كل ما كتب وسيكتب، وقيل وسيقال، في حق الراحل يحيى سعيدي، قليل جدا، ولن يفيه قدره، حتى وإن كان لا يحتاج ذلك، وهو يرقد في مكانه الأبدي، كما لن يشفي غليل أسرته وأصدقائه ومعارفه. بدأت العلاقة مع يحيى سعيدي قبل 16 سنة تقريبا. كان شغوفا بألعاب القوى، بأرقامها وأبطالها ومدربيها، كان يميل أكثر إلى إثارة المشاكل والخروقات في مختلف الرياضات والجامعات والأجهزة المسيرة لها، حتى خيل لي مرة أن للرجل حسابات مع شخص معين، لكن تبين بعد مرور السنوات والمواقف، أن حسابات الراحل كانت فقط مع كل اختلال أو تقصير في أداء المسؤولية، أو خرق للقوانين. لم يكن للراحل موقف مضاد تجاه أي شخص، كان يؤمن بأن الإعلام يجب أن يكون قوة مضادة لكل ما يهدد المصلحة العامة ويمسها، لذلك كان الراحل، للأمانة، يعبر بقوة عن مواقفه من قضايا، وأحداث، وملفات، وممارسات، لكنه لم يذكر يوما أي مسؤول بسوء. ويمكن القول إن يحيى سعيدي قدم للرياضة الوطنية في العقود الثلاثة الماضية، ما لم يقدمه أي باحث آخر، بتحليلاته وآرائه وأفكاره وتوقعاته. واكب سعيدي أحداثا وتحولات كبيرة في الرياضة الوطنية، إذ ظل من المنادين بإصلاح الترسانة القانونية، حتى صدر قانون التربية البدينة والرياضة 30-09، وبقانون لمكافحة العنف في المنافسات الرياضية، وقانون لمكافحة تعاطي المنشطات المحظورة. وكان الراحل من أشد المنادين بإصلاح الحكامة في الرياضة الوطنية، إذ ظل لسنوات ينتقد التسيير الهاوي والتطوعي للأندية، بل كان يسميه" التسيير الحانوتي"، إلى أن صدر قانون الشركات، الذي قام الراحل بتشريحه في أكثر من مناسبة، قائلا إن به عيوبا إذا لم يتم إصلاحها، فإنها ستبقى حبرا على ورق. رحمك الله أيها المناضل الملتزم. عبد الإله المتقي