شبـح الحجـر يحـوم حـول عيـن الذئـاب

الإغلاق يبدأ تدريجيا في السابعة والنصف وعودة "الباراجات" في المدارات وقلق يملأ قلوب العاملين بالمقاهي والمطاعم عادت أجواء الحجر لترخي بظلالها على كورنيش عين الذئاب، بعد الإعلان عن التدابير الاحترازية الجديدة لمحاربة فيروس كورونا، والتي تنطلق في الكورنيش ابتداء من السابعة مساء. وعاينت «الصباح» التدابير المشددة التي يشهدها الكورنيش، إذ تجوب دوريات أمنية الشريط الساحلي بشكل مستمر، قبل إغلاق مداخله ابتداء من السابعة، لتتوقف الحركة فيه تدريجيا مع اقتراب الثامنة والنصف. بالمقابل يعتبر بعض التجار والباعة في الكورنيش، أن فرض إغلاق مسائي جديد مفهوم بسبب ارتفاع عدد الإصابات، غير أنه يعيدهم إلى نقطة الصفر، ويدخلهم في أزمة مالية جديدة. إنجاز: العقيد درغام إنها السابعة والنصف مساء بكورنيش عين الذئاب، التوقيت المثالي بالنسبة إلى الأمن، لبدء إغلاق الكورنيش، ومنع الولوج إليه من كل الاتجاهات. في هذه اللحظة يبدأ رجال الأمن بتشديد المراقبة على الكمامات والتباعد وعلى حركة سير العربات، ومصادفة، إنها الساعة نفسها التي يبدأ فيها الكورنيش باستقبال عدد أكبر من الزائرين. في «موروكو مول» تبدأ دوريات الأمن ورجال الأمن الخاص في منع الزائرين من ولوج المركب التجاري، فيما تتعالى مكبرات الصوت داخله، إعلانا بقرب إغلاق المحلات. قد يبدو التوقيت مبكرا، لكنه مناسب إذا ما أراد رجال الأمن التأكد من إغلاق الكورنيش في حدود التاسعة مساء، توقيت بدء منع التجوال، الذي حددته التدابير الحكومية. في الجهة الأخرى قرب المسابح، تستمر المقاهي والمطاعم في العمل، ولا ترى جدوى من وقف أنشطتها مبكرا، إذ تواصل استقبال الزبائن إلى غاية الثامنة والنصف، قبل الشروع في الإغلاق. وحتى في تلك الجهة، تجوب دوريات أمنية، لتذكيرهم بضرورة الإغلاق في التوقيت المحدد، والتوقف عن استقبال الزبائن قبل التاسعة بنصف ساعة على الأقل. «الباراجات» تعود للمدارات مع اقترابك من كورنيش البيضاء، فإنك ستلاحظ عودة «الباراجات» لبعض المدارات، على غرار مدارة سينما «ميغاراما» و»موروكو مول» ومقهى «النزاهة» ومدارة شاطئ «للا مريم». الغرض من هذه «الباراجات» حسب ما عاينته «الصباح»، تنظيم حركة السير، خاصة في أوقات الذروة، ابتداء من السادسة مساء، وطيلة ساعات السبت والأحد، لتنضاف إلى الأمنيين مهمة أخرى هي التأكد من عدم وصول سيارات إضافية للكورنيش بعد السابعة والنصف مساء، تطبيقا للتدابير الحكومية الجديدة. وعاينت «الصباح» كيف أن هذه «الباراجات» تتعزز بالحضور الأمني المكثف وبحواجز إضافية، إبلاغا للمارة ولمستعملي الطريق، بقرب الساعة التاسعة، وقت منع التجوال. وإذا كانت هذه «الباراجات» الأمنية قد ساهمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، في سلاسة حركة المرور في كورنيش يعتبر الأكثر اكتظاظا بالمارة، فإنها تلعب دورا هاما أيضا في منع تدفق مستعملي الطريق على الكورنيش، ابتداء من السابعة والنصف أو الثامنة مساء يوميا. غضب أرباب المقاهي والمطاعم لا يمكن أن يخفي صاحب مقهى أو مطعم، أو عامل بهما، تذمره من التدابير الاحترازية الجديدة، فور مصادفتك لهم، إذ تظهر عليهم علامات الحسرة والقلق. يعتبر أصحاب هاته المقاهي والمطاعم، أن إغلاق الكورنيش في التاسعة مساء، يضيع عليهم مداخيل هامة جدا، بما أن «الرواج» الحقيقي يبدأ ما بعد الثامنة مساء. يكفي أن تلج مطعما أو مقهى، لترصد أن الموضوع الأكثر تداولا بين العاملين هناك هو الإغلاق الليلي، بل إن بعضهم اعتبره نذير شؤم عليهم، وأنه سيجلب لهم متاعب جديدة، بعدما استبشروا خيرا بتخفيف الإجراءات مع حلول الصيف. «الصيف هو الفرصة الوحيدة من أجل الحصول على مداخيل مالية للعيش طيلة السنة»، يقول أحد العاملين في أحد المقاهي بكورنيش عين الذئاب. ويضيف آخر «سياسة الإغلاق لم تعد تجدي نفعا، إنها تضر ب»الناس البسطاء» بشكل واضح في ظل غياب الدعم». يعتبر هؤلاء العاملون أنهم الأكثر تضررا من هذه القرارات، خاصة أن الإقبال في الصباح وبعد الزوال قليل جدا، «رغم أننا في عز فصل الصيف، باستثناء نهاية الأسبوع، الذي يكون «الرواج» جيدا»، يقول أحد العاملين. ويتخوف العاملون بمقاهي ومطاعم كورنيش عين الذئاب، أن تتواصل الحالات الإيجابية في الارتفاع، وأن تضطر الحكومة إلى إغلاق الشواطئ والمقاهي والمطاعم في عز فصل الصيف، فيكتفون بالقول «الله يحفظ وصافي». الشاطئ ... دوريات أمنية ما ينطبق على مدارات كورنيش عين الذئاب، ينطبق على الشاطئ، إذ ملئ في الفترة الأخيرة بدوريات أمنية، وفرق الخيالة والدراجات، لحث المصطافين على احترام التباعد. يعرف الشاطئ في هذه الفترة ارتفاعا واضحا في عدد المصطافين، لتصبح مهمة رجال الأمن والسلطات أكثر صعوبة، لكنهم يحاولون نشر دورياتهم للوصول إلى أكبر قدر من المواطنين. وبملاحظة بسيطة، فإن أغلب المواطنين يعتبرون أنه بمجرد الوصول لرمال البحر، فلن يكون هناك جدوى لاستعمال الكمامة، إذ من الصعب أن تجد شخصا يضعها وهو مستلق على رمال البحر، أو يمارس الرياضة على الشاطئ. وعاينت «الصباح» كيف أن البعض يزيلها مباشرة بعد وصوله للشاطئ، رغم تحذيرات الأمن. وسيكون الأمر أكثر صعوبة، في عطلة نهاية الأسبوع، التي يشهد فيها كورنيش عين الذئاب اكتظاظا كبيرا، مقارنة بباقي أيام الأسبوع. وعلى غرار باقي مرافق الكورنيش، فإن الأمن يبدأ بإخلاء الشاطئ في حدود الثامنة مساء، إذ يبلغ المصطافين الذين لا يزالون هناك، بقرب ساعة الإغلاق، وأن عليهم مغادرة الشاطئ. وحسب ما عاينته «الصباح»، فإن أغلب المصطافين يبدؤون فعلا بالمغادرة في السادسة والنصف مساء، خاصة الذين يعتمدون على وسائل النقل العمومي للعودة إلى منازلهم، بحكم أن «الطاكسيات» والحافلات و»الطرامواي» لن يسمح لها بولوج الكورنيش بعد الثامنة على الأكثر. "الطرامواي" ... آخر رحلة في الثامنة لا يخفى على أحد أن «الطرامواي» قرب كورنيش عين الذئاب من معظم أحياء البيضاء، إذ أنه يواصل العمل في الأيام العادية إلى غاية التاسعة، وهو توقيت آخر رحلة، غير أنه قدم توقيتها للثامنة، بناء على توصيات البلاغ الحكومي. عاينت «الصباح» اكتظاظا متباينا على محطة «الطرامواي» في توقيت آخر لحظة، غير أن الوضع لن يكون هكذا في عطلة نهاية الأسبوع، إذ أن الاكتظاظ يكون أكبر. ورغم حضور بعض رجال الأمن بمحطة «الطرامواي» الرئيسية في عين الذئاب، من أجل حث المواطنين على الالتزام بالتدابير الصحية، غير أن مهمتهم لن تكون سهلة إذا تجاوز الاكتظاظ الحد، في عطلة نهاية الأسبوع. من جهة ثانية، فإن رغبة الركاب في الصعود ل»الطرامواي»، تقابلها محاولات من العاملين في المحطة، على ثنيهم من الولوج جماعة، بما أن السلطات تسمح فقط بنصف الطاقة الاستيعابية لكل وسائل النقل العمومي، وهي نداءات لا تلقى في الغالب آذانا صاغية، خاصة في الرحلة الأخيرة.

شبـح الحجـر يحـوم حـول عيـن الذئـاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوشريف مدربا للدشيرة

79 مشروعا منجزا في سنتين بإقليم تاونات

مقالات ذات صلة