“الضرب والجرح” بالمقاطعات

اشتباكات في المقرات والفنادق والمقاهي وتحريك "بلطجية" وضخ أموال ضخمة لشراء الولاءات ارتفع منسوب الاشتباكات في صفوف منتخبي مقاطعات البيضاء الـ16، مع انطلاق العد العكسي للإعلان عن مواعيد الجلسات العمومية لانتخاب الرؤساء وأعضاء المكاتب المسيرة، المقررة بحر الأسبوع المقبل، إذ لا صوت يعلو على المؤامرات والخيانات وتحالفات الليل والاستعمال المفرط للمال لشراء الولاءات. وانتقل زعماء "القبائل" الحزبية بعمالة البيضاء، أول أمس (الخميس)، إلى السرعة القصوى، إذ تحولت بعض المقرات والفنادق المصنفة والفيلات والضيعات المجاورة ونواد ومقاه إلى قواعد لتنظيم هجومات مضادة، وإفشال مخططات الخصوم، وإحداث "ثقوب" في لوائح الأغلبيات، إذ كلما اطمأن مترشح للرئاسة على أغلبيته، جاء من يخبره بسرقة عضو، أو السطو على أخرى، علما أن بعض المقاطعات لا يزيد عدد أعضائها عن 18 عضوا، أو 15، ما يسهل التلاعب بهم. وفيما تتجه بعض المقاطعات القليلة على احترام التحالف الثلاثي، المفتوح على الاتحاد الدستوري، مازالت الحرب مندلعة في مقاطعات أخرى، خصوصا في عمالة أنفا، إذ مازال الصراع على أشده بين التجمع الوطني للأحرار والاصالة والمعاصرة والاستقلال لاقتسام "كعكة" مقاطعتي أنفا وسيدي بليوط، فيما حسمت رئاسة مقاطعة المعاريف، مسبقا، لعبد الصادق مرشد، الإطار المتصرف، وكاتب مجلس الجماعة الحضرية، ورئيس الفريق السابق للتجمع بمجلس المدينة. وشهد المقر الجهوي للتجمع الوطني للأحرار، في ثلاثة أيام الماضية، اجتماعات صاخبة لحسم هذا الموضوع بأقل الخسائر الممكنة، إذ يتشبث أعضاء الحزب (الحاصلون على الرتبة الأولى في المقاطعتين) بحقهم المشروع في الرئاسة، بينما يرجح المنسق الإقليمي كفة الاتفاق الثلاثي، وأنه لا يمكن منطقيا أن تترأس الحمامة، ثلاث مقاطعات في العمالة نفسها. وتطور النقاش، كما نقلت مصادر لـ"الصباح"، إلى مراحل لاحقة، توقفت فيها لغة الكلام، وعوضتها لغة العضلات، حين قفز منتخب تجمعي بمقاطعة سيدي بليوط، إلى المنصة وأخذ بخناق محمد بوسعيد، المنسق الجهوي، وحاول "تأديبه" أمام الملأ، كما عاث تكسيرا في تجهيزات المقر، ما اضطر المسؤولين عنه لرفع دعوى ضده. في المقابل، مازال محمد شباك، الرئيس الحالي لمقاطعة أنفا، يدافع "بالغالي والنفيس" عن أحقيته في ولاية ثانية، وشرع في تنافس شديد مع محمد الشرامي، مترشح حزب الاستقلال، المدعوم من ياسمينة بادو، الرئيسة السابقة للمقاطعة والوزيرة في الصحة، التي تنسق العمليات، من مقر إقامتها بباريس. وفي عمالة الحي المحمدي، يتعرض التحالف الثلاثي لضربات قوية من الداخل، خصوصا في مقاطعة عين السبع، إذ يتنافس أكثر من ثلاثة مترشحين على الرئاسة، وكل واحد يحشد أغلبيته بالطريقة التي يراها مناسبة، دون اعتبار للاتفاقات السابقة. وفيما آلت مقاطعة الصخور السوداء إلى الاتحاد الدستوري (المتصدر) في شخص كمال رشيد مازال الصراع على أشده في مقاطعة الحي المحمدي بين مترشح الأصالة والمعاصرة (عبد الجليل أبازيد) ومترشح الاتحاد الدستوري (يوسف أرخيص). وبمقاطعة مرس السلطان، التف الأصالة والمعاصرة والتجمع والاستقلال على مترشح التجمع (محمد بودريقة)، بينما يتصارع "البام" والاستقلال على مقاطعة الفداء، في حين حسم الأمر للتجمع (الطاهر اليوسفي) في الحي الحسني وللاتحاد الدستوري (محمد جودار) في ابن امسيك. وبمقاطعة عين الشق، كل الاحتمالات مفتوحة على الخطر في ظل استمرار "صراع الجبابرة" الذي يتابعه الأمناء العامون للأحزاب الثلاثة والمنسقون الجهويون، دون أي حل في الأفق المنظور. وفي المقاطعات الأخرى (سيدي مومن، البرنوصي، سيدي عثمان، مولاي رشيد، سباتة)، تتوفر كل أسباب الانفجار، بعد أن توصل منتمون للتحالف الثلاثي بتزكيات للترشح أمام بعضهم، ما عبر محمد حدادي (التجمع)، بعبارته الشهيرة "فهم تسطى". يوسف الساكت

تخفيض عقوبة سارقي سيارات

"كورونا فيروس" جديد الهروي

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات