نتائج صادمة لدراسة ميدانية حول العنف ضد النساء

المغربيات خرجن من صمتهن وفضحن الرجل في انتظار أصوات باقي المعنفات خلصت نتائج آخر دراسة ميدانية للمندوبية السامية للتخطيط، حول انتشار ظاهرة العنف ضد النساء، أنجزت بين يونيو 2009 ويناير 2010، أن نسبة مهمة من المغربيات يتعرضن للعنف بمختلف أشكاله. نتائج الدراسة كانت صادمة، وإن دلت تلك النتائج على شيء فهي تدل على أن بعض الرجال المغاربة، باعتبار أن العنف ضد المرأة يصدر منهم في غالب الأحيان، مازالوا يعتقدون أن المرأة تابعة لهم أو في ملكيتهم وتحت تصرفهم، ولهم الحق في أن يفعلوا بها ما شاؤوا وكيفما شاؤوا، حتى إذا تطلب الأمر تعنيفها معنويا وجسديا، متجاهلين أننا بالقرن الـ21، نعيش وسط ما حققه الإنسان من تقدم في مختلف المجالات، وأن المرأة ساهمت في هذا التطور وتستحق التشجيع لا التعنيف.هؤلاء الرجال الذين تتحدث عنهم دراسة المندوبية السامية للتخطيط في دراستها الأخيرة، والذين عنفوا المرأة بكل وحشية ضاربين حقوقها عرض الحائط، مازالوا متشبثين بعقلية عصر الجاهلية، وكأنهم يأبون أن ينفضوا تلك العقلية رغم تغييرهم الرداء وتطور مظهرهم، فهم متمسكون بما كان الإنسان القديم ينهجه. فكما كان ذلك الإنسان، يوظف العنف قبل محاورة ومناقشة الطرف الآخر، وكما كان يتمتع بمظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة آنذاك، فرجل اليوم يمشي على المسار ذاتها، رغم علمه أن عددا من دراسات أظهرت أن أفضل تنبؤ للعنف على الصعيد الدولي يرتبط بمدى سوء معاملة المرأة في المجتمع، وأن ارتفاع عدد النساء المعنفات على يد الرجل، يظهر وعي وثقافة ذلك المجتمع.في المقابل، يعتبر أن العنف ضد المرأة في تطور متصاعد، ولكن الصحيح هو أن المرأة استطاعت، أخيرا، الخروج من صمتها لتفضح المعاملة السيئة للرجل الذي سلب ومازال يسلب كرامتها، ورفضت تعنيفها وهضم حقوقها، كما استطاعت أن تلجأ إلى مراكز الاستماع لتساعدها وتمد إليها يد المساعدة، قبل أن تصرح لهم وبكل حرية بما يلحقها من عنف وسوء معاملة.وبالرجوع إلى الدراسة، نجدها تؤكد أنه حتى المرأة النشيطة تعرضت للعنف الجسدي، إذا بلغ عددهن 32 ألف امرأة نشيطة، ويتعلق الأمر بعاملات تتراوح أعمارهن بين 18 و24 سنة، ويصدر هذا العنف في أربع حالات من بين عشر من زبناء المؤسسة، وفي حالة واحدة من بين أربع من المشغل أو المسؤول المباشر، وفي حالة واحدة من بين خمس من طرف وزملاء في العمل، وهذا ما يوضح أن بعض الرجال المغاربة، ربما يتجاهلون أو يغارون مما حققته المرأة، بعد أن أكدت أن بمقدورها منافسة الرجل الذي يترجم حقده إلى عنف سواء جسدي أو معنوي. فبعض الرجال لم يستطيعوا تغيير تصرفاتهم العدوانية، ولن يقووا على تغييرها باعتبار أن البعض منهم يقيمون رجولتهم بميزان تعنيف المرأة وهضم حقوقها. لذلك، من الضروري أن تنهض بعض المغربيات المعنفات من سباتهن، وأن يقفن أمام لكمات الرجل، وأمام تعنيفهن المعنوي، وليواجهن الجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامهن، قبل أن يتأكدن أن لهن حقوقا يجب أن يحترمها الرجل.ومؤسف جدا أن تترك المرأة للرجل الحق في تدمير آدميتها وإنسانيتها، وأن تفقد نتيجة معاملته السيئة لها ثقتها في نفسها وفي قدراتها الذاتية، كما يجب أن تبتعد عن الصورة النمطية المعطاة للمرأة المغربية إعلاميا، وبأنها ذات عقلية دونية. إيمان رضيف

نتائج صادمة لدراسة ميدانية حول العنف ضد النساء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لخماس: الحركة النسائية تطلب التنصيص على جريمة الاغتصاب الزوجي

ستة ملايين مغربية "تحت الصباط"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات