة وأخرى، ففي الأولى يصعد إلى القمة وهو يزجل وفي أخرى يكون غير ذلك، و«أعتقد أن كل من يعمل لا بد من أن يجيد ولا يجيد. لكن الشيء اللافت للنظر في هذه التجربة الزجلية عند إدريس بوقاع، أنه خاضها بأدوات صلبة ومفردات مغايرة لكل ما درج عليه المبدعون في الزجل المغربي، ما يشكل إضافة يجب أن نشد عليها».حميد الأبيض (فاس)

“أنا قلت اللي عندي” للزجال إدريس بوقاع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : انتظارات المحامين من أشغال مناظرة أجهزة الهيآت

ثربانتيس يفتتح دورة الأفلام الوثائقية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات