سأستقيل إذا لم تسو وضعيتي

بنعبيشة قال إنه يتقاضى أضعف أجر وعلاقته بفيربيك مبنية على الاحترام أكد حسن بنعبيشة، مدرب منتخب أقل من 20 سنة، أنه يعتبر نفسه مستقيلا من اليوم في حال إذا لم تسو وضعيته مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأنه اجتمع بحكيم دومو، بعد نزول بعثة المنتخب الوطني بمطار محمد الخامس، للتأكيد على ضرورة مراجعة وضعيته، مشيرا إلى أن الجامعة مطالبة أيضا بتسوية وضعية الطاقم الذي يشتغل معه، ومنح اللاعبين مستحقاتهم. وأضاف بنعبيشة في حوار مع ”الصباح الرياضي” أن علاقته ببيم فيربيك، المدير الرياضي للمنتخبات الوطنية جيدة، ومبنية على الاحترام المتبادل، وكان يبعث له رسائل يهنئه على الأداء الذي يقدمه منتخب أقل من 20 سنة، وأنه يشتغل مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، موضحا أن فيربيك لا يملك أي سلطة عليه. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا يشكل بالنسبة إليك التتويج بثلاث ميداليات في ثلاثة أشهر؟ أعتقد أن هذا التتويج هو الأول في المغرب، إذ في ظرف ثلاثة أشهر تمكن منتخب أقل من 20 سنة من إحراز ميداليتين ذهبيتين في الألعاب المتوسطية والتضامن الإسلامي وفضية في الألعاب الفرنكفونية، علما أن الميدالية الأخيرة ضاعت من بين أيدينا، رغم أننا كنا الأفضل في المباراة بشهادة جميع المتتبعين، وهذا راجع إلى الصعوبات الكثيرة التي عشناها في نيس الفرنسية.وأود أن أشكر اللاعبين الذين أبانوا روحا وطنية عالية وضحوا من أجل عزف النشيد الوطني في تركيا وأندونيسيا والصعود إلى منصة التتويج بنيس، هذا في الوقت الذي أبانوا فيه انضباطا عاليا جدا، بعد أن حافظوا على تركيزهم لمدة 39 يوما قضيتها معهم. ما هي المشاكل التي واجهتكم بفرنسا وأندونيسيا؟ أود الإشارة إلى أن المشاكل التي عشناها بنيس لم يسبق لي أن عشتها في أي بلد، إذ زرت بلدانا إفريقية كثيرة، ولم يسبق لي أن واجهت مشاكل كتلك التي مر بها الفريق الوطني لأقل من 20 سنة بنيس، وكأننا كنا في بلد يقل مستواه عن أفقر بلد إفريقي.والمشكل الأول الذي صادفناه هو الإقامة والأكل الذي لم يكن في المستوى، إذ أن الوفد المغربي كان يبيت في ظروف صعبة جدا، داخل مدارس لا تتوفر على تجهيزات كافية، كما أننا كنا مضطرين إلى شراء الأكل من أجل تفادي الوجبات التي كان يقدمها لنا المنظمون. ألم يتدخل المسؤولون المغاربة لحلها؟ صراحة لم يكن أمام المسؤولين المغاربة حلولا كثيرة، وكانت وزارة الشباب والرياضة تتدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن المنظمين الذين كانوا يتواصلون معنا بالبريد الإلكتروني لم يقدموا لنا أي شيء، ما يؤكد أنها أسوأ تظاهرة رياضية نظمت في العالم.وأرغب في التنويه بالعمل الكبير الذي قام به محاسب الجامعة، إذ كان يكلف نفسه الذهاب مسافة بعيدة لاقتناء الأكل، على اعتبار أن التغذية لم تكن جيدة ولا تحترم تقاليد البلدان المشاركة، خاصة الإسلامية، علما أن العديد من الدول الإسلامية شاركت في الألعاب الفرنكفونية، أضف إلى ذلك النقل الذي لم يكن متوفرا، وكنا مضطرين للاعتماد على جاليتنا المغربية في الكثير من الأحيان التي قدمت لنا الكثير من الخدمات، ونظموا لنا حفلا بالمناسبة مرتين وأشكرهم على ذلك. هل كان لهذه الظروف أثر في ضياع ذهبية الألعاب الفرنكفونية؟ هناك جزء منها ساهم في ضياعها، لأن مثل هذه الظروف الصعبة تفقد اللاعبين تركيزهم، لكننا حاولنا التغلب عليها في الدور الأول، إذ تمكنا من التأهل إلى الدور الثاني، رغم الهزيمة في المباراة الأولى أمام الكامرون. كيف تقيم مستوى المنتخب لأقل من 20 سنة؟ ما يؤكد أن هؤلاء اللاعبين موهوبون ويستحقون الاحترام، هو تمكنهم من بلوغ نهايتين في ظرف وجيز، وتأهلهم إلى الدور الثاني في مناسبتين، رغم هزيمتهم في المباراة الأولى، وسأتطرق إلى نقطة مهمة جدا، إذ تمكنا من التأهل إلى الدور الثاني ضمن الألعاب الفرنكفونية، بعد انهزامنا أمام الكامرون في الجولة الأولى، واستطعنا الفوز على بوركينافاصو بهدفين، ولعبنا النهاية وخضنا رحلة صعبة وشاقة استمرت حوالي 26 ساعة إلى أندونيسيا، وانهزمنا في المباراة الأولى أمام البلد المنظم، وكان علينا الفوز بأكثر من هدف أمام فلسطين، وتمكنا من تحقيق ذلك وفزنا بثلاثة أهداف لواحد وبلغنا النهاية، كل هذا يؤكد نضجا تكتيكيا وبدنيا لدى اللاعبين، ويستدعي الاهتمام بهم ومنحهم الثقة اللازمة، وأعتقد أنه عندما يكون اللاعبون جاهزين بدنيا وتقنيا، بإمكانك تحقيق المطلوب منك. هل تعتقد أن المشاركة في التظاهرتين كان لهما أثر إيجابي على المنتخب؟بالفعل، لأن الألعاب الفرنكفونية، يمكن اعتبارها بمثابة كأس إفريقيا مصغرة، وألعاب التضامن الإسلامي عبارة عن كأس آسيا مصغرة، بالنظر إلى المنتخبات التي واجهناها، وهي تجربة مهمة بالنسبة إلى اللاعبين الذين واجهوا دون أدنى شك منتخبات أكبر سنا منهم، وبفضل العزيمة القوية التي كانوا يتوفرون عليها تمكنوا من تحقيق ما لعبوا من أجله وما علينا إلا أن ننهنئهم.وبالمناسبة، أود أن أشكر محمد حران، نائب رئيس الجامعة، الذي كان لي معه اجتماع قبل المشاركة، وطلب رأيي في المشاركة، ووعدته بتحقيق الأفضل، والحمد لله أننا كنا عند حسن ظن المسؤولين بالجامعة. كيف هي علاقتك بفيربيك بعد هذا الأداء؟ علاقتي به جيدة، وهي مبنية على الاحترام المتبادل، بحيث إنه لا يتدخل في اختصاصاتي، كما أنني لا أشتغل معه وإنما أشتغل مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو ليس رئيسي المباشر، وإنما مسؤولا عن المنتخبات الوطنية، لكن ما يجب أن أؤكد عليه أن علاقتي به لا يشوبها أي مشاكل، كما أنه بعد كل مباراة يبعث إلي بالتهنئة. هل معنى هذا أنك مرشح لمدرب المنتخب الأولمبي؟ بصراحة أنا أعتبر نفسي مستقيلا من اليوم، إذا لم تسو وضعيتي في القريب العاجل، إذ لا يعقل أن أتقاضى أجرا هزيلا، لو اشتغلت مع أي ناد في الهواة، فربما أتقاضى أجرا أفضل منه، وهذه هي المناسبة التي يجب على الجامعة أن تنظر إلى وضعيتي، فعقدي الذي وقعته دون أن أحضر المفاوضات، ووضعت الجامعة الأجر من تلقاء نفسها، آن الأوان لإعادة النظر فيه، بحكم أنه سينتهي سنة 2014.وأنا جاد في كلامي، تحدثت إلى حكيم دومو باعتباره مسؤولا عن لجنة الشباب بالجامعة، وأثرنا هذا المشكل بصراحة متناهية أثناء نزولي إلى أرضية مطار محمد الخامس، وبالتالي على الجامعة أن تعيد النظر في العقد الذي يربطني بها، فعلى الأقل أستحق أن تكون لي وضعية مهنية جيدة، وسأقولها صراحة أنا أتقاضى أضعف أجر في العالم. ماذا عن اللاعبين؟لا يمكن أن نجادل في مستحقات اللاعبين، لأنهم أدوا ما عليهم، فهم لعبوا بتفان وقدموا المطلوب منهم، وعلى الجامعة أن تمنحهم مستحقاتهم، لأنهم فازوا بألقاب وتألقوا ورفعوا راية الوطن عالية، إضافة إلى أنهم أبانوا انضباطا كبيرا.إلا أن ما يجب الحديث عنه، هو الطاقم الإداري والطبي والتقني الذي أبان بدوره احترافية كبيرة، وعلى الجامعة أن تسوي وضعيتهم، لأن كل واحد أدى الدور بشكل مهني، وتكبدوا الكثير من الصعوبات من أجل تحضير اللاعبين وتوفير أجواء احترافية لهم، وهنا أود أن أنوه بالطاقم التقني الذي ساعدني كثيرا في تحقيق هذا الإنجاز والطبي الذي كان له دور كبير في تأهيل اللاعبين، والإداري الذي قدم المطلوب منه في ظروف صعبة.ولا يفوتني أن أنوه بدور محمد الخويل الذي كان جيدا جدا، وأبان أنه شخص يعرف ما يجب أن يفعله، رغم تجربته القصيرة معنا. هل لديك مشروع مستقبلي لهذا المنتخب؟الحقيقة أن هؤلاء اللاعبين سيشكلون المنتخب الأولمبي مستقبلا، وأتمنى أن تعمل فرقهم على إشراكهم في منافسات البطولة الوطنية، لأنهم خاضوا مجموعة من التظاهرات العالمية والإقليمية والقارية، وبإمكان فرقهم أن تستفيد من تجربتهم على المستوى الوطني والقاري، خاصة بالنسبة إلى الأندية التي ستشارك في الكؤوس الإفريقية، ووضعهم في دكة الاحتياط، سيكون له أثر سلبي عليهم، وهذا ما ينبغي تفاديه للحفاظ على مستواهم التقني والبدني، وعلى الأندية والمدربين أن يثقوا في قدراتهم ومؤهلاتهم، كما أنهم يتوفرون على فرص كبيرة للاحتراف بأكبر الأندية الأوربية. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن

سأستقيل إذا لم تسو وضعيتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوزين: رئيس جامعة الكرة لن يأتي من فوق

المحكمة تنظر في قضية فاخر والرباطي في 28 أكتوبر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات