مبتكرون يتلقون عروضا من الخارج

فرنسيون قدموا لمخترع في مجال الطيران جواز سفر فرنسيا أكد حسن الخباز، رئيس المهرجان الدولي للاختراعات والتكنولوجيا والتقنيات، أن العديد من المواهب المغربية تعرضت لإغراءات من قبل دول أوربية من أجل استقطابها، منهم من تمسك بالبقاء بوطنه، ومنهم من استجاب على الفور، محملا المسؤولين المغاربة مسؤولية تهميش هذه الكفاءات، رغم أنها تتألق في المحافل الدولية. وكشف الخباز أن السلطات الفرنسية قدمت لمخترع مغربي حوالي 4 ملايين درهم مقابل استبدال جواز سفره المغربي بالفرنسي والعمل لصالح شركات صناعة الطائرات، إلا أنه رفض ذلك. كما سبق لجهات إسرائيلية أن عرضت على منظمي مهرجان دولي للشعر والزجل تمويله احتفاء بالمواهب المغربية. ما تعليقك حول تألق كفاءات مغربية في عدة مجالات بالخارج في حين تهمش بالمغرب؟أود أن أشير إلى أننا نحن من يقدر هذا الموضوع جيدا، ويشكل لنا حساسية بالغة، بحكم أن المخترعين المغاربة يعانون جدا في وطنهم، لا أحد من المسؤولين يقدم لهم يد المساعدة من أجل الاستمرار أو لتحفيزهم. تقدمنا في العديد من المرات بطلبات إلى جهات عليا وحكومية ومحلية لدعم مهرجان تنظمه جمعيتنا حول الاختراع والتكنولوجيا والتقنيات، لكن للأسف دون جدوى، رغم أن هذا المهرجان يلعب دورا بارزا في اكتشاف مواهب مخترعين من الطراز العالي بإمكان المغرب الاستفادة من خبرتهم.لم تكن طلباتنا تلح على مبالغ مالية كبيرة، لا تتجاوز 40 ألف درهم فقط، إضافة إلى دعم معنوي للمخترعين المغاربة، وتمويل اختراعات الفائزين في المهرجان، لكن كما قلت كأننا نخاطب الأصم، هذا في الوقت الذي تخصص فيه الملايير لفنانين أجانب من المشرق.إن عدم اهتمام المسؤولين لا يقتصر فقط على عالم الاختراعات، بل يمتد حتى إلى المجال الثقافي، إذ نعيش الوضع نفسه خلال تنظيمنا المهرجان الدولي للشعر والزجل، الذي ساهم في بروز أسماء مغربية متميزة في الشعر، تتعرض حاليا للتهميش رغم الإشادة بها من قبل مثقفين ومفكرين في العديد من الدول العربية والأوربية. ما هي التبريرات التي يقدمها المسؤولون المغاربة، حول رفضهم الاهتمام بمواهب مغربية في هذين المجالين؟ لا أحد قدم لنا ولا تبرير واحد، بعض هؤلاء المسؤولين تغيب عنهم الوطنية، والغريب أن جهات خارجية حاولت تمويل كل أنشطتنا، منها المركز الثقافي السعودي، الذي اتصل بنا وأخبرنا أن جهات عليا بالسعودية وافقت على تمويل مهرجان الشعر والزجل، لكن هذه الفرصة ضاعت عنا، لأننا لم نكن نتوفر على مال كاف لطبع بعض الوثائق بجودة عالية، وقدمنها لهم على شكل "فوطو كوبي". حدثنا عن بعض المغاربة الذي تألقوا خارج المغرب؟هناك العديد منهم من تألق في عالم الاختراعات، وأصبحوا مطلوبين بقوة من قبل دول أوربية، في حين همشهم المسؤولون المغاربة، وعلى سبيل المثال عبد الله الشقروني وهو من تطوان، قدمت له السلطات الفرنسية مبلغا مغريا يقدر بـ400 مليون سنتيم مقابل استبدال جواز سفره المغربي بالفرنسي من أجل العمل في إحدى الشركات الخاصة بصناعة الطائرات وهو المجال الذي أبدع فيه، لكنه رفض هذا العرض، وسبق للشقروني أن أخبرني أنه التقى العديد من الوزراء المغاربة، الذين وعدوا بتقديم دعم له لمواصلة مساره العلمي، إلا أنها كانت مجرد وعود كاذبة.وإلى جانب الشقروني، هناك مواهب مغربية في المجال العلمي انتقلت للعمل سواء بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وأيضا بروسيا واليابان وغيرهما من الدول الكبرى، في حين كان على المغرب الاستفادة من هذه الطاقات بدل تركها لدول أدركت قيمتها العلمية واستقطبتها سواء بالإغراء أو توفير إمكانيات مادية لها.كما أود أن أشير إلى أنه خلال الدورة السابقة لمهرجان الاختراع والتكنولوجيا والتقنيات اكتشفنا موهبة يبلغ من العمر 16 سنة، قدم لنا ثمانية اختراعات، لكن بحكم أنه من أسرة فقيرة، لأن والده إمام مسجد، وجد صعوبة في الاستمرار في هذا المجال.ما هي الحلول التي تقومون بها لرفع التهميش عن الكفاءات العلمية والثقافية هنا بالمغرب؟نقوم بمتابعة إنجازاتهم، والعمل على طرق أبواب بعض الغيورين على هذا المجال لتمويل اختراعاتهم، وإن كانوا قلة جدا، كما نلجأ إلى وسائل الإعلام للتعريف بالموهبة واختراعه أو إبداعه الأدبي. هل تتعرض المواهب المغربية لإغراءات من دول أجنبية؟ سأبوح لك بسر، اتصلت بنا شاعرة إسرائيلية شاركت معنا في مهرجان للشعر والزجل، وقدمت لي رقم هاتف إسرائيلي يقيم بالمغرب قالت إنه من "الكينسيت" الإسرائيلي، وأخبرتني أن جهات في إسرائيل عبرت عن استعدادها تمويل المهرجان، كما شددت أننا في حال تعرضنا لمشاكل مالية أن نتصل بهذا الشخص. نحن رفضنا هذا العرض، لأنه نوع من التطبيع مع إسرائيل، وكنا نتمنى لو أن مسؤولينا المغاربة من عرض علينا هذا الدعم. لماذا حاول الإسرائيليون تمويلكم؟ المهرجان يكشف كل سنة مواهب مغربية متميزة في الشعر والزجل، منهم من أصبح له صيت وشهرة في الخارج، أما بالمغرب فلي اليقين أن لا أحد يعرف أسماءهم وإن شرفوا وطنهم في العديد من الملتقيات الدولية، من قبيل محمد بن طلحة، وهو شاعر متميز جدا لدرجة أن الشاعرة الإسرائيلية لقبته بـ"أدونيس" المغرب وطالبتنا بتكريمه والاهتمام به. أجرى الحوار: مصطفى لطفي

مبتكرون يتلقون عروضا من الخارج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإدريسي تخرج من جامعة مغربية ونال عن بحثه جائزة دولية

المهمشون في المغرب يحطمون أرقاما قياسية في الخارج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات