تحالفنا مع “بيجيدي” أغضب الداخلية

مرشد : وضعنا البيضاء فوق الأحزاب وشاركنا في المجلس وفاء للمدينة وسكانها كشف عبد الصادق مرشد رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس البيضاء خبايا تحالف حزبه مع العدالة والتنمية، وصعوبة اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية الوفاء للمدينة وسكانها ضد الأصوات التي كانت تحذر من التحالف مع الإسلاميين. كما عرج على اختلالات في عمل المجلس، خاصة في ما يتعلق بمتابعة وتنسيق المشاريع الكبرى المفتوحة في إطار البرنامج الاستعجالي الذي أطلق في 2013 بعد خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة. أجرى الحوار: ياسين قطيب > كيف تقيمون حصيلة مجلس مدينة البيضاء ؟ > كي نتحدث عن سبب المشاركة في التحالف الحالي بمجلس البيضاء يجب أن ننطلق من سياق انتخابات 2015 ونتائجها التي أعطت فوز حزب أغلبي بشكل كاسح، وفي حصيلة لم تعرف مثلها المدينة سابقا بحصول حزب على الأغلبية المطلقة ، وهو الحزب الذي كانت لنا معه اتفاقات قبلية، وذلك في شكل تفاهمات ونقاشات تحضيرا للعمل سويا، لذلك فبمجرد الإعلان عن النتائج اتصل بنا الإخوان في العدالة والتنمية، للانتقال إلى مرحلة تنزيل التفاهمات التي ذكرت، وقبلنا أن نتحالف على مستوى الجهة ومجلس المدينة ومجلس العمالة والمقاطعات، لكن ظهرت مواقف أخرى من جهات ما تطالبنا بعدم التحالف مع الحزب المذكور، على اعتبار أن البيضاويين اختاروا تيارا معين وعليهم أن يتحملون النتائج. > هل تعني أنه طلب منكم عدم التحالف مع "بيجيدي" > كان هناك من حذرنا بأن الحزب الرابح لن يتمكن من تسيير الشأن المحلي كما يجب في إشارة إلى موانع ذاتية وموضوعية ، لكننا حاولنا أن يكون اختيارنا نابعا من موقف مسؤول، مفاده العمل مع أي كان ووضع اليد في يد كل تيار للخروج بالمدينة من معضلات وإشكالات الزمن السابق، من فوضى وتشرذم جعلها تكون دائما رهينة الشتات. ومن باب المسؤولية الوطنية اختار التجمع الوطني للأحرار المشاركة في تسيير المجلس بكل المخاطر المحيطة بذلك، وتحملنا المسؤولية في المقاطعات ومجلس العمالة وكذا في مكتب المجلس من خلال عضوية ثلاثة أعضاء من الحزب. لذلك أقول بأننا نحن لسنا في مرحلة تسمح بتصنيف حصيلة مجلس مدينة البيضاء بين الإيجابي والسلبي بشكل حاسم ولكن يمكن أن نشرح النتائج بتفاصيل أكثر. > لماذا لم تتخلص البيضاء من عادة الأوراش الانتخابية في نهاية الولاية؟ > هناك مجموعة من الأمور المتداخلة التي تفرض طريقة العمل التي تحدثت عنها. من حقك أن تسميها أوراشا انتخابية، لكن يمكن أن تغير رأيك إذا علمت بأن البيضاء كانت موضوع برنامج استعجالي وضع في عهد المجلس السابق وقع أمام الملك بغلاف مالي يقدر بـ 33 مليار درهم بمساهمة من الداخلية وبعض الفرقاء بما يتجاوز 90 في المائة من التمويلات المخصصة لانقاذ البيضاء، وضم مشاريع كبرى مثل الطرامواي والحافلات الكهربائية ذات الخدمات عالية الجودة والممرات التحت أرضية والقنطرة المعلقة في مدخل المدينة على مستوى سيدي معروف والمسرح الكبير ومجموعة أخرى من الأوراش المهيكلة، التي كانت موضوع مشاورات موسعة بين الوالي والمكتب السابقين، بشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية في مقدمتها وزارة الداخلية. > ما هو تفسيرك للتأخر المزمن في الأوراش؟ > اعتبر المكتب الحالي أن أولى مهامه احتضان وتنزيل تلك المشاريع، وفعلا تمكن من إخراج عدد كبير منها، لكن هناك تلك التي تعثرت كما هو الحال بالنسبة إلى الممر تحت أرضي الموحدين الذي كان من المنتظر أن ينتهي العمل به منذ سنتين خلتا، لكن انتصبت أسباب تأخر عديدة أهمها المتابعة، وهنا يبرز دور العمدة ومكتب المجلس، ذلك أن مواكبة بعض المشاريع كانت دون المطلوب، ما جعل مجموعة من المشاريع تتأخر في الخروج إلى أرض الواقع، فكان أن تصادفت في النهاية مع الأشهر الأخيرة من الولاية الحالية وتزامنت مع بداية الإعداد للانتخابات الموالية. > هناك من يعتبر أن المجلس لم يكن في مستوى متابعة تنزيل الأواش الكبيرة للمدينة، هل تتفقون مع هذا الرأي ؟ > هناك إشكالات كثيرة تصعب مأمورية متابعة الأوراش المفتوحة من قبل مكتب وعمدة المدينة، أهمها تعدد الشركاء، ومثال ذلك نذكر بحالة مركب محمد الخامس، الذي تساهم في إعادة تهيئته وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية لكرة القدم ومجلس البيضاء، والذي تأخر بسبب تأخر الوزارة في الوفاء بمساهمتها في التمويل، وطبعا كان هناك خلل في آليات المتابعة، على اعتبار أن المجلس هو المنسق وعليه أن يطرق الأبواب ويراكم محاولات التذكير والاستعجال، وهو ما لم يحصل بالشكل المطلوب، ما أدى إلى تسجيل تأخر في أجندة بعض المشاريع، ويمكن أن نقدم تبريرات للسكان بالقول بأن باقي الفرقاء تأخروا في الوفاء بالتزاماتهم لأن دورنا باعتبارنا مسؤولين على المدينة يفرض السهر على التنزيل بكل الأساليب المتاحة. > هل يمكن اعتبار ذلك تبريرا لتواضع الحصيلة ؟ > عند الحديث عن الحصيلة يجب أن ننطلق من فلسفة التركيز على النصف المملوء من الكأس، وتلك كانت دائمة هي طريقة عمل التجمع بترجيح كفة الجانب الإيجابي والابتعاد عن لغة العدميين، وهو ما يفسر وقوفنا الدائم بجانب الأغلبية رغم الانتقادات الموجهة إلينا بهذا الخصوص، لأننا لم نستسلم لمقولات سوقها البعض بأن الإدارة الترابية ستعرقل عمل مجالس يترأسها العدالة والتنمية، واعتبرنا أنفسنا شركاء وحرمنا على أنفسنا مقولة قلوبنا معكم وسيوفنا معهم، فذلك لم يكن يوما هو تصورنا لطريقة عقد التحالفات. > هل تتنظر البيضاء خطابا ملكيا ثانيا لتدارك الأخطاء ؟ > سؤال جيد كنت انتظره منذ بداية الحوار، فقد أثرنا ذلك في كل مناسبة، وقلنا بأن المدينة أنهت جيلا أول من المشاريع والتي كانت بدافع من الخطاب الملكي الذي خصصه للتنبيه إلى خطر سكتة قلبية تهدد المدينة. اليوم هناك متطلبات أخرى، إذ لم يعد ممكنا الاكتفاء بمحطة طرقية وحيدة وسوق جملة واحد، ولابد من النظرة الاستباقية، وبعد ذلك البحث عن الإمكانيات الكفيلة بتجسيد أحلام البيضاويين على أرض الواقع، لذلك تحدثت عن مستوى القرار المالي، وما تمنحه المدينة من فرص جبائية وبالتالي مداخيل مهدورة، في حين أن ميزانية البيضاء لا تتجاوز 4 ملايير درهم لتلبية احتياجات تجمع سكاني مليوني. نظام مالي خاص تخضع الداخلية البيضاء للقرار الجبائي نفسه، المعتمد في كل جماعات المغرب، ولا تختلف البيضاء إلا في مجموع القيمة، أي أن رسم احتلال الملك العام نفسه بالدرهم على المتر هو نفسه في وسط البيضاء كما في أي مكان آخر في ربوع المملكة، لكن الواقع يفرض مقاربة جديدة لمالية البيضاء، على اعتبار أن هناك نوعا جديدا من الخدمات، يمكن أن تمنح قنوات موارد مالية بالنظر إلى وجود الميناء والشركات الكبرى، التي تستعمل شاحناتها شوارع المدينة وتساهم في تقهقر حالتها، وبالتالي حان الوقت مشاركة مالكيها في تمويل التهييء وإعادة الهيكلة. مراجعة عقود التدبير المفوض كشف عضو مجلس المدينة أن مشكل التدبير المفوض للماء والكهرباء والصرف الصحي، كان موضوع نقاش، بالنسبة إليها منذ البداية وتحديدا منذ 1997، أي في عهد المجموعة الحضرية، مسجلا قوة الشركة في مواجهة باقي الفرقاء، نظرا لأنها كانت تلعب على الصراعات الموجودة في المكاتب المتعاقبة على تدبير الشأن العام البيضاوي، والدليل على ذلك أن الموضوع كان يطرح في كل دورة قبل 2015 لكنه اليوم أصبح من الطابوهات التي يمنع فيها الكلام، «لكن ذلك لم يثن فريق التجمع الوطني للأحرار بطرح سيناريو مراجعة العقدة، التي تجمع المدينة بالشركة، وهو أمر محسوم في الاتفاق الأولي، الذي ينص على إمكانية البت في تحسين وتجويد مقتضيات العقدة مرة في كل خمس سنوات، لكن لم يحصل شيء من ذلك في مناسبتين، لأن صوتنا كان ضد التيار إلى أن جاءت الفيضانات الأخيرة التي لم يجد العمدة خلالها غير نصح المتضررين بمتابعة الشركة قضائيا. ابتزاز "الكارديانات" إشكالية "كارديانات" البيضاء فيه جانب من الابتزاز، واستغلال معطى افتقار المدينة للمرابد، التي يتطلب توفيرها إمكانيات مالية كبيرة، ولا يمكن الاعتماد على القطاع الخاص في ذلك، بذريعة أنه مجال غير مربح كثيرا وهي فكرة خاطئة، وعلى المجالس أن تفكر في جعل المستثمرين الخواص ينخرطون وهم مقتنعون بمنطق الربح والخسارة، لأن ما وضع البيضاويين في وضع ضعيف أمام ابتزاز الكارديانات، هو غياب المساحات المخصصة لركن السيارات، الأمر الذي يتطلب إبداع الحلول للمشاكل التي أصبحت ترصد في شبكات التواصل الاجتماعي، لذلك قلت بأن النخبة المدبرة يجب أن يكون لها حس اجتماعي وعمل استباقي، بالنظر إلى أننا في مدينة لا أحد يمكنه أن يدعي التحكم في سرعة توسعها. مرحلة جديدة من وحدة المدينة رفض مرشد مقارنة البيضاء مع أي مدينة أخرى لأن لها خصوصيات تجعلها حالة متفردة في مدينة مليونية، مستعملا الوصف الشهير "يبيت فيها خمسة ملايين ويقضي النهار فيها عشرة ملايين"، مضيفا مستجدات التنظيم الإداري، وخصوصا منذ 2003 والانتقال من 24 جماعة إلى جماعة واحدة، في محاولة لموازنة التطور غير المنتظم بين جماعات المركز وجماعات المحيط، وأنه في الوقت الذي كانت جماعة مثل سيدي بليوط تتوفر على فائض في المداخيل، وبالتالي زيادة في الإمكانيات، كانت مالية جماعات أخرى تحت الخط الأحمر، كما هو الحال بالنسبة إلى جماعة سيدي مومن، فوجدت الدولة نفسها مجبرة على فرض مبدأ وحدة المدينة لتجاوز وضعية عدم التوازن، "بدأت عملية تنزيل المبدأ بتوحيد الإمكانيات المادية والعنصر البشري، ثم مرحلة المشاريع الكبرى العابرة لتراب الجماعات الصغيرة، التي أصبحت مقاطعات فقط بعد توحيد المدينة"، وتمنى المتحدث أن تدخل المدينة مرحلة جديدة من وحدة المدينة مع انتخابات 2021 تحت عنوان سياسة القرب، يمكن للبيضاويين أن يلمسوا تغيرا في مدينتهم على مستوى المشاريع الكبرى، لكن لا شيء تغير في العلاقة المباشرة، في المرافق الخدماتية المباشرة في تصحيح الإمضاء. واعتبر المتحدث أن البيضاء لها من الموارد، ماليا وبشريا، ما يمكن أن يؤمن لها انتقالا سلسا إلى مصاف المدن العالمية، شريطة أن تتوفر على جرعات إضافية من الحكامة، والتخلص من الإرث الذي تركته المجالس السابقة، من تطاحنات سياسية وانعدام مزمن للانسجام بين مكوناتها السياسية، خاصة أن المدينة قد أعطيت ما لم يعط لها في أي وقت سابق، أغلبية منسجمة وهادئة ووديعة، وإمكانيات مالية ضخمة وفرتها الداخلية، بالإضافة إلى مجهود استثنائي في التواصل المرن، من قبل الولاة الثلاثة الذين تعاقبوا على المدينة، أخيرا. في سطور - من مواليد البيضاء - متزوج وأب لطفلين - رئيس فريق التجمع والوطني للأحرار بمجلس البيضاء - نائب رئيس مجلس عمالة البيضاء - نائب رئيس مقاطعة المعاريف - عضو الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشعل - متصرف ممتاز بجهة البيضاء سطات - مسؤول عن ديوان عمدة البيضاء السابق - كاتب عام الوداد البيضاوي سابقا - حاصل على دبلوم في التأمين البحري وماستر في التدبير - مجاز في القانون

تحالفنا مع “بيجيدي” أغضب الداخلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

12 سنة لـ"مخازنية" سهلوا تهريب مخدرات

مرضى يتربصون بصغار في محيطهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات