مالية أندية القسم الثاني … الجرح العميق

أغلب الأندية تعاني ضائقة مالية واللاعبون الأكثر تضررا تعاني أغلب أندية القسم الثاني فقرا مدقعا، لا يسمح لغالبيتها باللعب على الرتب الأولى، وتحقيق الصعود إلى القسم الأول “الحلم”. إذا كانت أندية القسم الأول تعاني في صمت، وتحاول الحفاظ على مكانتها في قسم الصفوة، فإن فرق القسم الثاني، يعترضها شبح أكثر خطورة، وهو النزول إلى أقسام الهواة، و”تقاتل” بشتى السبل من أجل البقاء على الساحة الوطنية “الاحترافية”. ما من فريق في القسم الثاني إلا ويشتكي من نقص الموارد المالية، فهناك فرق تسير بأقل من 200 مليون سنتيم سنويا، أي ما يعادل مقتنيات الرجاء الرياضي بطل الموسم الماضي، من مواد لوجستيكية، لتحارب من أجل تفادي النزول إلى أقسام الهواية، كما حدث للاتحاد الرياضي (الطاس) الموسم الماضي، والذي راح ضحية صراعات تسييرية، جعلت المستشهرين لا يثقون في إدارته، ليسقط في المحظور، وينزل إلى القسم الأول هواة. منح الجامعة تؤجل السكتة القلبية تعتبر منح الجامعة الملكية لكرة القدم، التي يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى 100 مليون سنتيم، المتنفس الوحيد لفرق القسم الثاني، والتي تجعلها تساير ولو مؤقتا، بعض مباريات البطولة، لتفادي السكتة القلبية، التي عاشتها فرق كثيرة، من أبرزها اتحاد تمارة، الذي يرفض لاعبوه خوض التداريب احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم ومنح المباريات. الإضرابات والاحتجاجات التي تأتي بين الفينة والأخرى، هي سلاح اللاعبين الوحيد لإسماع معاناتهم، وإنذار لسكتة قلبية قادمة لا محالة لأغلب فرق القسم الثاني، التي تعاني في صمت. النادي المكناسي مثلا، صعد إلى القسم الأول الموسم ما قبل الماضي، ليعيش موسما كارثيا بنتائج سلبية، كانت أبرز أسبابها الأزمة المالية الخانقة، إذ اضطر عدد من اللاعبين إلى خوص إضرابات متوالية، احتجاجا على المكتب المسير، الذي لا حول ولا قوة له. مصدر آخر يمكن أن يجعل فرق القسم الثاني تصارع من أجل البقاء، هي منح ومساعدات الجماعات والسلطات المحلية، التي تزرع الأمل في بعض الفرق، من أجل “إنهاء البطولة” على الأقل في رتب مشرفة، ولتفادي النزول إلى أقسام الهواة. تتسلم أغلب فرق القسم الثاني منحا من السلطات المحلية، تختلف مع اختلاف الجهات وأهداف الفرق، تخول لها صرف مستحقات اللاعبين، والتنقل بين المدن لإجراء مباريات البطولة، غير أنها لا تغطي سوى 10 في المائة من مصاريف الفريق طيلة الموسم الكروي. غياب الجمهور ... مظهر آخر للفقر من بين أهم المداخيل التي تعول عليها فرق القسم الأول والثاني، مداخيل الجماهير التي تحضر للمباريات. في القسم الثاني، غياب الجمهور عن المدرجات، مظهر آخر من مظاهر الفقر المدقع الذي تعانيه هذه الفرق، إذ لا تتجاوز مداخليه 10 في المائة سنويا، علما أن الحضور الجماهيري لا يتجاوز في أغلب المباريات بضع مئات، رغم أهمية بعضها. إذا استثنينا بعض المناطق التي تشهد حضورا جماهيريا كبيرا نسبيا، كوجدة في بعض المباريات وملعب شباب أطلس خنيفرة هذا الموسم، ثم ملعب الرشاد البرنوصي، فإن جل الملاعب الوطنية الأخرى تعاني عزوفا جماهيريا مخيفا.حسب الأرقام التي استقاها “الصباح الرياضي” من مصادر مختلفة، لا يتجاوز الحضور الجماهيري في بعض الدورات 8 آلاف متفرج في كل المباريات، في حين تعرف بعض الملاعب دخول 50 متفرجا فقط، لمتابعة مباريات بطولة القسم الثاني، وهو ما يضع الفرق أمام محك صعب، وأزمة مالية خانقة، تجعلها تبحث عن مصادر تمويل جديدة، إذا أرادت البقاء على الأقل ضمن فرق القسم الثاني. المستشهرون ... حدث ولا حرج من أصعب المهمات التي تصادف مسيري فرق القسم الثاني، البحث عن مستشهرين، بإمكانهم ضخ أموال مهمة في ميزانية الفرق. وإذا استثنينا بعض الفرق، فأغلبها يجد صعوبة في إيجاد مستشهرين جدد، رغم وجود بعضها في مناطق “صناعية غنية”، مثل اتحاد المحمدية والرشاد البرنوصي واتحاد طنجة وغيرها.وحسب مصادر مطلعة، يجد أصحاب الشركات الكبرى “تناقضا” في طلب بعض الأندية، التوقيع على عقد استشهاري يبنى على منطق “رابح- رابح”، ولا يجدون “مصلحة” في منح ناد مبالغ هامة، في سبيل توقيع عقود استشهار يمكن أن تنفعه مستقبلا وتزيد من ميزانيته. إعداد: العقيد درغام

مالية أندية القسم الثاني … الجرح العميق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عضام: الثروات غير متوازنة بالقسم الثاني

جماهير البايرن ومينيرو تستحوذ على تذاكر المونديال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات