3 أسئلة: المدونة شردت عائلات

بعد غد (الاثنين) تكون مدونة السير أكملت أربع سنوات على دخولها حيز التنفيذ، كيف تقيمون حصيلة ما جاءت به هذه المدونة؟ مدونة السير لم تأت بأي نتائج، بل على العكس كانت النتائج سلبية مثل تشريد العديد من العائلات والزج بعدد كبير من المهنيين في السجون، وسحب رخص الثقة المهنية التي هي معيلهم الوحيد، كما تسببت في نهب جيوب المستضعفين من المهنيين عبر الغرامات الباهظة التي لا تتماشى مع الدخل الفردي للمهنيين. ورغم مرور أربع سنوات على دخول المدونة حيز التنفيذ، فإن الوضعية مازالت هي نفسها، إن لم نقل إن الغرامات تزايدت بشكل مهول، خصوصا لدى الحافلات وسيارات الأجرة، وهو القطاع الذي يعرف فوضى وتقادما في الأسطول. البعض يقول إن المدونة أو تطبيقها تشوبه عدة نقائص، هل تتفقون مع هذا الطرح؟ من أبرز النقائص ما يتعلق بدروس تعليم السياقة فجلها عبارة عن إعداد للامتحان دون تعمق في التقنيات، ولا يطور السائق مهاراته وأسلوبه إلا بعد الحصول على رخصة السياقة، لأن مدارس التعليم لم تمكنه من ذلك. ويرافق هذا الوضع إفراط في الثقة في النفس وهو ما يفرز ممارسات غريبة مثل التجاوز المعيب والتهور في السياقة. وإن احتج أحد الركاب على هذا السائق فأقل ما يرد عليه به «نتا توريني دابا كيفاش نسوق». كما أن جل حوادث الانقلاب عند المنعرجات ناجمة عن جهل السائق بتقنيات السياقة على الرغم من أن وسائل الإعلام تلفق تهمة عدم احترام قانون السير لكل السائقين... والحل لا يمكن الوصول إليه من خلال مدونة سير عقيمة قوامها الزجر والسجن، بل الحل يكمن في سياسات شمولية وإرادة شعبية على مدى عقود عديدة. وأنتم كمهنيين في قطاع النقل هل لديكم تصور لتدارك هذه النقائص؟ تصورنا هو ضرورة عقد مناظرة وطنية تضم مهندسي قطاع النقل والمهنيين والسلطات، بما فيها الأمن والدرك، وممثلين عن المجتمع المدني، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالسائقون بحاجة إلى إعادة تأهيل حتى يصير بإمكانهم التعامل مع الطريق، إذ أن الغالبية منهم لا تتحلى بأخلاقيات استعمال الطريق، ومن ثمة فالحملات التحسيسية تكون دون جدوى مادام أن الأهم، أي التكوين السليم وثقافة التسامح على الطريق، غير متوفر.مدونة السير أثبتت عقمها وعدم تلاؤمها مع الواقع المغربي مادام المسؤولون يركزون على الزجر والعقوبات مع سائقين حصلوا على رخص السياقة مقابل رشاوي. بداية الحل تكون بإعادة تأهيل السائقين المهنيين وإعادة تأهيل موظفي ومهندسي وأعوان وزارة النقل وكذلك أفراد الأمن والدرك لحثهم على التعامل باحترافية أكبر دون التمييز بين هذا وذاك. كما أحث السائقين المهنيين على أن لا ينتظروا الحلول التي قد لا تأتي، وليبدأ كل واحد منا بتغيير نفسه وتغيير سلوكاته، فالمجتمعات تصلح بصلاح الأفراد. لنغير سلوكنا حتى ولو لم تغير الإدارة سلوكها، فالسياقة تتطلب التعامل مع الكثير من المعيقات والتحديات، وعلى السائق تطوير معرفته بتقينات السياقة حتى يتسنى له حسن التصرف في الوقت المناسب، كما أن السلوك الحسن تعبير عن الانخراط في الوعي الحضاري اللازم لرقي الشعوب. أجرى الحوار: محمد أرحمني الحسن دكاني, الكاتب العام للنقابة الوطنية الديمقراطية لقطاع النقل بسلا

3 أسئلة: المدونة شردت عائلات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يستفيق في ملعب الفتح

الرباطي أمام شكاية جديدة بالتهديد والتحريض على السرقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات