هدم بنايات عشوائية بحي الديزة بمرتيل

إصابة خمسة من قوات التدخل السريع والإنعاش الوطني بجروح هاجمهم السكان بالحجارة دشنت سلطات عمالة المضيق الفنيدق، في وقت مبكر من صباح أمس (الأربعاء)، واحدة من أكبر عمليات هدم منازل عشوائية بحي الديزة بمرتيل، نبتت كالفطر تحت جنح الظلام، بعضها شيد في الأيام القليلة الماضية، وبعضها الآخر ما زال في طور البناء. وجندت السلطات لهذه العملية عناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، إضافة إلى عمال الإنعاش الوطني وعددا من الأعوان، ناهيك عن حضور عدد من المسؤولين في السلطة، على رأسهم باشا المدينة ورئيس الأمن الإقليمي وغيرهما، فيما كان عامل عمالة المضيق الفنيدق يتابع الأوضاع من مكان قريب جدا، وفق ما علمت به "الصباح". وعاينت "الصباح" مختلف أطوار العملية انطلقت، منذ فجر أمس (الأربعاء)، إذ بدأت عملية الهدم بشكل عاد لبعض المنازل الموجودة داخل ضاية للمياه ومجرى الواد، قبل أن ينتقل العمال لهدم أخرى، لكنهم فوجئوا بعشرات من سكان الحي، نساء ورجالا يهاجمونهم بالحجارة، ما تطلب وضع حاجز أمني مكون من عناصر التدخل السريع والقوات المساعدة، والذين أصيب بعضهم خلال المواجهة.وكشفت المصادر أن عدد المصابين تجاوز خمسة من عناصر التدخل السريع والقوات المساعدة وبعض عمال الإنعاش الوطني، الذين أصيبوا خلال عمليات الهدم.واستمرت المواجهة لوقت طويل، قبل إحباطها وتدخل جهات لاستيعاب غضب السكان، الذين كانوا يعتقدون أن عملية الهدم ستشمل كل المنازل، في حين اقتصرت على المنازل التي شيدت خلال الأسبوع الأخير، تزامنا مع عطلة عيد الأضحى، وقد تبين أن عشرات المنازل بنيت بسرعة البرق، أمام تواطؤ بعض الجهات من داخل الجماعة الحضرية لمرتيل وأعوان السلطة المكلفين بالحي، وهو ما مكن من استكمال عملية الهدم التي استمرت إلى ما بعد الزوال، بين الاحتجاج والصراخ.وفي تصريحات متفرقة لـ "الصباح"، أكد عدد من سكان الحي المذكور أنهم اشتروا تلك البقع الأرضية من بعض سماسرة العقار هناك، ذكروهم بأسمائهم، وهم عادة ما يقومون بتلك العمليات، ويجدون سندا لهم داخل الجماعة الحضرية لمرتيل، إذ تتم المصادقة على عقود البيع بمبالغ مالية كبيرة من قبل متخصصين في هذا النوع من المبيعات، رغم وجود منع كلي لهذا النوع من التصديق.كما ثبت تورط بعض أعوان السلطة، وهو ما أكدته عدة تصريحات لمواطنين هدمت منازلهم، من الذين قالوا إنهم سلموا رشاوي لبعض المقدمين والأعوان للتستر على عملهم الذي تم في رمشة العين. وشهدت مرتيل إنزالا أمنيا قويا على مدار الحي وبمناطق متفرقة من المدينة، تحسبا لأي طارئ، وخلف الإنزال الأمني حالة رعب في أوساط السكان، بعد تطويق جميع المنافذ المؤدية إلى الحي، فيما لم تشهد المواجهات أي إصابات في صفوف المواطنين، ماعدا بعض حالات الإغماء في صفوف نساء خلال عملية الهدم، بسبب الفوضى والارتباك الذي كان يعم المكان والرعب أحيانا، بسبب قوة المواجهات، وقد جرى نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاجات، فيما استمرت عملية الهدم، التي خلفت تذمرا واحتقانا كبيرين في نفوس المتضررين، الذين صرفوا كل ما يملكون من أجل بناء هذه البيوت.ولقيت العملية استحسانا من لدن بعض سكان مرتيل، الذين استنكروا عمليات البناء العشوائي، والسطو على الأراضي، واستغلال بعض سماسرة الانتخابات والعقار، لضعف المواطنين وحاجتهم لبيعهم أراض بطريقة غير قانونية، والتكتم على عمليات بناء سرعان ما يتم هدمها. كما طالبت تلك الجهات بضرورة فتح تحقيق مع أعوان السلطة والمنتخبين والموظفين المتسترين على عملية البناء تلك، وإحالتهم على القضاء. يشار إلى أن عملية الهدم. يوسف الجوهري (مرتيل)

هدم بنايات عشوائية بحي الديزة بمرتيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: أفرياط(*): الحكومة عاجزة عن حل الإشكالات المطروحة

"البام" يتطلع إلى بناء جبهة معارضة برلمانية قوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات