مولاي عبدالله… نقص في الأمان

قلة عدد الدركيين تجعل الجماعة نقطة سوداء بامتياز إنجاز : عبدالله غيتومي (الجديدة) تصدرت جماعة مولاي عبدالله التي تبعد بعشرة كيلومترات عن الجديدة خلال خمس سنوات الأخيرة، إحصائيات تتعلق بالجريمة خاصة منها القتل والاتجار في المخدرات والهجرة السرية، لدرجة أضحت معها نقطة سوداء تستدعي التعجيل بإعادة النظر في التغطية الأمنية التي تبدو ضعيفة إلى حد كبير، بمقارنة عدد العناصر الدركية بكل من مركزي سيدي بوزيد ومولاي عبدالله، وأيضا بتوسع المجال العمراني بالجماعة وتزايد عدد سكانها الذي تجاوز 100 ألف نسمة، ما جعلها مصنفة ثاني تجمع سكاني بعد الجديدة. عند الحديث عن جماعة مولاي عبدالله لابد من التوقف لحظة مع التاريخ، للتأكيد أننا بصدد رباط تاريخي بتيط مدفون به الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار، الذي تذكر الروايات التاريخية، أنه كان رجل علم وورع وجهاد في سبيل الله، ومع مرور الأيام بدا البنيان بجوار الرباط يتكاثر، لكن نقطة التحول العمراني في هذه الجماعة كانت بتحولها بؤرة للبناء العشوائي وهو ما كان موضوع لجنة تفتيش من وزارة الداخلية حلت سنة 1994 بالجماعة وعاينت منازل عديدة بنيت في جنح الظلام، واستقر الوضع إلى حد ما، لكن موجة من " تسونامي البناء العشوائي ضربت الجماعة خلال فترة الربيع العربي أو قبله بقليل يوم قام شباب من دوار المنادلة على إحراق سيارة رئيس دائرة الجديدة وإصابة رئيس سرية الدرك الملكي بالجديدة بكسر في كتفه. منذ ذلك التاريخ حدث تشوه في عمران الجماعة التي أضحت ممتدة من دوار تيكني إلى الجرف الأصفر، ما أضحى يفرض تقسيما إداريا جديدا لها يوازيه تقطيع إداري، حتما سيعجلان بضبط الأمور بهذه الجماعة. تنامي الإجرام كانت جماعة مولاي عبدالله هادئة لا يزورها الصخب إلا مرة في السنة بمناسبة انعقاد موسمها السنوي الذي يزوره مواطنون من كل تراب المملكة وخاصة قبائل دكالة التي تتبارى في لوحات فروسية تقليدية تستهوي جماهير غفيرة، لكن لم تعد ه تتصدر المجال الإعلامي بموروثها التراثي الأصيل، بالقدر ما أضحى اسمها متواترا بفعل جرائم دم تهزها بين الفينة والأخرى، وآخرها جريمة قتل راح ضحيتها شاب عشريني ليلة الاحتفال بعاشوراء بضربة سكين غادرة، حركت المسكوت عنه، بخصوص ضعف التغطية الأمنية وفقدان الفعالية في الخدمات الدركية الاستباقية التي تطوق الفعل الإجرامي وتقلص من تناميه، عبر حملات تطهيرية أضحت أكثر من مطلوبة من السكان وزوار الجماعة . قلة عناصر الدرك... نقطة سوداء لا يتجاوز عدد عناصر الدرك الملكي بمركزي سيدي بوزيد ومولاي عبدالله 25 دركيا، يعول عليهم في القيام بمهام إدارية وتنظيم حركة السير والجولان وأيضا في توفير التغطية الأمنية الضرورية خاصة في النقط السوداء التي أكدت إحصائيات سنوية، أنها فعلا في صنف بؤر إجرامية بلغت حد شجارات انتهت بتصفيات جسدية، تحت تأثير تناول المخدرات والأقراص المهلوسة. فالامتداد الذي عرفته مولاي عبدالله رفع بكيفية غير طبيعية سكانها من 60 ألف نسمة إلى ما يزيد عن 100 ألف نسمة بما يقارب نسبة تغطية أمنية في حدود دركي واحد لكل 4000 نسمة، ذلك يحول طبعا دون حصول الفعالية اللازمة المفروض أن يظهر بها الأمن العمومي بكل تراب الجماعة، وخاصة في المناطق التي لا يزورها الدرك إلا لماما متى استدعي لمعاينات مرتبطة بجرائم، كما الحال في تيكني وأولاد ساعد والهواورة وبطيوة والمنادلة والعبابدة وغيرها. واقع الحال أصبح يفرض تقطيعا أمنيا جديدا بتشييد مقر للدرك الملكي على الطريق الجهوية 301 بين الجديدة والجرف الأصفر، ومضاعفة عدد الدركيين بشكل استعجالي، خاصة في ظل تنامي ما سبق وارتفاع في نشاط الدعارة بمنتجع سيدي بوزيد في فيلات معدة لهذا الغرض، وأيضا تحول هذا المنتجع إلى وكر للممنوعات وخاصة المخدرات وتعاطي الشيشة. خطة أمنية أمام تحول الساحل البحري لجماعة مولاي عبدالله إلى منفذ جديد لتهريب المخدرات وخاصة عند الفالورة ومحيطها، بسبب تضييق الخناق على المهربين في المنصات التقليدية بالشمال، وأمام اتخاذ الساحل نفسه نقطة نشيطة في التهجير السري، بادر عامل الإقليم إلى وضع خطة أمنية دقيقة لقطع دابر تجار المخدرات والهجرة السرية عبر نشر وحدات أمنية لمراقبة كل ساحل الجديدة من سيدي بونعايم إلى أولاد غانم، وهو ما جعل البوابات البحرية لمولاي عبدالله تحت المراقبة الدائمة، في انتظار أن تبادر القيادة الجهوية للدرك بالجديدة بتنسيق مع المصالح المركزية، إلى العمل وبكل سرعة على جعل التغطية الأمنية ترقى إلى المستوى المطلوب في جماعة لا يبدو أنها آخذة في الاستقرار الديموغرافي الذي يمكن التحكم فيه بخطة أمنية استباقية شعارها الواضح ضرورة القيام بحملات تطهير دورية لتجفيف الجماعة من عتاة المجرمين والتقليص من نسبة الجريمة فيها.

مولاي عبدالله… نقص في الأمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بركة: تلقينا عرضا للمشاركة

اللقاح للمشاركة في لحاق سيدي رحال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات